أيام العيد.. لحظات مُبهجة اشتاقت لها عائلات
مجد جابر
عمان – تلك الأيام القليلة لعيد الفطر المبارك، كانت فرصة لأن تجدد العائلات طقوسا جميلة وتعيد الأمل لداخل نفوس الصغار والكبار بعد عام ونيف من انتشار فيروس كورونا.
لم تكن الأشهر الماضية سهلة على الجميع مع تداعيات الجائحة، إذ صاحبها تغيير على مناحي الحياة كافة، وتبدل بعادات كانت راسخة، و”حرمان” حتى من أبسط التفاصيل، كل ذلك على أمل أن يختفي الوباء ويعود كل شيء لسابق عهده.
عائلات انتظرت قدوم عيد الفطر، فرغم كل المتاعب التي عاشتها، إلا أنها كانت تجد فيه فرصة لنشر البهجة والفرح، حتى وإن كان ذلك متزامنا مع استمرار انتشار فيروس كورونا، ولكن بارقة الأمل بتراجع أعداد الإصابات وتقليل ساعات الحظر الجزئي.
الحاج أبو مصطفى، يقول إنه وعائلته استشعروا فرحة أيام العيد، وكان بالنسبة لهم مختلفا، فهو عانى سابقا إصابته وكل أفراد عائلته من الفيروس، وكانت أياما صعبة عليهم جميعا إلى أن تماثلوا للشفاء، لذلك ورغم المتاعب والضغوطات النفسية، ما يزال يرى أن القادم سيكون أجمل.
ومع أخذ الإجراءات الاحترازية، قام وأبناؤه بزيارة بعض الأقارب، الذين لم يرهم منذ أشهر عديدة، يقول "لا شيء أجمل من وصل الأرحام والاطمئنان على الأهل والأحبة الذين ابتعدنا عنهم رغم الجائحة.. هذه التفاصيل استشعرنا أهميتها ولا شيء يعوض عنها”.
والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام والاطمئنان على الأقارب في هذه الفترات أمر مهم وضروري، خصوصا في أيام العيد الذي جاء حاملا معه البهجة للجميع، فالحاجة للفرح في ظل هذه الظروف أصبحت مطلبا أساسيا.
أيام العيد حملت معها طقوسا اشتاقت لها العائلات، سواء بتجهيز المنزل أو ارتداء الملابس الجديدة، وشراء الألعاب للأطفال، وإعداد كعك العيد، كلها طقوس عادت لتتجدد بين أروقة البيوت.
الاختصاصي الأسري مفيد سرحان، يذهب الى أن عيد الفطر، هو طقس للفرح ويأتي بعد إتمام عبادة الصيام والتقرب الى الله تعالى بأشكال متنوعة من عمل الخير.
وعيد هذا العام كما عيد الفطر في العام الماضي جاء مع استمرار انتشار وباء كورونا وما تبع ذلك من إجراءات وقائية صحية وآثار اقتصادية حملت تداعيات كبيرة على الجميع، وتدن في دخل الكثير من الأسر وتوقف عمل أعداد أخرى، ولكن يبقى العيد فسحة لفرح سنوي يتجدد، وفق سرحان.
ومبكرا، قامت عائلات بالاستعداد لاستقبال العيد، وإعداد المنازل لهذه المناسبة من حيث النظافة والزينة، وتحضير الحلويات سواء بإعدادها داخل المنزل أو شرائها من خارجه. إلى ذلك، شراء ملابس العيد خصوصا للأطفال الذين انتظروا قدوم العيد بلهفة وشوق، فالعيد له وقع كبير في نفوسهم.
ونظرا لاستمرار الظروف الاقتصادية الصعبة، فكثير من الأسر قامت بترتيب أولوياتها في الإنفاق ضمن الإمكانيات المتاحة، وبما يحقق الحاجة الى الفرح والسرور في أيام العيد.
ولتحقيق معاني الأخوة والرحمة والتكاتف والتعاون الاجتماعي، لجأت عائلات لمساعدة غير المقتدرين من الفقراء والمحتاجين لتمكينهم من تلبية احتياجات العيد، وليشعروا كما غيرهم بالفرح، كما يقول سرحان.
ويبين أن هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الجميع، تزداد فيها الحاجة الى بث الاطمئنان في النفوس لتجاوز الهموم والأحزان، ومن حق الجميع أن يفرح؛ الغني والفقير، الكبير والصغير، والسعادة الحقيقية تكون بإسعاد الآخرين وإدخال الفرح الى قلوبهم ومع استمرار التزاور لدى بعض العائلات حتى بعد أيام العيد، ينبه سرحان إلى عدم التساهل أو التهاون باتباع سبل الحماية وتطبيق الإجراءات الاحترازية، لافتا إلى أن على الأفراد أن يعوا أن الوباء ما يزال منتشرا، وهو ما يتطلب الابتعاد عن أماكن الازدحامات، حتى لا نكون سببا في نقل الوباء والإصابة بالمرض، وانقلاب الفرح لحزن. من حق الجميع أن يفرح، كما أن من واجب الجميع أن يتحمل مسؤولياته في الالتزام لتجاوز ظروف الوباء والعودة الى الحياة الطبيعية التي تجعل الجميع أكثر فرحا.
الغد