لليوم الخامس على التوالي .. قصف إسرائيلي عنيف على قطاع غزة

تواصل إسرائيل الجمعة لليوم الخامس على التوالي قصفها العنيف جوا وبرا وبحرا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وحيث استشهد منذ الاثنين 119 فلسطينيا.

وانطلقت ليلا مئات الصواريخ من القطاع المحاصر في اتّجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، لا سيما الجنوبية منها، وارتفعت حصيلة القتلى في إسرائيل الى تسعة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قام بعمليات ليلية شملت غارات لطائرات مقاتلة وقصف دبابات استهدفت شبكة أنفاق تابعة لحماس حفرت تحت مناطق مدنية، مشيرا إلى أنه تمّ إبلاغ المدنيين بإخلاء أماكنهم قبل القصف.

وأضاءت سماء غزة كرات كبيرة من اللهب البرتقالي. وتدمّرت منازل عديدة، أو لحقت أضرار جسيمة بها في القطاع المكتظ بالسكان.

وشبّه الفتى محمد نجيب (16 عاما) من سكان حي الرمال في مدينة غزة، القصف بـ "فيلم رعب”.

ويعتبر هذا القتال الأشد منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وعزز جيش الاحتلال دباباته ومدرعاته على تخوم القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس الجمعة إن القوات البرية شاركت في الهجوم ضد الأنفاق في غزة من الأراضي الإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 119 بينهم 31 طفلاً، وعدد الجرحى إلى 830.

وتوفيت امرأة إسرائيلية في الثمانينات من عمرها خلال الليل متأثرة بجروح أصيبت بها أثناء بحثها عن ملجأ من إطلاق الصواريخ، ما يرفع حصيلة القتلى الى ثمانية في الجانب الإسرائيلي، بينهم طفل وجندي.

وألغت شركات طيران دولية عديدة بينها "كاي أل أم ” و”بريتيش إيرويز” و”فيرجن” و”إيبيريا” و”لوفتهانزا”.

وأطلق في اتجاه إسرائيل أكثر من 1800 صاروخ منذ الاثنين من قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.

واستهدفت قوات الاحتلال نحو 750 هدفا في قطاع غزة، قالت إنها أهداف عسكرية بينها منشآت لتصنيع القنابل التابعة لحماس ومنازل لقادة كبار.

ويقدر أن أكثر من 30 من قادة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي استشهدوا في الضربات الإسرائيلية.

وتمت تسوية ثلاثة أبراج في غزة بالأرض
وتزامن التصعيد مع عيد الفطر. وصلى البعض في المساجد ووسط أنقاض المباني المنهارة في غزة.

من جهة أخرى، أطلقت مساء الخميس ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل سقطت في البحر الأبيض المتوسط، وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكّدت مصادر مقربة من حزب الله الذي يتمتع بنفوذ كبير في الجنوب وخاض حربا مدمرة مع إسرائيل في 2006، أن "لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ”.

تخفيف فوري للتصعيد
وقالت الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيجتمع الأحد للبحث في التطورات في المنطقة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى "وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل”.

في الوقت ذاته، تواصل قوات الأمن التابعة للاحتلال، محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين اليهود والعرب في بلدات الداخل المختلطة والتي لم يحدث مثلها منذ سنوات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن "قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل”، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.

وتخلّلت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال "تعزيزات مكثّفة” من القوى الأمنية إلى تلك المدن.

واندلعت المواجهات التي اشتبكت فيها شرطة مكافحة الشغب بشكل متكرر مع الفلسطينيين مدفوعة بالغضب من تهديد بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين، واستخدام العنف المفرط في تظاهرات في محيط المسجد الأقصى.

وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه تم اعتقال أكثر من 750 من "مثيري الشغب” هذا الأسبوع بينهم أكثر من 100 الليلة الماضية، وتم تمديد اعتقال أكثر من 400 على ذمة التحقيق.

وأضاف أن الاعتقالات شملت يهودا إسرائيليين "كانوا يتجولون بحثا عن المشاكل” في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة "بالزجاجات الحارقة”.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجمعة تعليقا على المواجهات في البلدات المختلطة، وفق بيان باللغة العربية، "قلت اليوم وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعما كاملا، من أجل استعادة القانون والنظام العام”.

وأضاف إنه تمّ منح هذه القوات "صلاحيات الطوارىء”، وبالتالي يمكنها "إشراك جنود جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي” في عملها.

واعتبر "كل هذه الإجراءات مهمة وشرعية وضرورية من أجل وقف العربدة داخل دولة إسرائيل”، داعيا "مجددا المواطنين الإسرائيليين إلى عدم تطبيق القانون بأنفسهم، ومن يفعل ذلك سيعاقب بشدة”.

وقال "لا شيء يبرر قتل العرب من قِبل اليهود ولا شيء يبرر قتل اليهود من قِبل العرب”.

(وكالات)