قبل المسجد.. كم بلغت تبرعات مؤسسة زيدان للجزائر؟

الجزائر: على الرغم من تكتم عائلة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، على أسرار الدعم المقدم لوطن الأب والأجداد الجزائر، إلا أن الأيام والساعات القليلة الماضية، شهدت موجة غير مسبوقة للتقارير التي تتحدث وتسلط الضوء على دعم زيزو السخي لأقاربه وأبناء جلدته هناك في منطقة القبائل.

ونقل موقع "Goal” عن مصادر فرنسية، أن تبرع مدرب ريال مدريد بتكاليف بناء مسجد في بجاية، ليس الأول من نوعه، أو بمعنى آخر ليس أول مشاريعه الاجتماعية والإنسانية التي يقوم بها في مختلف الولايات الجزائرية، بل بالكاد يعتبر نقطة في بحر التبرعات والمساهمات التي تعيش عليها قرى بأكملها منذ سنوات وحتى وقت كتابة هذه السطور.

في السياق ذاته، قالت صحيفة "جون أفريك” الفرنسية منتصف هذا الأسبوع، إن المؤسسة الخيرية التي دشنها زيدان في العام 2010 تحت إشراف وإدارة الوالد الحاج إسماعيل، تقوم بتمويل عشرات المشاريع الاجتماعية والخيرية، شاملة بناء ورعاية مدارس، حافلات مدارس أطفال، مستشفيات، أدوار أيام ومسنين، وذلك ليس في منطقة القبائل فقط، بل في كل الولايات.

وعلى غرار ما فعله الكبار والمشاهير أصحاب القلوب البيضاء، قام زيدان بتقديم يد العون للفقراء ومصابي كورونا في عين الدفلي، سطيف، جاية ومدن أخرى، وذلك بتوفير عشرات أجهزة التنفس الاصطناعي، سيارات إسعاف، مضخات حقن، وغيرها من المستلزمات الطبية تم توزيعها على مستشفيات هذه المدن، ضمن الأهداف التي قامت عليها المؤسسة الخيرية بمساعدة المحتاجين والمساكين والفقراء، بحسب ما جاء في التقرير نقلا عن يورو سبورت.

وفي الختام، سلطت الصحيفة الضوء على حجم تبرعات المال، التي تذهب مباشرة من حساب مؤسسة زيدان إلى المؤسسات الخيرية المسؤولة عن توزيع الرواتب على الكادحين، كان آخرها إضافة 3 ملايين يورو من زيدان نفسه إلى حساب مؤسسته في الجزائر، فضلا عن تخصيص مبلغ 45.000 يورو، في شكل جائزة مالية للقرية الفائزة بالمركز الأول في مسابقة أنظف قرى بتيزي وزو.

ومعروف أن الحاج إسماعيل وزوجته مليكة، كانا قد غادرا منطقة القبائل قبل اندلاع الثورة الجزائرية في النصف الأول من خمسينات القرن الماضي، بحثا عن فرصة تعمل تؤمن مستقبل العائلة وتدعم الأب على مشقة الحياة في الجزائر، وكان ذلك هناك في العاصمة باريس، قبل أن ينتقلا إلى لاكاستيلان في مارسيليا، ليعمل الأب في أحد مستودعات أسواق كازينو، ثم يُرزق بأطفاله الأربعة، وكان أصغرهم زيدان أو يزيد، الذي أصبح فيما بعد الأسطورة التي نقلت العائلة إلى مستوى آخر مدى العمر، ولو أن هذا لا يمنع الحاج إسماعيل من زيارة وطنه ما لا يقل عن 3 أو 4 مرات كل عام، كما روى بنفسه في مقابلة تلفزيونية نادرة.