الوحدات يعود بـ"شخصية البطل" من دوري ابطال اسيا
محمد الجالودي ستبقى مشاركة الوحدات المشرفة في دوري ابطال اسيا لكرة القدم محور حديث الوسط الرياضي الأردني لفترة طويلة من الزمن، والتي اختتمها الفريق بفوز معنوي وللذكرى جاء على حساب فولاذ الإيراني بهدف وحيد. وطوى الوحدات صفحته مع البطولة بذكريات مؤلمه في بعضها ومفرحة في جانبها الاخر، فصفق له الجميع احتراماً وتقديراً على مجهوده الكبير والرائع وهي التي جاءت بإمكانيات من (تحت الصفر)، وبظروف استثنائية قاسية للغاية..!!. تقمص الوحدات (شخصية البطل) في المرحلة الثانية من عمر دوري المجموعات بعد ان فقد الفريق فرصة الانتقال الى الدور الثاني، فكان الفريق قريباً من معادلة السد في مواجهة الرد بينهما بعد تقدم الأخير بهدف، لكن سوء الطالع وقف امام (الأخضر) الذي تلقفت شباكه هدفاً إضافية مع نهاية اللقاء انهت اماله نهائياً بالتأهل. ورغم ان الوحدات، نجح في استدراج النصر (صاحب الضيافة) الى فخ التعادل في بداية المشوار، لكن الجهاز الفني للفريق بقيادة عبدالله أبو زمع لم يسلم من الانتقادات التي اعتبرته بانه مدرب طبق طريقة (الكماشة الدفاعية الإيطالية) المعروفة بـ(كاتيناتشو) الشهيرة، مع ان (الأخضر) معروف بانه صاحب النزعة الهجومية محلياً وخارجياً. دافع أبو زمع عن تمسكه بهذه الطريقة امام السد في المواجهة الثانية حين عمل على اجراء تغيرات بسيطة في خطته فسقط في فخ الخسارة، ليواجه الفريق طريقاً مسدوداً في ذلك اللقاء، فلا عاد قادراً على المواجهة باسلوبه الهجومي، ولا بات يقوى على التمسك بخياره الدفاعي. بدأ الفريق بالتحول التدريجي أمام فولاذ لكنه عاد وخسر بهدف، فقد امامه شوطاً قوياً لكن الفرص العديدة لم تترجم الى اهداف. وما ان تخلص مع عامل الرهبة واندفع بثقة في لقاء الرد امام السد، اظهر الوحدات انه غير الفريق الذي لعب بالمرحلة الأولى رغم الخسارة، فاستعاد (المارد) حضوره بعد ذلك وظفر بفوز تاريخي على النصر واتبعه باخر على فولاذ في ختام المشوار. لعب الوحدات كغيره بجدول مضغوط ومرهق اثار جدلاً واسعاً بين الأندية المشاركة كونه استنفز قدراتها الفنية، بل ان الكثير من المدربين انتقده بشده في مقدمتهم الاسباني تشافي المدير الفني للسد القطري. اثارت الطريقة التي لعب بها الوحدات في اخر ثلاث لقاءات اهتمام المتابعين والنقاد على الساحة الاسيوية، فاشاد الجميع بروحه القتالية العالية وحماسة لاعبيه الكبير داخل الميدان. بعد ان تخلص الوحدات من الرهبة ظهر فريقاً من نوع اخر، حتى ان بعض المحليين أشار إلى ان الفريق لو لعب بهذا الأسلوب من البداية لتأهل الى دور الـ (16). كشفت البطولة عن قدرات فنية مذهلة للاعبي الوحدات والتي بالتأكيد ستنعكس على مستوى الكرة الأردنية، كما انه ستعود بالفائدة على انديتنا وان صحت الاخبار ان هناك مقترحات بتسمية فريقين من الأردن للنسخة القادمة للعب مباشرة بالبطولة الأقوى (اسيوياً). ما قدمه الوحدات، سيتوجب على اتحاد كرة القدم الضغط بقوة على نظيره الاسيوي، بترشيح فريقين من الأردن بالظهر بدوري الابطال. واضافة الى الاستفادة الفنية من المشاركة بالبطولة، فهناك حسابات مالية يجب ان اخذها بالاعتبار، كون قيمة مكافأة الانتصار تفوق ما يحصل عليه النادي من فوزه بلقب دوري المحترفين عدا عن الحوافز الأخرى. حين ذهب الوحدات الى البطولة واجه الفريق صعوبات كبيرة في تحضير فني يليق بحجم الحدث، فلا مباريات استعدادية بينما تعذر إقامة معسكر تدريبي بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها النادي وبالكاد تدبرت الإدارة بعقود اللاعبين المحليين والمحترفين. لو توفر للوحدات استعداد مثالي للبطولة، لكان ظهوره بدوري الابطال مختلفاً تماماً، لربما نجح الفريق في المنافسة بقوة على بطاقة التأهل، وعلى اقل تقدير ترشيحه كافضل ثاني عن المجموعة. عموماً مشاركة أولى للاردن ستبقى للذكرى، وبالتأكيد ستكون درساً يستفيد منه الوحدات او أي فريق اخر يمثل كرتنا في هذا الاستحقاق، فالفوائد كبيرة ومجانية.!!. النصر بطلاً للمجموعة تربع نادي النصر على صدارة ترتيب المجموعة برصيد 11 نقطة ، مقابل 10 نقاط للسد و7 للوحدات و5 لفولاذ. وتأهل النصر إلى دور الـ16 كبطل للمجموعة، في حين ينتظر نادي السد تحديد الفرق الحاصلة على البطاقات المخصصة لأفضل ثلاثة أندية حاصلة على المركز الثاني في مجموعات غرب آسيا. النصر الذي فقد (5) نقاط امام الوحدات، ومع تأهله تم ترشيحه للمنافسه على اللقب الاسيوي. وينص نظام البطولة على تأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة إلى دور الـ16 إلى جانب أفضل ستة ثواني في المجموعات العشر. لقاء الوحدات وفولاذ باختصار أولى فرص اللقاء الفعلية شهدت هدف التقدم للوحدات عند الدقيقة 27 حينما عكس أنس العوضات كرة عرضية على رأس سوني سعد الذي حولها في المرمى بنجاح. وحاول فولاذ تعديل النتيجة لكن عبدالله فاخوري تصدى لتسديدة مهران ديراكشان القوية، وعاد الفاخوري وأبعد كرة عرضية إيرانية داخل منطقة الجزاء وتهيأت أمام اللاعب ذاته لكنه سددها فوق المرمى. ومطلع الشوط الثاني أنقذ فاخوري فريقه من هدف محقق حينما تصدى لانفراد لاعب فولاذ ديراكشان. وواصل فاخوري تألقه حينما طار لتسديدة أياندا باتوسي وأبعدها بصعوبة إلى ركلة ركنية. وكثف فولاذ محاولاته على مرمى الوحدات، وكاد باتوسي أن يسجل هدف التعادل حينما وضعه زميله فارشاد أحمد زاده في مواجهة المرمى لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة. في الجهة المقابلة تألق حارس مرمى فولاذ حينما أنقذ مرماه من فرصة محققة للتسجيل بعد أن تصدى لتسديدة أحمد سمير في المرة الأولى وأنس العوضات في المرة الثانية عند الدقيقة 88، لتبقى النتيجة على حاله حتى النهاية بفوز تاريخي جديد ومعنوي للوحدات. أبو زمع: سجلنا مشاركة للتاريخ قال عبد الله أبو زمع، المدير الفني للوحدات، أن فريقه استطاع تشريف الكرة الأردنية في أول مشاركة تاريخية بدوري أبطال آسيا. وقال أبو زمع، في مؤتمر الصحفي بعد المباراة: قدمنا مباراة كبيرة، وكان فولاذ صاحب السيطرة الأكبر، لكن كنا الأكثر تنظيما من الناحية الدفاعية، ولاعبونا تسلحوا بالتركيز العالي». واضاف: «من هجمة مرتدة ومثالية نجحنا في تسجيل هدف الفوز والمحافظة عليه، والوصول للنقطة السابعة، واحتلال المركز الثالث في مجموعة قوية للغاية». وأوضح أبو زمع: «الجميع يعلم الظروف الصعبة التي مر بها الوحدات وأثرت على مرحلة الإعداد، لكن الحمد لله سجلنا مشاركة للتاريخ، وراضٍ كل الرضا عما قدمناه في المسابقة». وختم : «خرجنا بمكتسبات عديدة من البطولة، الخبرة، وزوال الرهبة، وسنكون حاضرين بشكل أفضل في المسابقات المقبلة». النتائج للارشيف الجولة الأولى: تعادل الوحدات مع النصر 0-0 والسد مع فولاذ خوزستان 1-1. الجولة الثانية: فوز النصر على السد 3-1 وفولاذ على الوحدات 1-0. الجولة الثالثة : فوز السد على الوحدات 3-1 وتعادل فولاذ مع النصر 1-1. الجولة الرابعة : فوز النصر على فولاد 2-0 والسد على الوحدات 2-0،. الجولة الخامسة: فوز الوحدات على النصر 2-1 والسد على فولاد 1-0. الجولة السادسة: فوز الوحدات على فولاذ 1-0 والنصر على السد (2-1).
الدستور