“مجددون”.. قلوب يملؤها الخير والعطاء تساند عائلات أنهكها الفقر
ربى الرياحي
عمان – بقلوب يملؤها الخير وأيادٍ ممدودة للعطاء والمساعدة وهمة عالية لا تعترف بالصعوبات؛ يواصل شباب متطوعون في جمعية مجددون الأردن برئاسة رامي أبو السمن سعيهم نحو غد أفضل للجميع وذلك بإطلاق حملات خيرية تنموية تسند المحتاجين والمتضررين جراء التعطل والأيتام وغيرها من الفئات الأخرى التي أنهكها الفقر ونال من سعادتها وراحتها.
وتسعى جمعية مجددون الأردن إلى تغيير واقع هؤلاء الأشخاص ودعمهم واحتضانهم وتمكينهم من إعالة أنفسهم وإشعارهم بأن لهم حق كغيرهم في الحلم والأمل والعيش بكرامة. الإيمان التام بالمسؤولية المشتركة والعمل بنفس واحد هو ما تهدف اليه الحملات والمبادرات التطوعية لتغطي أكبر مساحة ممكنة ويكون باستطاعتها الوصول لشرائح مختلفة تعاني مرارة العوز وتحتاج لمن ينتشلها من تعبها كانت. هذه الخطوط العريضة التي ترتكز عليها الجمعية وتبذل كل طاقتها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والاكتفاء لأسر سئمت الحرمان وانتظار أن يتبدل الحال للأفضل.
يقول رئيس الجمعية رامي أبو السمن إن الهدف الأسمى التي تقوم عليه جمعية مجددون هو استثمار وقت الشباب وإشراكهم في أعمال خيرية تنموية ريادية وتمكينهم من أن يكونوا أعضاء منتجين ينفعون أنفسهم، وأيضا يكونون عونا لغيرهم ممن جارت عليهم الظروف واستحقوا أن ينظر إليهم بعين الإنسانية والعدل.
ويلفت إلى أن الحملات والمبادرات الخيرية التي تطلقها الجمعية تكون طوال العام ولكن تتضاعف جهودهم كأشخاص متطوعين في شهر رمضان من أجل التخفيف على الأسر العفيفة وترسيخ قيم التكافل الاجتماعي بين الناس والإسهام في رسم بسمة أمل على وجوه تريد أن تعيش بأبسط الإمكانيات.
ويوضح أبو السمن أن هناك ثلاثة برامج لدى الجمعية يقوم بالعمل عليها أكثر من 1300 متطوع من الشباب وهي "نطعم، نسكن، نمكن”، وتتمثل في تأمين السكن لبعض العائلات التي تفتقد للمعيل وتوزيع طرود الخير على 10000 أسرة إضافة إلى تمكين الأشخاص المحتاجين من إعالة أنفسهم بأنفسهم، وذلك من خلال فتح مشاريع صغيرة لهم يستطيعون عن طريقها الاكتفاء ماديا باعتمادهم على ما لديهم من خبرة وقدرات، وكذلك الدعم التي توفره لهم الجمعية.
وتأسست "مجددون” في العام 2009 وكانت البداية بـ 11 متطوعا جمعت بينهم قواسم مشتركة كالرغبة في عمل الخير والشغف وحس المسؤولية وحب العطاء ولأن المساندة والشهامة والكرم والإحسان لغيرنا طباع متأصلة بالمجتمع، استطاعوا الاستمرار والصمود في وجه التحديات مدة 12 عاما وما تزال المسؤولية تكبر يوما بعد يوم.
ووفق أبو السمن؛ تنتشر الجمعية في 5 محافظات و8 جامعات على امتداد المملكة شعارهم كمتطوعين "معا نصنع الحياة”، وجميع العاملين هم متطوعون ولا يوجد فيها موظف واحد منذ تأسيسها وحتى الآن.
وعن الطرود الخيرية التي يتم توزيعها يبين أبو السمن أنها تشمل المواد العينية والكوبونات الرقمية، وتحول من خلال المحافظ الإلكترونية للأسر المتضررة والتي تواجه واقعا صعبا في ظل هذه الظروف الاستثنائية المصاحبة لأزمة كورونا.
وهم كمتطوعين ينظرون إلى العائلة اليوم وقد أثقلت الأعباء المادية والنفسية كاهلها، نظرة دعم ممتزجة بالحس الإنساني المسؤول، لافتا أبو السمن إلى أن المتطلبات ازدادت وخاصة مع ظهور الحاجة للمعقمات ووسائل الوقاية المختلفة، هذه الاحتياجات باتت احتياجات أساسية في كل بيت لا بد من توفيرها وتأمينها باستمرار.
وتشمل طرود الخير؛ الأسر التي تقع تحت خط الفقر في شتى أنحاء المحافظات، وتتم عملية توزيع هذه الطرود حسب قول أبو السمن ضمن تشديدات كبيرة تخضع لقواعد السلامة العامة من أجل الحفاظ على صحة المتطوعين وأيضا المستفيدين من الحملة إضافة إلى الالتزام بالعدد المحدد للمتطوعين والذي لا يتجاوز 20 شخصا تقيدا بأوامر الدفاع.
أما الخطة التي تطمح الجمعية لتحقيقها هذا العام تتلخص في الوصول إلى 10000 أسرة وتقديم الدعم لها وإنهاء سكن النور الذي يتم إنشاؤه حاليا في الأغوار الجنوبية وتسليمه لـ 6 نساء يفتقدن للمعيل، كذلك الاستمرار بمشروع "وجبتي” المعني بطلبة المدارس الواقعة ضمن مناطق جيوب الفقر.
ووصل عدد الطلبة المستفيدين من هذا المشروع إلى 1100 طالب وهذا قبل أن يتم تحويل التعليم عن بعد، وبالنسبة للشروط التي يجب توافرها في المتطوع وفق أبو السمن، هو الالتزام، إضافة إلى وجود الرغبة والشغف وحب عمل الخير، لافتا إلى أنهم كجمعية خيرية يحرصون على تقديم الخدمات الاعتيادية في مشاريعهم بطرق جديدة ومبتكرة تماشيا مع اسم الجمعية.
إيمانه الكبير بأن تعود الحياة إلى طبيعتها، يجعله يفكر بتوسيع نطاق العمل داخل وخارج الجمعية باحثا عن خطط مستقبلية جديدة بإمكانها النهوض بمن تضرر خلال الجائحة، وفقد مصدر رزقه وذلك بإقامة المزيد من المشاريع الصغيرة التنموية التي تحقق الأمان والاستقرار للكثيرين ممن ضاقت بهم الحياة ولم يعودوا قادرين على مواصلة الطريق بكرامة.
الغد