المجالي يكتب.. فقدت إبني الشهيد عمرا ولا أريد أن افقد وطنا..

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 
......
في مثل هذا الشهر  من عام2007 فقدت أعز الناس على قلبي ،،فقدت فلذة كبدي ووحيدي وروحي في ذلك الزمان والذي لا زلت افقده لغاية الآن ، فقدت الشهيد عمر هاشم المجالي،، عمر الذي كان يحلم عندما يكبر ان يكون طيارا مقاتلا مدافعا عن الوطن وأن يستشهد في سماء فلسطين مدافعا عن الاقصى الأسير الحزين ، ولكن ويا للأسف قضى عمر بحادث سيرا تحت عجلات سائق باص ارعنا مستهترا .
 الشهيد عمر الذي أبكى الشعب الأردني كان قد تبرع بمبلغ خمسين دينارا لحملة التبرع بالقرنيات مع إحدى الحملات لبعض من الإذاعات المحلية ، حيث كان قد أعلن من خلال ذلك الإتصال الهاتفي الذي اجراه رغبتة وعلى الهواء مباشرة بالتبرع بمبلغ 50 دينارا والتبرع  بقرنيتيه ،وبالفعل تم التبرع بالمبلغ وبعد عشرة أيام من اتصاله المسجل والموثق إعلاميا تم التبرع بقرنيتيه،  فكان ان تمت عملية التبرع بقرنيتيه جراء الحادث الذي أودى بحيات عمر ، وصارت العملية الجراحية لإستئصال قرنيات حبيبي عمر وزراعتهما  بعد الوفاة مباشرة في عيون الأخوين الشابين امجد وفارس المدارمه من محافظة المفرق ، واللذان لا زالا  يحملان قرنيتية ولغاية الآن وعادت لهما حياتهما الطبيعية مجددا بالرؤيا بفضل من الله وتبرع من الشهيد عمر .
وبعام 2008 قمت بتاسيس جمعية الشهيد عمر هاشم المجالي للتبرع بالقرنيات، وفي عام 2009 تكرم الله علينا بمولود  هو محمد هاشم المجالي واستمرينا بعمل الخير ،حيث قمنا  بزراعة ما لا يقل عن 2500 قرنية  وقمنا بعمل 37 الف عملية لتثبيت القرنيات، ،وزرعنا كلى وكبد وحتى القلب المحب للوطن قمنا  بزراعته ، هذا غير عن المساعدات العينيه والنشاطات الثقافية التي قمنا بها لنساهم في توسيع ثقافة التبرع بالأعضاء والقرنيات  .

ومع كل ذلك كنا نتوقع ان نتلقى الدعم والتشجيع فيما نذرنا انفسنا له من عمل للخير وحب للوطن  ،،إلأ  أننا  صرنا من المستهدفين من الجونيات الذين يتكسبون ويثرون من التظاهر بالعمل الخيري والذين كانوا يشحدون القرنيات من الخارج مجانا ويبيعونها على المحتاحين ويتجاوزون الحقوق و الأدوار ، فيقدمون ترتيب  فلانا على علان ،ثم قاموا بتجميد الجمعية ووضع كل العراقيل لعدم استمرارها .
ولكن والله وتالله أنكم لن تجعلوننا نيأس او أنكم  ستثنوننا عن حب الخير وحب وطننا وقيادتنا والدعاء لهم بحب الخير ومصاحبة البطانة الصالحة المفقودة في هذا الزمان. 

..سنبقى والحمدلله من المحبين المنتمين ،  ولن نيأس ولسوف نعمل لله وللوطن في كل ما هو خير للناس ولوجه الله تعالى سواء كان ذلك بشكل فردي أم جماعي ، ،فعندما نتواصل مع من زرعنا لهم القرنيات او ساعدتهم الجمعية بمساعدات عينية ومادية ، فإننا نشعر بسعادة ومتعة لا يمكن أن تعيشونها ايها الجونيات الماديون،  ولا يمكن وصفها أبدا إلا لم جربها وعاشها  ، ومع هذا فإننا لا نقول إلا أن هذا فضل من الله أنعمه علينا بابتلاءنا بفقدان عمر  وبفضل من الخيرين الأخيار الذين لم يتوانوا عن دعمنا ويسعدون معنا بعمل الخير  .
فغايتنا الأولى هي بيت الحمد والذي نصبوا اليه سواء كان لي أنا أو لأم عمر اذا ما جاء أجلنا ودنت آخرتنا ، وخصوصا  بعد مصيبتنا في فقدان عمر الذي صلينا لله وحمدناه وشكرناه  بعد تلقينا خبر وفاته .
 وغايتنا الثانية هي حب وحماية هذا الوطن ومحبة هذا الشعب الذي يدعمنا ويقوينا في كل مساعينا ، هذا الوطن والشعب الذي نذكره بكل دعواتنا دائما وبكل صلواتنا لله ندعوا  بأن يحفظه الله ويحميه من كل شر  ،وما نقول أخيرا إلا أن الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولعنة الله على الظالمين.