الى ولدي شهيد الأقصى عمر هاشم المجالي ..

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي ابوعمر. 
..............
افرح يا ولدي يا عمر ، ها هم اصحابك واحبابك من فلسطين وغزة والأقصى الذين احببتهم  صاروا  يلحقون بك ويحققون امنياتك التي كنت تتمنى ان تحصل معك .

كنت تقول لي قبل اربعة عشر عاما انك كنت تتمنى ان تكون طيارا مقاتلا في جيشنا العربي  وأن تستشهد وانت تدافع عن الأقصى ، فها انت الأن طائر ترفرف بجناحيك  في جنان الله خالدا مخلدا  ، وها هم إخوانك  ابناء فلسطين وغزة الحبيبتان  يلتحقون بك  واحد تلو الآخر ، وهم يلبون ويقولون لبيك يا أقصى ولبيكي يا فلسطين  .

ولكن يا حبيبي يا عمر بالله عليك لا تسألهم عن أبناء عمومتك من أطفال شعوب الدول العربية المجاورة،  بالله عليك لا تسألهم حتى لا تزيل فرحتهم أو تخبث خاطرهم وتنكس محبتهم بدخولهم إلى جنان الخلد شهداء عند ربهم يرزقون .
يا عمر إن أبناء عمومتك من شعوب الدول العربية المجاورة قد طُمِس على قلوبهم وتغيرت مناهجهم وظهرت  خيانة إعلامهم وإعلاميهم  وبعضا من حكامهم ، وصاروا  يشاهدون يهود خيبر وبني قينقاع وقريضة في شوارعهم يخططون لعودتهم الى منازلهم ،  فصار التطبيع مع الصهيوني صلة قربى ، واعطوا اليهود قواشين الملكية والأحقية  بالقدس وفلسطين  وعقدوا  ما يسمى بإتفاق ابراهيم عليه السلام ، ونسوا وتناسوا وصايا رسولنا وسيدنا محمد  عليه الصلاة والسلام  فيمن والاهم او عاهدهم ، فهم الخونة الذين لا  تتأملوا فيهم ومنهم لا عهدا ولا ذمة ، لقد صار الكنس اليهودي يبنى بأراضينا المقدسة والمحرمة علينا والمباحة لهم  ، وقد استبدلوا هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيئة الترفية واتباع نزوات الشياطين والتطبيع مع الصهاينة المحتلين  .وحبسوا الاتباع الصادقين وهجروا وقتلوا من نصحهم بإتباع  الدين .

 يا ولدي يا عمر  إن جيوشهم صارت لعقاب شعوبنا و صارت أيضا تطفئ الحرائق عند  الصهاينة ،  وطيارينهم صاروا  ييتعثون الى جيش الإحتلال ليتدربوا على قصف ابناء عمومتك في غزة وفلسطين .

يا عمر إن ابناء عمومتك وأهلك في الأردن وفلسطين صاروا لا يسمعون لبعض من الأئِمة  وما عادوا يثقون بهم ولا بكثير من  شيوخهم  ، إلا من رحِم ربي حيث أن كثيرا منهم صار محبوسا او مهجرا او مقتولا .

 أتذكر يا عمر  عندما كنا نبكي معهم في دعائهم بمكة  بالعشر الأواخر من رمضان ، الآن صرنا  نتحول عن قنواتهم ولا نسمع لهم ، وصرنا  نعتبرهم كأنهم من نجوم السينما المصرية او الدراما السورية ، فلا بكاؤهم يبكينا ولا حشرجة اصواتهم عند الدعاء تحرك اية مشاعر فينا  ، وصرنا نرى  دموعهم كدموع نور الشريف وحسين فهمي في افلامهم السينمائية .

إن ابناء عمومتك يا عمر  من الشعوب العربية الذين قد خرج من ثنايا بيوتهم  الفاروق عمر بن الخطاب و سيف الله خالد بن الوليد صاروا  لا يرون على إعلامهم وقنواتهم الا ما قد يصرح به  اعلاميهم وشيوخ حكامهم الذين صاروا يقتبسون اقوالهم من ايدي كوهين و وافيخاي مذراعي وبنيامين نتنياهو وحاخامات الكنيست  الصهيوني .

يا عمر بالله عليك  لا تسأل شهداء فلسطين عن باقي الشعوب في الدول الأخرى من العالم ، ولا تحرجهم بسؤالك  لأنهم صاروا  يمنحون حق الهجوم والقتل والتدمير  للصهاينة بحجة الدفاع عن انفسهم ، ولا يمنحون ابناء عمومتك الفلسطينين ولا اطفالهم حق الدفاع عن انفسهم حتى وهم تحت انقاض البنايات التي قد هدمت فوق رؤوسهم  .

ومع ذلك يا عمر  فوالله انهم لا زالوا جنودا قد جندهم الله بفلسطين ، وهم الأمة التي تحدث عنها رسول الله وقال عنهم انهم  مرابطون بالأقصى واكنافه، فرغم قلة الحيلة والسلاح والإمكانية فإنهم لا زالوا يرمون الحجارة بوجه الدبابة ويرهبونها  ويجعلون طواقمها تهرب هلعا وفزعا من حجارتهم ، وحتى أنهم صنعوا طائرات ورقية تعترض طائراتهم  الحربية التي حولت قبتهم الدفاعية  الذهبية  الى قبة حديدية هشة ،  ثم بعد ذلك  حولونها الى قبة كرتونية وهمية  .

ولا ننسى أن زجاجات زيت زيتونهم المبارك  صارت اقوى من  متفجرات قذائف مدافعهم النجسة ...
ومع ذلك فإنني أطمنك يا ولدي يا عمر  بأن قلوبهم لا زالت تنبض بالتكبير وبحب الله ، وضمائرهم لم تعرف المهادنة ولا الخيانة.

وأخيرا يا ولدي يا عمر  ما سأقوله لك انه لقد قربت ساعة فراقهم وزوال احتلالهم على ايدي حجارة اطفالنا وصواريخ ابطالنا وانتفاضة شعبنا ، لقد تم كشف الخونة عندنا  وعرفناهم من سيماهم ومن تصريحاتهم ،  وما عادوا يضحكون علينا ويمثلون علينا ادوار  الأبطال التاريخين  .

لقد قربت ساعتهم والله انها قد قربت .
سلامي لك ولكل من اتى إليك او سيأتي من غزة و فلسطين الحبيبة .