من أسرار رائدات الأعمال: أتقن بنفسك القيام بكل جوانب عمل شركتك

بعد أن عملت سارة ميريك عشرين عاما في قطاع توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح، فكرت في تأسيس مشروعها الخاص.

ماذا لو بنت مزارع للرياح لكن مع فارق أساسي: ألا تكون هذه المزارع مملوكة من قبل شركات الطاقة، بل من قبل أشخاص عاديين من سكان المنطقة؟

تقول سارة "بمقدور الشركات الضخمة أن تمتلك مزارع رياح لتحصل على الكهرباء التي تحتاجها، لكن الأفراد غير قادرين على فعل هذا. فكرت وقلت لنفسي إن هذا الأمر غير عادل. لذلك أسست مشروع (Ripple) لتصحيح ما اعتبرته خطأ كبيرا في السوق”.

بدأت سارة مشروعها قبل أربع سنوات، وحاليا تبني شركتها مزرعة رياح جنوبي ويلز ستباشر العمل في شهر ديسمبر/كانون الأول.

وحتى الآن، شارك 730 شخصا من العامة في تمويلها الذي وصل إلى 1.5مليون باوند.

ومقابل الطاقة التي تزود بها مزرعة الرياح شبكة الكهرباء، يحصلون المساهمون على تخفيضات في فواتير الكهرباء.

تقول سارة عن شركتها بأنها "أول مزرعة رياح مملوكة من قبل المستهلكين في المملكة المتحدة”. ولأن الشركة تدير مزرعة الرياح هذه، فهي تجني أموالها من خلال أخذ رسوم من المساهمين.

وتقول سارة إنه كان من الصعب تأسيس شركة تبني مزارع رياح لتوليد الكهرباء، وأيضا تهتم بمصالح مئات المساهمين.

أول مزرعة رياح بدأت من ويلز لكن سارة تخطط لأكثر من ذلك
التعليق على الصورة،أول مزرعة رياح بدأت من ويلز لكن سارة تخطط لأكثر من ذلك

شعرت سارة بالصدمة عندما أدركت كمية المهارات الإدارية التي احتاجت لأن تتقنها من أجل إنجاح شركتها، وتقول: "أكبر تحد بالنسبة لي كان الأدوار الكثيرة التي كان عليّ تحمّلها كمؤسسة للشركة”.

"عملت في السابق لدى شركات كبيرة حيث كان يطلب مني مهمة محددة. بينما، بالطبع، عندما أكون المؤسسة الوحيدة لشركتي فعلي مسؤوليات عديدة – إعداد خطة المشروع، والتسويق، وتطوير العمل، وتطوير المنتج. عليّ القيام بكل هذا”.

لذلك وطيلة ستة أشهر، التحقت سارة بدورات عدة من أجل أن تتعلم كيف تطلق شركتها.

ودرست في أوقات المساء وأثناء عطل نهاية الأسبوع، وفي الوقت ذاته تابعت عملها بدوام كامل مع شركة لتوليد الكهرباء من خلال طاقة الرياح اسمها (Vestas) كما كانت تعتني بولديها.

وتقول إنه كان من المفيد جدا إتقان كل جوانب العمل مثل قانون الشركات والمحاسبة "جلبت لي مشاركتي في كل جانب من جوانب الشركة مكاسب مهمة.

يمنحك هذا نظرة عامة مدهشة وفهما للشركة، لأنك هكذا فقط يمكنك رؤية كيف يعمل كل شيء مع بعض بانسجام. يمكنك رؤية علاقة التسويق مع تطوير الأعمال، وكيف يتلاءم ذلك مع بناء علاقات مع المستثمرين”.

تقول سارة إن مزرعة الرياح في ويلز ما هي إلا النموذج الأول لمشروع أكبر فهي تخطط لأن تبني وتدير مزارع رياح أكثر بكثير – وأن تنتقل إلى الطاقة الشمسية أيضا.

"إن إتقان كل جوانب إدارة العمل يعني أن أسس المشروع ستكون آمنة عندما تتوسع بالشركة”، كما تقول. "ستكون قادرا على رؤية كل شيء حولك ومعرفة كيف يمكن أن تنمو الشركة”.

وظّفت سارة 11 شخصا للعمل في شركتها في مواقع تخصصية، لكنها تقول إن أهم شيء هو أن يكون أي مدير/ة تنفيذي/ة قد قام بكل جوانب العمل في البداية.

"سيأتي وقت عليك فيه توظيف أشخاص آخرين كمحام أو محاسب، لكن إن لم تكوني قد قمت بالعمل بنفسك بداية فلن تعرفي ما الذي تريدينه منهم بالضبط.

"يمكنك أن تجعلي طلباتك منهم محددة جدا”.

تقول سارة إن هناك مخاطر على رواد ورائدات الأعمال الجدد الذين يحاولون تجنب تعلم ما يعتبرونه جوانب معقدة للإدارة.

"قد تشعر أنك غير قادر على القيام بشيء مثل مراجعة وقراءة عقد. لكن عليك المحاولة، قد تكون جيدا في ذلك”.

وتضيف: "لا يكون معك كثير من المال عند إطلاق شركة ناشئة، لذا يجب عليك أن تعمل بفاعلية حقيقية. وإن لم تفهم كل جانب من جوانب الشركة، فقد يفوتك شيء ما. وقد يؤدي هذا إلى إضاعة الكثير من الوقت والجهد”.