شركة "فلسطين" لصاحبها (محمود عباس) وأولاده "تحت التصفية" ..

خاص- المحرر

مع تصاعد حدة الأوضاع في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، باتجاه حرب المقاومة التي تقودها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وبعض الفصائل كالجهاد الإسلامي وابو علي مصطفى وسرايا العامودي وريث كتائب شهداء الاقصى  سقطت كافة المرجعيات السياسية التي انتجتها معاهدات الذل والعار بدءا من مستنقع كامب ديفيد ولا انتهاءً بهرولة بعض دول الخليج إلى الحضن الصهيوني، ونزع اخر أوراق التوت عن الجسد العربي القومي.

ما يهمنا في ذلك السياق، المشهد البائس والمزري للسلطة الفلسطينية قاطبة، ممثلة برئيسها محمود عباس وحركة فتح، بعد ان سحبت حماس والفصائل الاخرى البساط بالكامل من تحت ارجل السلطة، ورسخوا مكانتهم كلاعبين سياسيين اساسيين في أوراق القضية الفلسطينية ولا نقول أوراق التسويات التي انزلقت إليها سلطة عباس تفويضا من "أوسلو"، على الخلاف تماما من صواريخ المقاومة التي نسفت بالكامل مشروع حل الدولتين الذي فرضته الدولة الصهيونية كحل وحيد أمام الصراع الفلسطيني الصهيوني، واثبتت صواريخ القسام وغيرها بأنها الأداة الوحيدة للتّعاطي مع الاحتِلال، وليس المُفاوضات والتّنسيق الأمني وحِماية المُستوطنين وتسليم المُناضلين الشّرفاء مُنفّذي العمليّات إلى أجهزة الاحتِلال.

محور المقاومة الذي تقوده "حماس” وبعض قياديين ممن أبعدهم الرئيس (المنسق الأمني الاول) باتوا الدّاعمين والحامِين الحقيقيين للشّعب الفِلسطيني، ومُقدّساته وأقصاه، وركنت فتح ورجلاتها الضعفاء على رف المطبخ السياسي الفلسطيني.

عباس الذي لمع نجمه خلال الفترات الماضية فيما هو يشتم روسيا والصين والعروبة، ووصل به الأمر إلى شتم الذات الألهية أسقط بيديه تماما ولم يعد يملك سلطة القرار، فالتهدئة الان مرهونة بيد حماس وصواريخها والمجاهدين تحت المسميات الاخرى واسلحتهم ولا تعدو سلطة عباس الا أحد المتفرجين السلبيين على المشهد المقاوم الراهن بعد أن انتهى عهد صناعتها للقرار وتصدر الموقف السياسي والثوري النضالي .

حركة "فتح” التي غدت على خارطة القضية الفلسطينية، أثرا بعد عين، قادت وتمترست طوعا،  إلى الصّفوف الخلفيّة بعد ان ركنت مفهوم المقاومة بحل كتائب شهداء الأقصى والحاقها بالشرطة الفلسطينية خدمةً للتّنسيق الأمني وحِماية للاحتِلال ومُستوطنيه، تركت الميدان فسيحا أمام حركة حماس، وصواريخ القسام والجهاد وغيرها، لتدير وتقلب الموقف الفلسطيني واعادته للمربع الأقوى.

افول نجم عباس ورموز واصنام السلطة مؤشر يُمكن قراءته بأننا أمام تحوّل مصيري للموقف النضال المقاوم الفلسطيني، بالاتساق مع موقف ودور الأردن كصاحب اثرى وأقوى أوراق ضغط على دولة الكيان الصهيوني، ما يقودنا إلى ترقب قادم الأيام لوضع أدوات النضال في نصابها وإعادة ترتيب أوراق قضيتنا بما يتوافق ويتلائم مع حجم صمود شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة والقطاع.

بالمحصلة يكفينا ما نسمعه من المقتاتين على أمجاد الماضي ومتقمصي ادوار المناضلين والسكوت عنهم وعن أفعالهم وتجاراتهم وعيونهم التي لا تنظر إلى فلسطين الا وانها شركة خاصة ومزرعة موروثة ولنبتعد عن التغني بالشرعية التي زالت وانتهت  بحكم الزمن ولم يبقى منها سوى الكراسي واحبار الأقلام وأوراق الصحف المهترئة ولنسمي الأسماء بمسمياتها ولنضع النقاط على الحروف ولنخجل من أنفسنا ونفاقنا والتفافنا ودوراننا فقضيتنا الان وبظل المعطيات والمخرجات على ساحات الوغى وارض المعارك وبين أشلاء الشهداء ورائحة الدم الطاهر ما احوجها إلى كلمة صدق عند رئيس (مبتذل) وان وضوح الرؤيا وسدادة المنطق ورجاحة العقل دون الالتفات للماكينات الاعلامية التي تسعى دوما الى التكفير والشيطنة والصاق التهم هي الجهاد بعينه.

واخيرا نقول حمى الله فلسطيننا وقضيتنا وشعبنا المناضل البطل من الوصوليين والمترزقين والمتكسبين والمنسقين الامنيين وازلامهم ومن لف لفهم ودعائنا إلى الله أن يرحم شهدائنا ويفك قيد اسرانا ويجمع شمل مُبعدينا وينصرنا على أعداء الداخل قبل الخارج انه سميع مجيب الدعاء.
والله من وراء القصد 
وللحديث بقية ...