الجهبذ "المتخلف" وعدد الاحزاب التي تُشكل المنعة الوطنية والمجتمعية من الاختراقات السياسية ...
بقلم الوزير والنائب الاسبق /د. حازم قشوع
انا لا اعرف من ذلك الجهبذ الضليع في العلم والمعرفه الذي اعتبر ان مشكله الاصلاح السياسي تكمن بكثرة الاحزاب وكأن التعدديه باتت مشكله مع انها ظاهرة صحيه وليست سلبيه ، بينما اخذ البعض يردد ما قاله ذلك الجهبذ ونسي او تنساى ان كلما كانت هنالك عناوين اكثر للتعدديه كان المشهد العام اكثر حيويه وتنافسيه ، فالاحزاب إن لم تدخل للسلطه من بوابه البرلمان ستبقى مؤسسات يشكل اطارها العام منابر رأي و تدور في رحى مؤسسات المجتمع المدني الذي بدورها ترتقي بالحاله المدنيه للمجتمعات هذا لان زياده اعداد المؤسسات المدنيه يندرج بمقاييس التقدم مهما تنوعت مشاربها وتعددت افكارها وسمت اهدافها تخلقت نماذجها التنمويه والسياسيه .
فالاحزاب هي تكوين مؤسساتي غايته مأسسة الرأي والرأي الاخر وهي تعمل ضمن مسارات منظمه ومنتظمه لتكون قادره على توسيع دوائر استقطابها الافقي والراسي بحيث تسهم طبيعه حركه هذه الاحزاب على تجسيد النهج الديموقراطي التعددي وبناء مناخات من التواصل والاستقطاب تثري مناخات الحاله المجتمعيه فالاحزاب هي مؤسسات مدنيه تهدف للوصول للسلطه عبر صناديق الاقتراع عن طريق تقديم ذاتيه مناهجها وبرامجها للحياه العامه ومن خلال توسيع دوائر تاثيرها المجتمعي وتعظيم عمق اثرها في حواضنها المستهدفه .
لذلك اعتبرت الاحزاب على الدوام بانها تلك المؤسسات التي تحفظ عامل المنعه الوطنيه والمجتمعيه من ايه اختراقات سياسيه تحاول النيل من وحده المجتمع وصلابه منعته السياسيه والثقافيه وكما انها تقوم على تاهيل وتقديم قاده الراي والعمل السياسي لذا لم يسجل بالتاريخ الحديث ان هنالك مجتمعا نهض من دون ديموقراطيه تعدديه وان دوله حققت انجازت اسراتيجيت دون حياه نيابيه حزبيه .
فالاحزاب تعتبر مؤسسه اصليه للحياه الديموقراطيه والحياه النيابيه كما انها تعتبر مؤشرا قياسيا نسبيا يقيس معدلات مناخات الحريه واجواء التعدديه وسقوف حقوق الانسان فكلما كان هنالك تمثيل للعمل الحزبي في بيت القرار كان بيت القرار اكثر استدامه واستقرارا وكلما ضعف هذا التمثيل اخذت الاهواء والمزاجيه تسيطر على نماذج العمل وسياسه الفك والتركيب تكون السمه الدارجه في بيت القرار فالاحزاب هى احد الركائز الاساسيه التي تحفظ للعمل ديمومته وكما ان وجودها يعتبر احد الضوابط الرئيسيه لتعزيز سياسه تراكم الانجاز لذا شكلت الاحزاب على الدوام جوهر التفاعل البناء واساس حسن الاستجابه فى بناء بيت القرار لمقومات الثقه .
وحتى تصبح الاحزاب ذات فاعليه اكبر فى المشهد العام ويتعاظم دورها في بيت القرار وتحدث الاثر المستهدف فى توجيه الراي العام فان هذه الاحزاب بحاجه الى مناخات حريه و ضوابط عمل مركزيه تصونها وترعى حضورها في المشهد العام فان العمل على تاطير اهل الفكر لا يكون بالاكراه او بالاقصاء بل بتهذيب والتحفيز وهذا غاليا ما يتاتى من خلال نظام انتخابي يسمح بولادة هذه التفاهمات التى تقود لائتلافات وتشكيل تيارات تكون متفقه على ارضيه عمل متجانسه وان كانت متقاطعه حول بعض السياسات
او حتى المنطلقات فان الائتلافات الحزبيه تبنى وفق قواعد عمل سياسيه وبرامجيه .
وكما ان الاحزاب لا تتكون في الغالب الاعم من حركة استقطاب راسيه او نخبوية بقدر ما تتشكل من منابع افقيه شعبيه باعتبارها تشكل قاعده استهدافاتها الانتخابيه فكلما كانت عدد الاحزاب المشاركه فى الانتخابات اكثر كانت نسبه المشاركه في الغالب ما تكون اعلى وكلما كانت الاحزاب مؤطره ضمن ائتلافات محدوده حمل المشهد العام نتائج افضل ، فعلى الجهبذ ان يغير اقواله ويقول ان كثره الاحزاب لا تشكل عائقا بل هي ظاهره صحيه وان تاطيرها يشكل مناخات اكثر فاعليه .