ليث ماجد الحباشنة يكتب : تيرصور الكهرباء المجنح

كغيري من ملايين الاردنيين شهدت انقطاع الكهرباء عن جميع محافظات المملكة، وكغيري من الفضوليين صببت اهتمامي على متابعة المستجدات حول سبب الإنقطاع الذي ترك في عقلي خلال بضع ساعات أثناء إنقطاع الكهرباء ملايين التكهنات والخيالات والتحليلات التي لم تفارق اي منها المخاوف والمخاطر التي بدأت بفساد المجمدات في الثلاجة وانتهت بمخاوف بحجم وطن.

وفي خضم الانقطاع قد أوليت إهتماماً بتلك التسجيلات التي تناقلناها عفوياً عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والتي كان يطل علينا منها صاحب الظل الطويل برسالة تحذيرية تحثنا على تنزيل القواطع الرئيسية، وأخرى تبرر بصوت المسؤول المجهول سبب الانقطاع بمحاولات دمج مصطلحات بسيطة باللغة الانجليزية لإضفاء مزيد من الجدية عليها، وفي بحثٍ في دواخل عقل الأردني المواطن وجدت أنه وفي ظل غياب توضيح حكومي او رسمي مباشر للحالة العامة للبلاد، وفي ظل غياب تام للتنبيهات والتحذيرات الرسمية من انقطاع بهذا الحجم، بالاضافة لتعذر وجود اي معلومة في الفص الصدغي من الدماغ يحتوي على ذاكرة بحالات تعويض عن الاضرار الناجمة عن مثل هذه الحوادث، فما وجدت نفسي الا منطلقاً لإنزال القاطع وجالساً كبطل أنقذ أجهزة المنزل الالكترونية لكن بدون أدني فكرة عن توقيت إعادتة ذلك القاطع، وهنا بدأت ترد رسائل عقلانية تثير الشكوك حول الفكرة حتى بدت مضحكة الى حدٍ ما.

ما أثرى فضولي ورسم الضحكة على وجهي في يوم عمل وبذات الوقت دب الرعب في قلبي، هو توالي التبريرات الحكومية الرسمية للحادث، فتلك التي رمت عاتق التحقيق بالموضوع على شركة أجنبية ضاربة بعرض الحائط جميع الكفاءات الهندسية لدى الجهات الرسمية، وأخرى نسبت الحادث لدولة أخرى الى أن خرج تصريح رسمي من تلك الدولة ينفي علاقتها بحادث الانقطاع، وأما أحدثها عبث طائر كبير الحجم بشبكة الكهرباء أدى الى إنقطاع الكهرباء عن دولة تحتفل بمئويتها، وهنا لم أتمالك نفسي وبدأت الأسئلة تتسابق دون أجوبة، فأين دور المسؤسسات العامة؟ وما سبب الخلل الكهربائي الحقيقي؟ ومتى سيتم إحترام عقولنا؟ والاهم من هذا كله هل هناك قسم متخصص يحيك القصص والتبريرات الهزلية أم أنها بطولات فردية؟ ومن أين جاء طائر التيرصور الذي دمر شبكة كهرباء كاملة؟ وهل إربد مرتبطة بالعقبة على التوازي ام على التوالي؟