وتيرة التطعيم بـ”كورونا” تتباطأ
محمد الكيالي
عمان – بعد أن تلقى جراح القلب ومدير الخدمات الطبية الملكية سابقاً، الدكتور داود حنانيا (86 عاماً)، في الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي، أول جرعة من لقاح فيروس كورونا في المملكة، بدأت وزارة الصحة وعبر منصة المطاعيم بتلقي الآلاف من الطلبات للحصول على المطعوم.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى يوم أمس الأربعاء، بلغ العدد الإجمالي للمسجلين على منصة التطعيم حوالي 1.3 مليون شخص، تلقى أقل من نصفهم (620 ألفا) الجرعة الأولى فيما حصل أكثر من 124 ألفا آخرين الجرعة الثانية من اللقاح.
وعلى الرغم من أن الحكومة وعبر وزارة الصحة، وضعت هدفا للوصول إلى صيف آمن، عبر تطعيم 2 – 3 ملايين شخص، من أجل خلق مناعة مجتمعية منعاً للدخول في موجة ثالثة، إلا أن هذا الهدف لن يتحقق إلا بتسريع عملية منح اللقاحات للمستفيدين.
أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية، مسؤول ملف كورونا في الوزارة، الدكتور عادل البلبيسي، أكد أن شهر أيار (مايو) المقبل، سيشهد نقلة نوعية في إمدادات وزارة الصحة من مختلف لقاحات كورونا وبشكل مضاعف، مبينا أن توقعات الوزارة تذهب إلى أكثر من 100 ألف جرعة يوميا.
وربط البلبيسي هذه التوقعات وإمكانية حدوثها، بالتسجيل على المنصة من قبل المواطنين، مؤكدا أن الحل الوحيد أمام الأردنيين، اليوم، للخلاص من الفيروس، هو الحصول على اللقاح.
وشدد على أن اللقاحات التي تحصل عليها الوزارة، يتم تقديمها مباشرة للمسجلين على المنصة، مؤكدا أن جميع اللقاحات آمنة وفعالة لأن الوزارة تستوردها من المصدر.
وحول استنكاف مواطنين عن الحصول على اللقاحات، قال البلبيسي، إن الوزارة "لا تجبر أي شخص على الحصول على المطاعيم”، مبينا أن الوزارة وعبر المنصة استحدثت خدمة تأجيل أو إلغاء الموعد ليتسنى لشخص آخر بحاجة للقاح الحصول عليه.
ولفت البلبيسي إلى أن 30 % من المسجلين على منصة اللقاح، "لا يحضرون إلى مواعيد الحصول على الجرعات، ولجميع أنواع المطاعيم، وهذا الأمر يؤدي إلى حرمان آخرين من الحصول على المطعوم”.
وحول الوضع الوبائي الأردني، أكد البلبيسي أنه "جيد”، إلا أن هذا "لا يدعو إلى التراخي”، مطالبا المواطنين إلى الالتزام بسبل الوقاية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.
وكان عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور عزمي محافظة، أكد أن الموجة الثالثة، هي احتمال وارد، إذا لم يتم تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس، خاصة من الفئات التي لم تتعرض للإصابة مسبقا.
وقال محافظة، "يجب توفر عدد كاف من الناس القابلين للإصابة حتى تحدث موجة ثالثة، لكن لا يمكن لأي جهة تقدير هذا العدد إلا بدراسة علمية مصلية عبر فحص دماء المواطنين للتأكد من وجود أجسام مضادة في أجسامهم أو إن أصيبوا سابقا أم لا”.
وشدد على أن التطعيم لغاية اللحظة، يسير ببطء شديد، خاصة وأن أرقام الوزارة تشير إلى أن نحو 6 % من المواطنين حصلوا على اللقاح، وهذه نسبة متدنية مقارنة بعدد السكان المستهدفين، معتبرا أن خطة وزارة الصحة تطعيم 3 ملايين شخص حتى مطلع حزيران (يونيو) المقبل، هو أمر غير عملي، خاصة مع ضعف عملية التطعيم اليومية التي تقارب، حاليا، 30 ألف جرعة.
وأوضح أن "التردد الحاصل بين فئات المجتمع في التسجيل على المنصة، يعيق الوصول إلى المناعة المجتمعية عبر إعاقة تطعيم النسبة الأكبر من المواطنين الذين لديهم قابلية للإصابة، وهذه عوامل في صالح حدوث موجة ثالثة، قد تكون أشد انتشارا وقد تكون أضعف”.
وفي مقارنة سريعة لأعداد المطاعيم التي قدمت للجمهور مع دول الجوار، فإن الإمارات العربية المتحدة قدمت نحو 10 ملايين جرعة من مختلف اللقاحات لمواطنيها، بنسبة تطعيم تقارب 99 %، فيما سجلت المملكة العربية السعودية اكثر من 7.5 مليون بنسبة تغطية تقارب من 22 % من سكانها، وذلك وفق موقع "covidvax.live”.
وتمكن الكيان الصهيوني من الانفراد عالميا بأعداد اللقاحات التي قدمها نسبة لعدد السكان، والتي تجاوزت 10 ملايين جرعة بنسبة تطعيم 119 %، فيما قدمت قطر أكثر من 1.3 مليون جرعة وقدم لبنان حوالي 355 ألف جرعة فيما قدمت السلطة الفلسطينية نحو 200 ألف جرعة من اللقاحات.
وعالميا، انفردت الولايات المتحدة بالعدد الإجمالي للجرعات المقدمة للسكان، بنحو 215 مليون جرعة، تليها الصين بحوالي 200 مليون جرعة فالهند أكثر من 131 مليون جرعة وفي المركز الرابع عالميا حلت المملكة المتحدة بأكثر من 44 مليون جرعة.
ويدعو خبراء إلى ضرورة تسجيل المواطنين على منصة لقاح فيروس كورونا في المملكة، والتسريع بإعطاء الجرعات وبمعدلات تزيد على 70 ألف جرعة يوميا، وذلك لتحقيق هدف الحكومة "السامي” بالوصول إلى صيف آمن مطلع حزيران (يونيو) المقبل.
ولفتوا إلى أنه وبدون ذلك، فإن "هذا الهدف سيتبخر، ولن يكون واقعا، وبالتالي فإن الفرصة ستكون مهيأة لدخول الأردن في موجة ثالثة لا أحد يعرف مدى شدتها”.
وأكدوا أنه "لا يجب إغفال حالات الاستنكاف من قبل فئات من المواطنين، إما لرغبتهم باختيار نوع لقاح محدد، أو لتسجيلهم على المنصة دون قناعة بالذهاب في المواعيد المحددة”.
يذكر أن مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، نزار مهيدات، قال أمس، إنه "لا يوجد أي بلاغات لحدوث جلطات دموية أو حالات تخثر في الأردن لدى متلقي اللقاح البريطاني المضاد لفيروس كورونا”.
ولفت مهيدات، إلى أن جميع "البلاغات الخاصة باللقاحات حتى تاريخ اليوم لا تتعدى آثاراً جانبية جميعها شائعة ومتوقعة عند استخدام اللقاح مثل التعب العام، ألم في المفاصل والعضلات، قشعريرة، ارتفاع في درجات الحرارة، الصداع، والغثيان”.
الغد