ترك منزله وسكن في الخلاء بحثا عن لقمة حلال أقعده المرض عن نيلها
إسلام البدارنة
عمان– انتهت به الأقدار بأن يتخذ من جوانب الشارع مسكنا له، ليجد لقمة العيش مغمسة بمصاعب الحياة، وليرى نفسه في عمر 52 سنة راكناً جسده على فراشٍ بالٍ ومهلهل، وبين قطع من "الخردة” التي يجهد في جمعها طيلة اليوم في أوساط العاصمة.
العم "أحمد” صاحب النفس الطيبة، الذي يعيش على رصيف بإحدى الضواحي تحيط به مجموعات من القطع القديمة التي يجمعها ليبيعها.
ورغم هذه الصعاب أصر "أحمد” على أن يثبت "ماسورة قديمة” في وسط كل تلك القطع المنثورة، لتكون سارية يعتليها العلم الأردني شامخاً اعتزازاً وافتخاراً بوطنيته، بحسب ما يقول.
وكان العم "أحمد” من محافظة الزرقاء، يقطن مع أولاده الخمسة في بيت يملكه، لكن البيت، حسب قوله لـ "الغد”، "يؤويه ولا يطعمه” ويشعر أن هناك العديد من الأمور التي من واجبه تقديمها لأولاده غير السكن، فاختار جمع الخرداوات كي يعتاش منها، وجاء إلى عمان أملا بجمع "خردة” أكثر من الزرقاء حيث يعيش.
يقول العم "أحمد” إنه استقر في مكان بضاحية راقية غربي عمان منذ حوالي شهرين تقريباً، ويزوره أولاده بين الحين والآخر للاطمئنان عليه، مضيفاً بأن "أهل الخير” يتفقدونه أيضاً وخاصةً في الطعام وقت الإفطار في شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أنه كان يعمل سابقا على آليةٍ في إحدى الشركات، لكنه لم يستمر لأن صاحب العمل لم يعطه راتبه الشهري، فاضطر إلى امتهان هذه المهنة الشاقة والمنهكة لصحته.
ولأن أولاده فوق سن 18 عاما، فهو لا يتلقى أي مساعدات شهرية من الجهات المعنية. وكانت التنمية الاجتماعية أوقفت مساعدته منذ العام 2014.
ويعاني العم "أحمد” من الروماتيزم والاحتكاك بالركب، الأمر الذي يساهم في تصعيب الأمور عليه من جميع النواحي الحياتية.
ورغم هذه المصاعب والهموم التي أثقلت كاهل العم "أحمد”، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجنتيه، متفائلاً بأن فرجاً قريباً سيأتي عاجلاً أم آجلاً، واستطاع بأن يدخل إلى قلوب الكثيرين في تلك المنطقة التي يقطنها خلال جمعه للخرداوات، ولذلك أصبح له أصدقاء وهو الذي يأمل بحل آخر يساعده على تأمين حياة كريمة لأسرته، بما يلم شملهم في منزلهم.
الغد