معسكر المعارضة بإسرائيل يبدأ بتشكيل حكومة جديدة ونتنياهو “يدق الأسافين“ لوأدها

دعا عدد كبير من المراقبين والمحللين المعسكر المعارض لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن بعد تكليف رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد بذلك من قبل رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين، وذلك قبل أن ينجح بنيامين نتنياهو بدق الأسافين بين الأحزاب المعارضة له وتفكيك وحدتها من أجل منع قيام حكومة جديدة والذهاب لانتخابات خامسة علها تحمل ما ينجيه من السقوط ومن محكمته.

في التزامن دعا رئيس المعارضة يائير لبيد، في أول خطاب تلفزيوني له منذ تكليفه بتركيب حكومة إلى تشكيل فوري لـ”حكومة وحدة” من أجل إخراج البلاد من الأزمة السياسية الجارية. وقال لبيد خلال تصريحاته في مؤتمر صحافي "أخبرت الرئيس رؤوفين ريفلين، أن حكومة الوحدة الإسرائيلية ليست حلا وسطا، إنها هدف”، مشيرا إلى أن "الهدف من حكومة الوحدة ليس فقط منع انتخابات خامسة بل إطلاق بديل جديد”.

وفي إشارة إلى خطاب نتنياهو الأخير الذي هاجم خصومه السياسيين، قال لبيد "هذا هو بالضبط ما نريد تغييره”. ويجري حاليا يائير لبيد محادثات مع رئيس حزب "يمينا” نفتالي بينيت لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وقال إن المواطن "لديه ما يكفي من الغضب والكراهية”، ويحتاج بشدة إلى "حكومة فاعلة”. وأشار لبيد إلى أنه "سئمنا من الغضب والكراهية”، وتابع "لقد جادلنا بما فيه الكفاية. إسرائيل تتأذى وتحتاج إلى الهدوء، وتحتاج إلى وحدة، وهي في الحقيقة بحاجة إلى حكومة فاعلة”. ولفت لبيد إلى أن "المجتمع الإسرائيلي يتطلع إلى سياسييه ويسأل متى يتوقفون عن الجدال ويبدأون العمل؟ جوابنا: الآن”.

وقال لبيد إن حكومة الوحدة "سيكون لها هدف بسيط، إخراج البلاد من هذه الأزمة، أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية والأزمة السياسية ومعظمها الأزمة التي يشهدها الإسرائيليون. ويجري لبيد وبينيت حاليا محادثات بشأن تشكيل حكومة جديدة، حيث ورد أنهما اتفقا على صفقة تناوب حيث يترأس الأخير أول عامين الحكومة.

وقالت تقارير حزبية إن كتل الائتلاف المقبل المفترض، برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد، تقدمت في التفاهمات حول توزيع بعض الحقائب المركزية، وهذا ما بعث بالتفاؤل بين الشركاء، بإمكانية إنجاز مهمة تشكيل الحكومة، التي يبدو حتى الآن، أنها ستكون حكومة أقلية.

حكومة برأسين
وبحسب ما نشرته الإذاعة العبرية العامة فإن الشركاء اتفقوا على أن رئاسة الحكومة التناوبية تبدأ برئاسة نفتالي بينيت لنصف المدة، يتبعه يائير لبيد، الذي سيتولى حقيبة الخارجية، إلى حين وصوله إلى المنصب الأول، في حال استمرت الحكومة. كما تم الاتفاق على أن وزير الحرب الحالي بيني غانتس زعيم "أزرق- أبيض" سيبقى في منصبه، رغم أن غدعون ساعر، زعيم حزب "أمل جديد”، كان قد طالب بالحقيبة. واتفق الشركاء على أن رئاسة الكنيست ستكون من نصيب "هناك مستقبل”، وحسب تقديرات فإن هذا المنصب سيكون من نصيب النائب مئير كوهين، ولكن هذا مشروط بإقامة الحكومة.

70% من الإسرائيليين لا يثقون باستقرارها: الانتخابات الخامسة على الأبواب

ولكن كما يظهر، فإن كل كتل اليمين واليمين الاستيطاني في هذا الائتلاف المتشكل، تقف ككتلة واحدة ضد مطالب كتلتي "العمل” التي تطالب بحقيبة الداخلية، و”ميرتس” التي تطالب بحقيبة التعليم. يشار إلى أن هذا الائتلاف، وفي حال لم يحدث أي انشقاق في كتلة "يمينا" أو تمرد أحد النواب، فله في الكنيست 58 مقعدا، مقابل 52 مقعدا لصالح الليكود وحلفائه، إضافة الى 6 مقاعد للقائمة المشتركة، و4 مقاعد للقائمة الموحدة.

وبموجب قانون أساس الكنيست، فإن الثقة بالحكومة ممكن أن يكون بأغلبية عادية، أما حجب الثقة وإسقاط الحكومة فيتطلب أغلبية لا تقل عن 61 نائبا، وأن يكون كل النواب المعارضين للحكومة متفقين في ما بينهم على مرشح بديل لرئاسة الحكومة. وسبق وأوصت القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة عدا ممثل التجمع الوطني الديموقراطي سامي أبو شحادة على يائير لابيد بتشكيل حكومة فيما امتنعت القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس عن التوصية على أحد ماضية في موقفها المحايد.

لا ناقة لنا ولا بعير
 ويستدل من تصريحات قادة القائمتين العربيتين أن الموحدة تتجه لدعم خارجي لحكومة بينيت/ لابيد ومقابل اتفاق معها وتلبية شروطها المتعلقة بمصالح وحقوق المواطنين العرب الفلسطينيين المدنية بينما تتجه المشتركة لعدم الاتفاق مع مثل هكذا حكومة وسبق وقال النائب أيمن عودة لـ”القدس العربي”: "لن نتعاون مع حكومة بديلة لنتنياهو بأي شكل لأنه لا ناقة لنا ولا بعير فيها ونفتالي بينيت لا فرق بينه وبين بنيامين نتنياهو”.

وردا على سؤال لماذا أوصيتم إذن أمام ريفلين على لابيد بتشكيل حكومة قال عودة "رغبنا من خلال ذلك التثبت بالكامل من قطع الطريق نهائيا على بقاء نتنياهو في الصورة والحيلولة دون تشريع قوانين خطيرة منها الحكم بالإعدام على "المخربين" فجاء تصويتنا لصالح لابيد لأن تكليفه يعني نقلا فوريا لرئاسة ما يعرف باللجنة الناظمة داخل الكنيست لمعسكر النائب المكلف بتشكيل حكومة، لابيد، وبالتالي منع نتنياهو من سن مثل هذه القوانين.

60% من الإسرائيليين: جولة انتخابات خامسة على الأبواب
ومع ذلك أظهر استطلاع للرأي العام بشأن أزمة تأليف الحكومة الإسرائيلية أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أن 43% من الإسرائيليين يؤيدون إقامة حكومة بموجب اتفاق تناوب بين نفتالي بينت ويائير لبيد، بينما أيد 33% منهم إقامة حكومة بموجب اتفاق تناوب بين بينت ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، وقال 24% منهم إنهم لم يبلوروا بعد أي وجهة نظر بهذا الشأن وليس لديهم رأي محدد في شكل الحكومة الإسرائيلية المستقبلية وتركيبتها.

وأظهر الاستطلاع أيضا أن 24% من ناخبي "يمينا” فقط يؤيدون الانضمام إلى حكومة بقيادة "معسكر التغيير” المناوئ لنتنياهو، وقال 50% منهم إنهم يفضلون انضمام بينت إلى حكومة بمشاركة نتنياهو، بينما قال 25% منهم إنهم يرفضون الخيارين السابقين. وقال نحو ثلثي ناخبي حزب "أمل جديد” برئاسة عضو الكنيست غدعون ساعر، الذي انشق عن الليكود، إنهم يفضلون انضمام الحزب إلى حكومة "معسكر التغيير”.

وبين الاستطلاع أيضا أنه في حال تمت المصادقة على انتخاب رئيس الحكومة باقتراع مباشر ستكون المنافسة محتدمة بين نتنياهو ولبيد، وسيحصل الأول على 41% من أصوات الناخبين في حين يحصل الثاني على 36% من أصواتهم. ووفقا للاستطلاع، فإن 39% من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو هو الشخص الأنسب لتولي رئاسة الحكومة، بينما يعتقد 31% منهم أن لبيد هو الأنسب، ويعتقد 14% منهم فقط أن بينت هو الأنسب.

وأعرب 60% من المشتركين في الاستطلاع عن اعتقادهم أن الأزمة السياسية الحالية ستفضي إلى انتخابات خامسة. وأظهر الاستطلاع أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن سيتراجع حزب الليكود برئاسة نتنياهو من 30 مقعدا إلى 28 مقعدا، بينما يعزز حزب "يوجد مستقبل” برئاسة لبيد قوته من 17 مقعدا إلى 21 مقعدا، ويعزز حزب "يمينا” برئاسة بينت قوته من 7 مقاعد إلى 11 مقعدا فيما تحافظ المشتركة على قوتها (6) وكذلك الموحدة (4).

نصف الإسرائيليين غير راغبين بحكومة تعتمد على أي دعم عربي
إلى ذلك اجتمع نتنياهو مع قادة معسكر اليمين مجددا وأعلنوا أنهم سيبقون موحدين في معارضتهم لـ”حكومة اليسار”. وجاء في بيان صادر عن حزب الليكود أن "معسكر اليمين يدعو نفتالي بينيت، أييليت شاكيد وأعضاء الكنيست من يمينا، إلى الإيفاء بتعهدهم للناخب وعدم الانضمام إلى حكومة يسار مع لبيد وميرتس والعمل”.

وسبق واقترح نتنياهو على عضو الكنيست من "يمينا”، أييليت شاكيد، بالانشقاق هي واثنين من حزبها، عضوا الكنيست عيديت سيلمان وعاميحاي شيكلي، مقابل ترشيحهم في أماكن مضمونة في قائمة الليكود وتعيين شاكيد وزيرة للقضاء. وهدف نتنياهو من شق "يمينا” هو منع تشكيل حكومة "كتلة التغيير” والتوجه لانتخابات خامسة للكنيست.

كما قدم اقتراحا مشابها اليوم لعضو الكنيست من "يمينا”، أفير كارا. وكشف استطلاع للمعهد الإسرائيلي للديموقراطية أيضا أن 70% من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل تتجه لانتخابات خامسة لأن حكومة الكتل المعارضة لنتنياهو لن تدوم سوى مدة زمنية قصيرة جدا. كما كشف أن نحو نصف الإسرائيليين يعارضون تشكيل حكومة تعتمد على دعم بعض النواب العرب.
القدس العربي