الأردن والسعودية: علاقات تاريخية ومصير مشترك
مكرم احمد الطراونة
العلاقات الأردنية-السعودية علاقات أخوية قوية تدرك قيادتا البلدين أهمية الحفاظ عليها وتنميتها. ولا يأتي هذا الإدراك والحرص على العلاقة من الروابط التاريخية التي تطورت خلال عقود من التعاون والتنسيق والعمل المشترك فقط. لكن حرص المملكتين الشقيقتين على حماية هذه العلاقات وتعزيزها ينطلق أيضا من ترابط المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وكل المسؤولين في البلدين دائما وفي كل مناسبة وعند كل منعطف أن أمنهما واستقرارهما ومصيرهما واحد وأن الأردن والسعودية يقفان معا صفًا واحدًا في مواجهة كل التحديات.
وأطرح هذا التقديم مدخلًا للحديث حول من ينشر ويروج له من ادعاءات تحاول تخريب هذه العلاقة التاريخية والإساءة لها.
وحسب مصدر مسؤول تحدثت معه خلال الأيام الماضية ، فإن الاتصالات بين المسؤولين في البلدين لتعزيز التعاون بين المملكتين وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات المشتركة مستمرة ولم تتوقف لحظة. فهذه هي طبيعة العلاقة من حيث وجود تنسيق وتشاور في جميع الأوقات.
وحسب ما قال لي مسؤولون عديدون فإن الاردن والسعودية منخرطون بشكل مكثف في مشاورات حول مشاريع وتعاون اقتصادي وتحركات مشتركة إزاء القضايا الإقليمية، ويعملون عبر فرق فنية متخصصة على خطوات وبرامج ملموسة لزيادة التعاون .
في ضوء هذه الحقائق، ووفقا لمصادر مسؤولة، فإن ما يشاع عبر بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من ادعاءات وتلميحات بخلاف ذلك هو محض اجتهادات لا أساس لها من الصحة.
وما يتجاهله من يروج للشائعات هو أن علاقات الأردن والسعودية علاقات استراتيجية، وأن العلاقة بين القيادتين قوية وشخصية وغير مسبوقة على جميع الاصعدة.
بالنهاية العلاقات بين الأردن والسعودية أقوى من أن تتأثر ببعض الإشاعات والادعاءات ومحاولات الإساءة. وهذه العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين جذورها في التاريخ وباقية في المستقبل وتستمد قوتها من العلاقات الأخوية بين القيادتين وبين الشعبين، وهي علاقات محورية لأمن واستقرار المنطقة برمتها. لا غنى للمملكتين عن بعضهما، واستقرارهما ودورهما رئيس في المنطقة وخط دفاع صلب عن أمنها واستقرارها.
هذه هي الحقيقة البينة والتي تثبتها المواقف الثابتة للأردن والسعودية في الوقوف معا في مواجهة كل التحديات.
وأختم بما يعرفه الجميع وتؤكده دوما القيادتان الشقيقتان وهو أن أن الأردن يعرف ويثمن مواقف السعودية في دعم الاردن واستقراره، والسعودية تعرف وتثمن حرص الأردن عليها ومواقف الاردن الداعمة للسعودية وأمنها واستقراراها. غير ذلك من طروحات هي اجتهادات وادعاءات لا أساس لها من الصحة.