في وداع المثقف سليمان الطراونة
الموت غيب الدكتور سليمان دَاوُدَ الطراونة .. الراحل طرق كل أبواب العلم و المعرفة .. قامة علمية و ادبية وثقافية واكاديمية .
الفكر لا يموت و حامل الفكر لا يرثى ، و الراحل أضاء دروبا في قهر الاستبداد والجهل و الظلم و التطرّف ، و انتصر للوطنية و العروبة وروح العصر ، وتميز الراحل الطراونة في حضوره كما هو غيابه .
الكرك محبوبة الطراونة و الأميرة التي عرف كيف يحادي تاريخها وأسرارها ،و دورها الاستثنائي في تاريخ الاْردن القديم و الجديد ، ولا سيما في خدمة ودعم حركات التحرر الوطني و الدفاع عن الأمة ومشروعها التاريخي و الحضاري من الانباط الى هيه الكرك ضد الاستعمار التركي .
الراحل الطراونة صعب ان تباغته الصدف والإغراءات و التحولات الطارئة و اضطرابات المرحلة و انفصامها وتحوله من مثقف يقف على اليسار السلطة الى حمال مباخر و مواعظ و مدائح في "اليمين النتن ".
في العشرة الأخيرة من رمضان الكريم ..لقد اختار الراحل الطراونة لحظة غيابه ، ولأنه يرفض ان يصدق كل ما يجري وان لحظة الأمل و بصيصه معقول انها قد انمحت من راهننا ، وذلك رغم ما ظل يناضل ويبشر من قرب ميلادها .
وقد نعى الاردنيون اليوم الراحل الطراونة ..وبالغ العزاء الى عائلة المرحوم و عشيرة الطراونة الفاضلة ..وتغمده الله بواسع رحمته .. و ان لله وانا اليه راجعون .
فارس حباشنة