إسكان معاذ بن جبل بالغور: سكان يرحلون بسبب المياه العادمة

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي – تسبب غياب شبكة للصرف الصحي، وصغر حجم الحفر الامتصاصية في الإسكان الوظيفي في منطقة معاذ بن جبل بالغور الشمالي بترك موظفين لأماكن سكنهم، واستئجار منازل في مناطق قريبة جراء تكرار فيضان هذه الحفر.
وقال هؤلاء السكان إن فيضان المياه العادمة يتسبب لهم بالعديد من المشاكل البيئية والصحية، مطالبين الجهات المعنية بالأسراع في انشاء شبكة صرف صحي في المنطقة تفاديا للاضرار البيئية والحد من تزايد حوادث السقوط بالحفر الامتصاصية المنتشرة بشكل عشوائي بين المنازل.
وأكد محمد العلي، ان انتشار الحفر الامتصاصية بين المنازل وفي الطرق الواصلة للأحياء الأخرى، يشكل تهديدا لحياة المواطنين، وخصوصا الأطفال منهم، علاوة على تشكيلها مشكلة حقيقية للبيئة، جراء كونها تهيئ بيئة مناسبة لتكاثر وانتشار الحشرات الضارة.
واعتبر محمد الدبيس ان الحفر الامتصاصية "قنابل موقوتة” تنتشر بين منازل المواطنين، خصوصا في الوقت الحالي الذي يشهد فيه عدم التزام الطلبة بمدارسهم بسبب تداعيات الجائحة، فيما تحرمهم إجراءات الحظر من استخدام الملاعب والحدائق، لقضاء أوقات الفراغ.
وأضاف ان أغلب أطفال اللواء ليس لديهم وسائل إلكترونية تمكنهم من الحصول على حقهم التعليمي على منصة "درسك” التابعة لوزارة التربية والتعليم، بسبب انتشار الفقر والبطالة هناك، بين أرباب الأسر، لاسيما وأن هناك العشرات منهم فقدوا وظائفهم بسبب الإغلاقات المستمرة، التي تسببت بها جائحة كورونا.
وقال علي الخشان من منطقة إسكان معاذ بن جبل، إن الحفر الامتصاصية التى تم إنشاؤها منذ زمن بعيد، غير مناسبة حاليا بسبب التغيرات الاجتماعية وارتفاع عدد سكان المنطقة، مؤكدا ان ابقاء الحفر على هذا الحال يتسبب بانتشار الروائح الكريهة، خصوصا في فصل الصيف كونها تفتقر إلى الشروط الصحية المطلوبة.
وأشار إلى أن عمليات التخلص من المياه العادمة بواسطة الصهاريج تكبد السكان مبالغ باهظة، في ظل تدني مستوى دخل الأسرة في الأغوار.
وتبلغ أجرة صهريج النضح من 25 دينارا إلى 30 دينارا للنقلة الواحدة، ما يجعل أغلب السكان بالوقت الحالي، لا يستطيعون القيام بنضح الحفر الخاصة بمنازلهم جراء عدم قدرتهم المالية، مما يتسبب ذلك بتحولها إلى خطر كبير ومصيدة للسقوط فيها.
وبحسب دراسات أجريت بالمنطقة لجهات حكومية، فان الحفر الامتصاصية في مناطق الأغوار، تهدد سلامة المياه الجوفية وتشكل كارثة بيئية لوجود عدد كبير من الحفر بالقرب من الآبار التي تغذي المنطقة، والتي لا يتعدى عمقها 50 مترا.
وقال محمد البشتاوي، إن إنشاء شبكة للصرف الصحي في اللواء ستحسن من الوضع البيئي في المنطقة، مشيرا إلى أن بعض المواطنين يستخدمون وسائل جديدة تماشيا مع ظروفهم المعيشية، وهي براميل سعة 100 لتر، كبديل للحفر لعدم مقدرتهم على إنشائها وعدم قدرتهم على نضحها في حال انشائها.
في ذات الوقت أكدت المواطنة سناء التلاوي ان الظروف الاقتصادية لموظفي الإسكانات تحول من قدرتهم الاقتصادية على استئجار منازل أخرى، مؤكدة أنهم حصلوا على تلك الإسكانات لتكون مكانا يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، ولكن ما حصل ان أصبح الوضع لا يطاق بسبب فيضان الصرف الصحي بشكل مستمر.
وقال إن هذا الوضع يؤدي إلى انتشار الحشرات الزاحفة والطائرة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنتشرة بالمنطقة والتي تؤثر على الجهاز التنفسي، منوها إلى انهم قاموا برفع مذكرة للجهات المعنية لحل المشكلة أو العمل على إرسال صهاريج نضح إلى المنطقة مجانا تخفف من الأعباء الاقتصادية عن المواطنين الفقراء، ولكن دونما استجابة.
من جهته أكد مصدر في بلدية معاذ بن جبل، أن تكلفة إنشاء شبكة للصرف الصحي في اللواء تعتبر عائقا أمام تنفيذ المشروع، الذي تقدر تكلفته بأكثر من 6 ملايين دينار، مؤكدا أن هناك دراسات تؤكد أهمية إنشاء شبكة صرف صحي في المنطقة.
وأشار إلى أنه تم عرض الموضوع على الجهات المعنية، ولكن لغاية هذه اللحظة نتلقى وعودا سرعان ما تذهب ادراج الرياح دون تنفيذ أدنى منها.
ويضم لواء الغور الشمالي 3 بلديات رئيسية فيما يقدر عدد سكانه بأكثر من 130 ألف نسمة.
الغد