الحراك التربوي وحصانة الجبهة الداخلية

عندما تشتد الحاجة إلى تحقیق مطالب شعبیة یومیة تعمل كل فئة من أجل تنظیم صفوفھا وتوحید مطالبھا وتحدیدھا للوصول إلى استحداث آلیات مطلبیة مقتصرة بكل أبعادھا على الاحتیاجات المباشرة لتلك الفئة وفي معظم الأحیان ھذه الاحتیاجات تتمحور حول فئة محدودة تضطر إلى الإضرابات فتستجیب الحكومات لتلك المطالب الفئویة أو لا تستجیب أي أن أي فئة تطالب بتصویر واقعھا لا تسلخ نفسھا مطلقا عن الھم العام للدولة، نقصد أن أي مؤسسة رسمیة أو غیر رسمیة وحتى المؤسسات المدنیة عندما تحتج على عدم تنفیذ مطالبھا تأخذ بعین الاعتبار كأولویة قصوى م? لحة الوطن العیا لأن ھذه المؤسسات تستمد شرعیتھا أصلا من النظام السیاسي لذلك فأولویاتھا الحفاظ على الثوابت العامة للدولة والنظام السیاسي ومن ثم تخلق آلیات للاعتراض والاضراب لایصال مطالبھا نكرر آخذة بعین الاعتبار مصلحة الوطن العلیا لماذا التكرار لأن ما یحصل الآن من إضرابات في القطاع التربوي قد تجاوز عن قصد او غیر قصد ثوابت فئویة المطالب وتأثیرھا الفئوي ونقصد انھا تؤثر في بفئة محددة ولیس على مجمل فئات المجتمع فذلك .یشوه المطالب ویخلق ضبابیة في آلیة الاستجابة لھا أما الجانب الآخر ھو الواقع السیاسي والأمني والظروف الاستثنائیة التي یمر بھا الوطن وذلك لأن المراحل الاستثنائیة .تعني بالضرورة احتمالیة التدخل الخارجي بكل وضوح المراحل الاستثنائیة تعني أن الوطن معرض إلى تدخل یوظف المطالب الشعبیة المحقة الى توظیف .سیاسي وھو برفع مستوى التصعید في الشارع للوصول الى تھدید الامن والاستقرار الأھلي والمجتمعي ان التحركات والمطالب التي تقودھا نقابة المعلمین وغیرھا ھي مطالب محقة ولن ندخل بتفصیل آلیات الوصول الى تحقیقھا ولكن اذا لم یؤخذ بعین الاعتبار حجم المنتسبین الى وزارة التربیة والتعلیم العالي، فعلى من یقود التحركات ان یعلم مدى حساسیة قطاع التربیة والتعلیم وتكوینھ البنیوي وعدم القدرة على التحكم والسیطرة على التحركات الطلابیة فھي فئة غیر متجانسة بالمعاییر الطبیعیة وتنتمي الى طبقات عدة، وھنا تكمن مشكلة عدم الاستجابة لنداءات الحكومة بالجلوس على طاولة المفاوضات وخلق توازن دقیق بین مستوى المطالب وإمكانیة تحقیقھا عل? قاعدة التوافق من اجل مصلحة الوطن العلیا ولیس دفاعا عن الحكومة ولكنھا لم ترفض تحقیق شيء من المطالب انما ركزت على ان تكون المطالب واقعیة آخذة بعین الاعتبار الواقع الاقتصادي وھشاشتھ في ھذه المرحلة اما في الجانب السیاسي فمنذ القرار التاریخي للنظام السیاسي الأردني من صفقة القرن اصبح استھداف الجبھة الداخلیة الأردنیة واستقرارھا الأمني ھدفا معلنا لردع الأردن عن ھذا الموقف، ھنا یجب ان یؤخذ بعین الاعتبار مدى حساسیة توظیف ھذا القطاع من بوتقتھ المطلبیة الحق الى تحركات تضرب أسس التوازن والوئام الوطني فالمطالب مشروعة وكل من یقودھا مواطنون اردنیون حریصون ولكن لا احد یعلم كیف یكون التدخل الخارجي وآلیات عملھ ومرتكزاتھ .لضرب الجبھة الداخلیة الأردنیة فالأیدي الخفیة دائما توظف الایادي البیضاء دونما علم منھا من اجل تح?یق أھدافھا فمسؤولیة الدولة أولاً ومسؤولیة قادة الاضراب التربوي ثانیا ان تكون حریصة كل الحرص على الخروج من الازمات المطلبیة دون خسائر تمس مصلحة الوطن العلیا وامنھ واستقراره ام الانعكاسات لأي تحرك مطلبي یجب ان تكون إیجابیة على الفئة المستھدفة ولكن ما یحصل الآن ھو إعاقة العمل التربوي بكلیتھ وتأثرت كل فئات المجتمع من الطلاب وغیر الطلاب ویبرز السؤال الاعمق لماذا لم تكن ھذه التحركات اثناء العطلة الصیفیة ھنا علامة استفھام كبیره، اما الجواب الحقیقي على ھذا لیس الضغط على الحكومة وانما الضغط على كل أسرة أردنیة ان تنزل إلى الشا? ع بھدف لوي رقبة السلطة التنفیذیة وابتزازھا نعم ابتزازھا لأن التصعید حصل عندما توجھ طلابنا الى المدارس وھذا خلق ارباكا استثنائیا لأنھ مس كل أسرة أردنیة فاذا اردت ان تبتز الحكومة فلا تجعل من الاسر الأردنیة أداة لتنفیذ .الابتزاز المطلبي فحذاري