ما هي المواقف الملكية تجاه فلسطين والفلسطينيين ..؟؟ وكيف وضعَ جلالة الملك القضية على أولويات الاجندات العربية والدولية ..؟؟
خاص - حسن صفيره
في ظل تواصل التصعيد الحاصل في الأراضي المحتلة وقطاع غزة مع استعار ماكنة القتل والدمار الصهيونية، يقف الملك عبدالله الثاني بن الحسين دون غيره من القادة العرب والعالم ليضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الوضع القائم في الأراضي المحتلة وقطاع غزة من استهداف للمدنيين، والانتهاك الصارخ الذي تمارسه الدولة الصهيونية للانسان الفلسطيني وسط صمت مريب ومعيب للموقف الرسمي لدول المنطقة والعالم.
الموقف الملكي تجاه القضية الفلسطينية كان ولا يزال العامل الأبرز في تموضعها كقضية مركزية وشأن عربي، خلافا لما تم الاشتغال عليه بتحويلها إلى قضية صراع فردي بين الشقيق الفلسطيني والدولة الصهيونية، وسجل جلالته في الحراك الملكي على مدار العقدين الأخيرين بما لا يمكن النظر اليه بمنأى عن نهج القيادة الهاشمية في تبني القضية الفلسطينية بطبيعة الحال.
ففي الوقت الذي رفعت غالبية الدول العربية يدها عن القضية الفلسطينية برمتها، تضاعف الموقف الأردني صلابة وإصرار، مؤشراً بموقفه لخطورة ترك الصراع على غارب المخططات الصهيونية، وما ينتج عنها من انتهاكات خطيرة ضد المقدسات والمقدسيين، مع ما يعنيه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة، الأمر الذي نسف بالكامل كافة المخططات الساعة لتقويض الدور الأردني تجاه قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية على وجه التحديد.
وفيما يترسخ الموقف الأردني متانةً وصلابة وقوة مُعَنوناً بالتحرك الملكي إزاء التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، خرجت أصوات مشبوهة واقلام مأجورة مهمتها تقليص وتهميش الدور الأردني، متناسية ومتجاهلة تلك الأصوات والاقلام انه ليس سوى الأردن من يملك الأوراق الضاغطة والرابحة في الصراع الدائر الذي تغذيه مصالح إقليمية وعالمية على حساب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره.
وفيما ذاب ثلج الاستعراض والتزييف والوهم بالموقف القيادي الفلسطيني واستئثار المقاومة وصواريخها بحسم الموقف الفلسطيني بالداخل، خرجت قيادات الصف الأول للمقاومة الفلسطينية لا لتشيد بالموقف الأردني فحسب، بل لتؤكد ان لا حل للصراع الفلسطيني الصهيوني بعيدا عن إرادة الشعب الفلسطيني والموقف الأردني، وهو ما دللت عليه تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي أطلقها من قلب العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا والتي حملت رسائل تضمينية مفادها بأن زحف الأردنيين نحو الحدود حمل عنواناً يترجم ويختصر الموقف الأردني الرسمي والقيادي بإن القدس للأردنيين مثل ما هي للفلسطينيين ولكل عربي.
الموقف الأردني ملكيا وشعبيا يعد إحياءً وإعادة هيكلة لمشروع القومية الحرة التي وئدتها "سايكس بيكو" ونثرت رفاتها المخططات الاستعمارية الجديدة لأكثر من نصف قرن وقد آن الآوان ودقت ساعة النهوض بالامة العربية وقضياها وتصدر هذا المشهد وحمل لواء الزعامة العربية والولاية المقدسية جلالة الملك عبدالله بن الحسين ابن الهواشم بكل عزم واقتدار وحنكة ووضوح الذي لا يقبل التأويل والنقاش وسيبقى أحفاد رسول الله وريثي الرسالة يسلمونها جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.