سيبقى ميسي ويرحل كومان وزيدان!

مع اقتراب موعد الحسم في مصير الدوري الاسباني لهذا الموسم لصالح أتلتيكو مدريد، على حساب البارسا والريال، تسارعت الأحداث في البيتين المدريدي والكتالوني قبل الجولة الأخيرة من عمر الدوري، وزاد حجم التكهنات والتوقعات لمصير زيدان وكومان على رأس الريال والبارسا، اضافة الى استمرار هاجس رحيل ميسي عن برشلونة في نهاية الموسم بسبب الإخفاق المحلي والأوروبي في موسم كان صعبا من جميع الجوانب، استثمر فيه أتلتيكو مدريد في متاعب الريال التي حرمت زيدان من خيرة لاعبيه الأساسيين في أغلب فترات الموسم بسبب الإصابات المتكررة، ومن جهة أخرى بسبب الصعوبات الفنية والادارية التي عاشها برشلونة منذ أعلن ميسي عن نيته في الرحيل، ثم رحيل بارتوميو ومجيء خوان لابورتا رئيسا للنادي، ما ينذر بتغييرات عميقة على مستوى الناديين الأكبر والأكثر جماهيرية في أوروبا والعالم.
رحيل زيدان عن الريال يتأكد كل يوم بحسب وسائل الاعلام الاسبانية بنفس الشكل الذي حدث سنة 2017 عندما رحل أول مرة قبل سنة من نهاية عقده بالتوافق مع رئيسه فلورينتينو بيريز لمصلحة الفريق، كما قالها زيزو في المرة الأولى وكررها السبت الماضي في ندوته الصحفية، وهو القرار الذي أبلغه لبعض اللاعبين والمقربين منه الذين يتوقعون له إشرافه على اليوفي بداية من الموسم المقبل، أو قضاء سنة بيضاء قبل الالتحاق  بالمنتخب الفرنسي بعد مونديال قطر، على أن يعوضه نجم الريال السابق راؤول غونزاليز الذي يشرف على رديف الريال اليوم، أو الإيطالي ماسيميليانو أليغري، لكن ادارة النادي تنتظر قرار زيدان ولا تريد أن تتورط مع الجماهير في أن تكون سببا في رحيله.
رحيل زيدان سيغطي على انتقال راموس إلى البياسجي، ويؤثر على صفقة انتقال مواطنه كيليان مبابي الى الريال لأنه هو من كان وراء اقناعه، وقد يكون له تأثير على كل الاستقدامات التي كان يفكر فيها زيدان الذي لم يكن قبل شهر يفكر في فسخ عقده، ما يفسح المجال أمام كل التكهنات بشأن مستقبله، خاصة وأن راتبه السنوي المقدر بثلاثة عشر مليون دولار سيكون هاجسا لليوفي أو أي فريق يريد انتدابه، لذلك قد يضطر الى قضاء سنة بيضاء قبل الاشراف على المنتخب الفرنسي بعد رحيل ديدييه ديشان، في وقت تتحدث مصادر إعلامية انكليزية عن إمكانية إشرافه على أرسنال أو توتنهام وخوض تجربة معقدة في نظر الكثير من المراقبين، بعيدا عن الأوساط التي تعود عليها في فرنسا واسبانيا وايطاليا حتى ولو أحدث المفاجأة وتوج بلقب الليغا في الجولة الأخيرة.
مدرب برشلونة رونالد كومان يعيش من جهته، وضعا أكثر تعقيدا من زيدان بسبب التسريبات التي تتحدث عن رحيله الأكيد مباشرة بعد مباراة السبت المقبل، وقناعة الرئيس بان المدرب الهولندي لن يكون بمقدوره اعادة هيبة البارسا المفقودة بسبب خياراته الخاطئة التي ضيعت على الفريق لقب الدوري ورسخت لدى إدارة الفريق وجماهيره فكرة التخلي عن كومان الذي طالب بأحقيته في الحصول على فرصة أخرى لموسم آخر على الأقل بسبب عوامل خارجية لم تخدمه، وهو الذي يبقى مرتبطا بمدى توفر البديل اللائق، خاصة بعد تجديد تشافي لعقده مع السد القطري، في انتظار معرفة نوايا الألمانيين يورغن كلوب وهانزي فليك الذي يغادر البايرن في نهاية الموسم.
حظوظ استمرار كومان مع البارسا تبقى ضئيلة، لكن إقالته بدون تدعيم الفريق وتجديد عقد ميسي لن يغير شيئا في البارسا الموسم المقبل، لذلك يفكر خوان لابورتا في الاستغناء عن بيكيه وبوسكيتس وغريزمان لتوفير الأموال من أجل اقتناء لاعبين آخرين في ظل الأزمة المالية الخانقة التي ستثقل كاهلها تجديد عقد ليونيل ميسي الذي سيكون أولى الأولويات في ظل منافسة قوية من ادارة باريس سان جيرمان التي تسعى للاستفادة من خدمات ميسي وراموس، حتى ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن مبابي لتوفير الموارد المالية التي تجنبها مخالفة قانون اللعب النظيف. لكن كل هذا قد يسقط لسبب بسيط هو أن ميسي لا يتحلى بنفس شجاعة رونالدو التي قادته من المان يونايتد إلى الريال ثم اليوفي، ولا يمكنه المغامرة برصيده وشعبيته ويغير الأجواء التي يعيشها في البارسا حتى ولو بلغ سن الثالثة والثلاثين، لأن الملاحظين يشبهونه بالسمكة التي لا يمكنها العيش بعيدا عن الماء.
لم يعد يفصلنا سوى أسبوع على أقصى تقدير لمعرفة النوايا والخطط، والتي تبقى مرتبطة ببعضها بعضا الى حد كبير، سواء تعلق الأمر بزيدان وكومان أو بميسي الذي سيكون رحيله الحدث الأبرز بدون منازع، يغطي على كل الانتقالات الصيفية المقررة، لأن الأمر يتعلق بميسي والبارسا.
حفيظ دراحي
إعلامي جزائري