مسؤول لـ«القدس العربي»: محادثات غير مباشرة بين بيرنز والإيرانيين بوساطة عراقية

«القدس العربي»: نفى مصدر من المخابرات الأمريكية الأنباء التي راجت حول حصول لقاء بين مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز ومسؤولين إيرانيين في بغداد، في إطار مفاوضات العودة للاتفاق النووي الإيراني. ونقل النفي الباحث الأمريكي، والمسؤول السابق في «البنتاغون» مايكل روبين، وهو نفسه الذي كان أول من نشر التسريبات عن سفر مدير المخابرات الأمريكية لبغداد للقاء الإيرانيين، وقال إن بيرنز التقى مسؤولين إيرانيين في منزل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد. وقال روبن في تعليق لاحق بعد نشر موضوعه، إن متحدثا باسم المخابرات الأمريكية نفى وقوع اللقاء مع الأمريكيين، لكن المتحدث رفض التعليق حول سبب زيارة مدير المخابرات الأمريكية لبغداد، وهو ما يعني أن الزيارة حدثت بالفعل. وقالت مصدر عراقي، دون كشف هويته، لـ«القدس العربي» إنه «لا يمكن الوثوق بدقة المعلومات عن طبيعة المباحثات التي أجراها مدير المخابرات الأمريكية في منزل وزير الخارجية العراقي» لكن المصادر «استبعدت حصول لقاء مباشر مع الإيرانيين عوضا عن محادثات عبر طرف عراقي». ولفت المصدر إلى أن «مدير المخابرات الأمريكية غادر العراق قبل وصول الوفد الإيراني برئاسة ظريف لبغداد، وإن «المحادثات التي أجراها بيرنز في بغداد حول الملف النووي الإيراني، كانت تجري عبر طرف ثالث، أي المسؤولين العراقيين». وعلق فرهارد رضائي، باحث إيراني مختص في العلاقات الدولية في جامعة اوتاوا الكندية، على خبر زيارة بيرنز لبغداد، بالقول إن المسؤول الأمريكي، ربما كان يسعى خلال زيارته لبغداد لإنجاز صفقة مع السعوديين حول البرنامج النووي الإيراني، عوضا عن لقاء الإيرانيين. وكاتب المقال الذي أثار ضجة قبل أن يعود لينقل نفي المخابرات الأمريكية، هو مايكل روبين الباحث المختص في شؤون إيران والشرق الأوسط، والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الامريكية وقوات «التحالف الدولي» في العراق في السنوات الأولى بعد الاحتلال. وقد علق تريتا بارسي الكاتب الإيراني – الأمريكي على الخبر بالقول إن «الإيرانيون رفضوا الاجتماع مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا لأسباب مختلفة، إذا وافقوا بدلاً من ذلك على هذه القناة الخلفية مع بيرنز الذي قام بإعادة إنشاء خطة العمل الشاملة المشتركة في عمان – فهذه أخبار رائعة». وكان روبين، قد أشار في مقاله إلى أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية كان قد قام عام 2001 بمفاوضات سرية مع نظام الرئيس الليبي الراحل معتمر القذافي، دون علم الخارجية الأمريكية. وقال عن تلك الفترة: «أرسلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، بيرنز، للقاء كبير المفاوضين الإيرانيين، وألغت وعدًا سابقًا بأنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة حتى تلتزم إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم، بيرنز لديه موهبة غير عادية لأخذ زمام المبادرة في المفاوضات مع الأنظمة المارقة». وبين، روبين في مقاله، أن يجب على الكونغرس، متابعة مع من يلتقي بيرنز، وهدفه، «وما الذي فوضه بايدن، وفي ثمن أي اجتماع من هذا القبيل» وينتقد روبين «حماس بايدن للتقارب مع الإيرانيين».