لهاله زواتي .. هل تعرفي ماذا قال الكركية عن انقطاع الكهرباء ؟

اول ما سمعت امس عن خبر انقطاع الكهرباء اتصلت بالكرك من باب الاطمئنان و الحرص على السلامة ، و السؤال عن جوانب الاحتياط و الحذر .. 

ولا شعرت باي اهتمام بالخبر .. و كأن الطاريء اقل من عادي ، ولم يقع .. فماذا يعني انقطاع التيار الكهربائي .. الكوندشين ليس ضروريا ، و التلفزيون مغلق
 منذ سنيين واخر خبر كان سقوط بغداد .. و الراديو العتيق يشغل على بطاريات لسماع "القران الكريم و اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش .
و الكايزر ليس مهما .. طول عمرنا نتحمم بماء بارد و مثلج .. و الثلاجة تعوض في تبريد طبيعي من مياه البئر ، و الجرة و الزير ، و تبريد المياه الرطبة لحفظ الفواكهة و الخضروات في البئر ...ومن يوم ما عرفنا الكازير و الثلاجة صرنا نمرض و غزتنا امراض عجيبة و غريبة .

ماذا يعني ايضا انقطاع الكهرباء .. خوف اولياء الامور على مصير اولادهم التعليمي .. و الاولاد منذ شهور لم يصلوا المدارس ، و لا يملكوا لاب توب و
 لا الالواح الالكترونية للتعليم عن بعد ، وخطوط الانترنت مقطوعة و ان اشتغلت طاقتها التحملية لا تكفي لتصفح الفيسبوك .. و هذا جيل دثروا التعليم 
الحكومي من رؤوسهم ، و يتعلمون فن الحياة الفطري و الطبيعي . 

و الطفل اللي يمرض مش بحاجة يروح الى طبيب او عيادة مستشفى .. اذا سنه المه يقلعه في حبل او شاكوش ، و ان المته معدته يغلي شيخ و قاصون ، و ان ارتفع الضغط و احسس بصداع بغلي بابونج او بعمل حجامة و رقية شرعية . 

خبر انقطاع الكهرباء لو ان الحكومة حصرت التبليغ عنه في عمان فقط .. و ليس كل مناطق عمان كمان ، و الشق الغربي منها فقط .. الناس في الكرك صابرون ومرابطون و حرب رباطهم ضد الظلم و التهميش و النسيان .. و ما حسست به من اتصالي امس للسؤال عن الكهرباء كاف ليفصح عن حقيقة رسائل شعبية و اجتماعية كثيرة من الاطراف البعيدة مدفونة بالغضب و القلق والسخط و لا تطرق مسامع اهل المركز .. وما اثقل سمع اهل المركز ، ولا يريدوا ان يسمعوا الا ما يشاؤون او عندما يخافون .

فارس الحباشنة