بيان صادر عن أبناء قبيلة الطراونة في الأردن لدعم الأشقاء في فلسطين
"وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"..
فما زال الجرح ينزف يا فلسطين، وما زال العهد فينا يدا تقبض على الجرح حتى قيام الساعة... فلبيك يا فلسطين ولبيك ياقدس، ولبيك يا ثرى تعمّد بدم الاباء والاجداد،..
يقف العالم مصدوما مشدوها بما يجري على أرض فلسطين الحبيبة، وبما تقوم به المقاومة الفلسطينية العنيدة في مواجهة الصلف الصهيوني المتغطرس، ويكتفي المتعاطفون بالشجب والاستنكار.
ونحن إذ نراقب ونتابع تطورات الموقف في فلسطين بأرواح غاضبة، فان واجب الإيمان بالعقيدة الواحدة، وواجب الدم الواحد، وواجب الأرض الواحدة، و واجب المصير الواحد، يجعلنا نعلن كابناء قبيلة لم تكن يوما من الأيام في مؤخرة الركب، ولم تكن يوما من الأيام لتتقاعس عن نصرة مظلوم، يجعلنا نضع انفسنا وكل ما نملك من طاقات في خدمة فلسطين وأهلها ، فدمنا قبل دمكم وواولادنا قبل أولادكم ، وأموالنا قبل أموالكم ، وركبنا قبل ركبكم، ولا يغرنّ العدو هذه الحدود الواهمة، والاتفاقيات الواهمة، فنحن قوم قدمنا الغالي والنفيس، رخيص في سبيل وطننا الذي لا نتنازل عنه، فالقدس التي قدّس فيها اجدادنا حجهم، واكملوا على مصاطبها طوافهم، ليست ببعيدة مهما خيّل لكل صاحب موقف مخذول، ولكل لقيط مجهول.
قبل أكثر من مائة عام كانت خيولنا تصهل هناك، وكان فرساننا يرفضون سياسات التوطين ومشاريع التقسيم والوعود الموهومة بوطن وهمي، فقد قالها زعيم المعارضة الوطنية حسين الطراونة في ذات نداء في عام 1917 أيها العرب احذروا فاليهود يبحثون عن وطن على حساب وطنكم، وأرض على حساب ارضكم، واليوم نرى ما كان يحذر منه.
وقد ارخصنا وما نزال، انفسنا في حضرة القدس والمقدسات، وكنا النبال التي تملأ كنانة بيت المقدس وتشفي غليل قوسه من الحاقدين، وقدمنا عشرات الشهداء في معارك العرب في القدس وعلى ثرى فلسطين الحبيبة، وما نزال قادرين على أن نبيع الأرواح لها.
لن يكون أهل فلسطين وحدهم في معركتهم، سنكون معهم في خندق واحد، ومصير واحد، فاما حياة تسر الصديق، واما ممات يغيض العدا..
وان أبناء القبيلة الذين يرفضون كل ممارسات الصهاينة القذرة ضد أهلهم ، يضعون أنفسهم مشاريع شهادة في اللحظة الحاسمة، ويقفون خلف جيشهم العربي الذي كان وما زال ينبض بحب فلسطين وأهلها ، وروى بدمه كل شبر من أرضها .
لن يكون أهلنا وحدهم في مرمى الموت، بل سنكون معهم، ونرفع من الكرك التي كانت طريق تحرير القدس الأزلي ، ومن الأردن الذي كان وما زال البيت الآمن لأهلنا من ضفة النهر المقدس، بنادقنا إلى كتف بنادقكم.
فقد بلغ السيل الزبى، وما عاد لهذا العدو متسع على أرض فلسطين، ولذلك فاننا نظم أصواتنا إلى أصوات كل الشرفاء في الاردن بان تلغى اتفاقيات الذل والخزي التي وقعتها حكومات الكسبة، وأن تلغى اتفاقية الغاز التي تسرق غازنا وتبيعه لنا، وأن تعلن الدولة الأردنية أن إسرائيل ليست دولة صديقة أو جارة وإنما هي كيان غاصب لقيط سيزول بإذن الله.
عاشت فلسطيننا حرة، وعاش شعبها عزيزا قويا ...
اللجنة الاعلامية