خبراء: القبة الحديدية للاحتلال تفشل في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية
موفق كمال
عمان – أفشلت صواريخ المقاومة في غزة (حماس)، منظومة القبة الحديدية التي تغنت قوات الاحتلال الإسرائيلي بها، باعتبارها درعا لحماية المستوطنين، والمنشآت الحيوية الإسرائيلية من صواريخ المقاومة.
وحسب خبراء ومحللين عسكريين، فإن المعركة الدائرة حاليا، أثبتت أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمتلك تكتيكا عسكريا، كشف مواطن الخلل في هذه القبة، في وقت حاول فيه جيش الاحتلال استخدام إعلامه لتضخيم ترسانته العسكرية، من باب ممارسة الحرب النفسية وفي الوقت نفسه التحايل على المستوطنين.
خبير الدراسات الدفاعية اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، رأى أن الحرب الدائرة حاليا، بين صواريخ المقاومة والقبة التي فشلت في حماية الاحتلال ومستوطنيه من صواريخ المقاومة، كلفته حتى اللحظة نحو مليار دولار، وألحقت بسمعة جيشه وترسانته العسكرية ضررا بالغا، مشيرا الى أن قدرة القبة على صد صواريخ المقاومة، لا تتجاوز الـ30 % في أقصى حالات فعلها.
وأضاف أبو نوار، انه وقبل ثلاثة أشهر، كان هناك تمرين وهمي في جنوب فلسطين المحتلة، يحاكي سيناريو اطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للصواريخ تجاه مستعمرات الكيان، وقد نفذ هذا التمرين لاختبار كفاءة قبته، والتدريب على مواجهة صواريخ الفلسطينيين في حال حدثت الحرب مستقبلا.
وأشار إلى أن الحرب أثبتت أن قبتهم فشلت بالتصدي للصواريخ الفلسطينية بحماية مستوطنيه وقواته العسكرية، ومواقعها الإستراتيجية والحيوية، ناهيك عما تسببت به من تعطيل لحياتهم.
وحسب ابو نوار، فبالرغم من وجود 20 كتيبة تعمل ضمن منظومة القبة، لكنه تبين بانها غير كافية لتغطية أرض فلسطين المحتلة، مع أن تحديثها لم يتوقف منذ تركيب بطارياتها، وإعادة برمجتها مؤخرا، مع العلم بان الصواريخ الفلسطينية صناعة محلية تتم في قطاع غزة، وبإمكانيات متواضعة جدا، مشيرا إلى أن إعلام الاحتلال استعرض ترسانته العسكرية ليظهر قوتها، ولكن ذلك كان من باب الحرب النفسية فقط.
الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري، بين أن هذه القبة لم تفشل، وفي الوقت نفسه لم تنجح كما يجب، لكن الاحتلال ضخمها وأحاطها بهالة إعلامية ضخمة جدا، زاعما بأنها قادرة على إسقاط 95 % من الصواريخ، في حين ان مراكز دراسات عسكرية عالمية تزعم بأن كفاءتها لا تزيد على الـ65 %، بينما تقول دراسات منافية لذلك، بأن قدرتها لا تتعدى الـ35 %، وبالتالي فإن ما روج له إعلام الاحتلال عن قدراتها، ثبت بالبرهان العملي عدم صحته.
ومن أسباب عدم كفاءة القبة، أخطاء فنية كما تزعم قيادات إسرائيلية، مقابل تطور القدرات العسكرية لـ”حماس”، والتي تمكنت من تحديد نقاط الضعف للقبة الحديدية وإجادة عملية استغلالها، وتحديدا الأخطاء والثغرات الفنية.
وأشار الدويري إلى أن القبة يمكنها التعامل مع القذائف والصواريخ التي لا يقل مداها عن 4 كلم ولا يزيد على 70 كلم، كذلك فإن وقت الاستجابة للقبة يصل إلى 15 ثانية، لذا فإن المقاومة، تمكنت من استغلال الفروقات الزمنية بين وقت إطلاق الصاروخ والتصدي له من القبة، ونفذت إطلاق صواريخ قادرة على الوصول الى هدفها والانفجار بأقل من الـ15 ثانية الذي تستجيب له القبة، وذلك بإطلاق صواريخ في مناطق الاحتلال الواقعة في غلاف غزة، كما اعتمدت على إطلاق صواريخ مداها أكثر من 70 كلم.
وحسب الدويري فـ”حماس” استغلت ايضا ان الوحدة الواحدة للقبة تتعامل مع 6 إلى 7 أهداف دفعة واحدة، لذا كانت تطلق عشرات الصواريخ في الوقت نفسه، واعتماد زوايا اطلاق عامودية مختلفة "عالية ومتوسطة ومنخفضة "، واعتماد زوايا اختراق مختلفة، وتزويد صواريخ بأجهزة تشويش وتضليل، ما أدى لنجاح وصولها لأهدافها واجتياز منظومة القبة.
ويؤيدهما بذلك العميد المتقاعد حسن فهد أبو زيد، الذي يجد أن الأحداث الحالية بين "حماس” والعدو، تدل على تغيير جذري على الأرض، جراء تطوير أسلوب المقاومة وتكتيكاتها القتالية، وتنفيذ خطط وإستراتييجيات تناسب الرد الرادع على منظومة القبة التي يعّول الاحتلال عليها كثيرا في التصدي للصواريخ الفلسطينية القادمة من قطاع غزة واعتراضها، لكن هذه الصواريخ فاجأت العالم وجيش الاحتلال بقدراتها ومدياتها البعيدة حتى انها وصلت لعمق الاحتلال في مستعمرات تل أبيب وعسقلان والقدس وسديروت، ونجحت في مراوغة صواريخ القبة بوصول معظمها إلى أهدافها، ولم تنجح القبة الا بصد واعتراض القليل منها، بسبب أسلوب إطلاقها عبر رشقات سريعة ومكثفة ومتتالية، وهو أسلوب جديد للمقاومة، أربك القبة الحديدية التي يتغنى بها الاحتلال.
ولفت إلى التكلفة الباهضة لصواريخ منظومة القبة، والتي قد يصل تكلفة الواحد منها إلى 100 ألف دينار، ليصد صاروخا للمقاومة يكلف الـ300 دولار، وهذا فتح باب جدل واسع في الكيان، حول عدم فعالية وجدوى هذه المنظومة.
وأضاف أبو زيد أن صواريخ حماس، أرهقت موازنة الكيان ماديا، عدا عن تأثيراتها في دب الرعب والخوف في مستوطنيه وهروبهم للملاجئ، بمجرد سماع صوت الصواريخ وإيقاع خسائر مادية في بنيته التحتية ومرافقه، بحرق العديد من السيارات والمحال التجارية وقتل عسكريين منه، وتعطيل جامعاته ومدارسه ومطاراته.
هذا غيض من فيض يثبت تأثير الصواريخ على الكيان، في المقابل تشكلت لدى الفلسطينيين، الثقة بقدرة المقاومة ومواكبتها لتطوير فعالية صواريخها، بما يواجه الكيان، برغم الخسائر البشرية بين المدنيين جراء القصف العشوائي لجيش الكيان لمجمعات سكنية في قطاع غزة.
الغد