ارتفاع أثمان الأعلاف ينذر بزيادة أسعار اللحوم والحليب

احمد التميمي

إربد – تسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توفر المراعي ونقص مادة النخالة المدعومة من الصناعة والتجارة، إلى عزوف العديد من المزارعين في إربد عن تربية المواشي، وهو ما ينذر بارتفاع أسعار اللحوم والحليب.
وقال قدري العودات صاحب مزرعة لتربية المواشي، إن ارتفاع أسعار العلف بنسبة 45 % تسبب بخسائر فادحة للمزارعين خلال الشهرين الماضيين، مما تسبب بعزوف عدد كبير من المزارعين عن تربية المواشي.
وأشار العودات إلى أن سعر طن الذرة ارتفع من 230 دينارا إلى 360 دينارا والصويا من 380 دينارا إلى 530 دينارا والنخالة من 130 دينارا إلى 180 دينارا والقمح الأميركي من 300 دينار إلى 350 دينارا للطن.
ولفت إلى أنه وبالرغم من تلك الارتفاعات، فإن الأعلاف باتت غير متوفرة في الأسواق، مما أدى بالعديد من المزارعين إلى هجر مزارعهم، والبحث عن مهنة أخرى لوقف مزيد من الخسائر.
وقال إن الحليب وبالرغم من الارتفاعات الكبيرة التي حصلت في مدخلات الإنتاج، بقي يباع الكيلو منه بـ 40 قرشا، مما يتطلب من الحكومة تخفيض أسعار الأعلاف والسماح بمستوردين آخرين لتلك المواد بالاستيراد لمنع الاحتكار.
ولفت إلى أن خلطة الأعلاف المكونة من (الصويا والذرة والقمح ) كانت في السابق تكلف المزارع حوالي 270 دينارا للطن، والآن أصبحت تكلف المزارع 450 دينارا.
وأشار إلى أن المزرعة تحتاج إلى ما يقارب 3 مرات خلطة أعلاف شهريا بفارق سعر حوالي 500 دينار، مؤكدا أن هذه الارتفاعات تكبدها المزارع لوحده دون أن يعكسها على المستهلك نظرا لوجود فائض في إنتاج مادة الحليب في السوق وإغراق السوق بالحليب الصناعي.
وأكد العودات ان عدم توفر مراع للمواشي هذا العام، نظرا لنقص كميات الأمطار كما في السنوات الماضية، تسبب باعتماد المزارع على الأعلاف بنسبة كبيرة، حيث بات يباع "شوال التبن” بدينار ونصف الدينار بعدما كان يباع في السابق باقل من الدينار.
وأشار إلى أن مادة النخالة المدعومة من وزارة الصناعة والتجارة غير متوفرة في مركز الشمال، إذ كانت توفره الزراعة بمبلغ 70 دينارا، فيما يباع بالسعر الحر بـ 130 دينارا، مما تسبب بتكبد المزارعين خسائر إضافية لعدم توفر مادة النخالة بالسعر المدعوم.
وقال أحمد عبيدات، إن مادة الأعلاف في المحافظة شحيحة، فيما أسعار المراعي مرتفعة في حال توفرها والتي تضاعفت إلى 50 % عما كانت عنها في السابق، حيث كان يستأجر المزارع عشرات الدونمات من المراعي بأسعار رخيصة، إلا انه في هذا الموسم، ونظرا لعدم إقبال المزارعين على الزراعة حصل نقص في المراعي.
ولفت إلى أن سعر "شوال” التبن ارتفع من دينار ونصف الدينار إلى الدينارين، وهو لا يكفي لإطعام رأس من الأغنام في اليوم الواحد، مما كانه له الأثر الكبير في عزوف المزارعين عن تربية المواشي، وبيع ما لديه من مواش حتى لا يتكبد خسائر مالية في حال الاستمرار.
وأشار إلى أن عدم توفر مادة النخالة المدعومة من وزارة الصناعة والتجارة، تسبب بارتفاع التكاليف مع استمرار ثبات أسعار الحليب الذي يباع للمحال التجارية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الذرة والصويا لأسعار جنونية منذ بداية العام الحالي.
وطالب عبيدات الحكومة بفتح باب الاستيراد لأكثر من تاجر لاستيراد مادتي الصويا والذرة من الخارج.
وأكد محمد جرادات، ان الارتفاعات المتتالية على أسعار الأعلاف والإنتاج الحيواني، وعدم توفر المراعي تسبب بعزوف عدد كبير من المزارعين عن تربية المواشي، بالرغم من أهمية هذا القطاع في توفير مصدر غذائي مهم للمواطنين وتوفيره لمئات من فرص العمل.
ولفت إلى أن عزوف المزارعين عن تربية المواشي، سيتسبب بمشاكل مستقبلا ومنها ارتفاع أسعار الحليب على المواطنين وارتفاع أسعار اللحوم البلدية، مما يتطلب من الحكومة دعم هذا القطاع المهم.
بدوره، قال مدير مديرية الصناعة والتجارة في إربد المهندس رائد الخصاونة، إن مادة النخالة موجودة في المراكز لكن بكميات شحيحة، مشيرا إلى أن المديرية تعمل على توزيعها بشكل عادل لجميع المزارعين. ولفت إلى أن مادة النخالة متوفرة في المراكز الخاصة ولكنها تباع بأسعار غير مدعومة.
وأكد الخصاونة، ان الوزارة ستوفر الأعلاف المدعومة للمزارعين خلال الأسابيع المقبلة.
وفيما يتعلق بارتفاع أسعار مادتي الصويا والذرة التي تدخل في مادة الأعلاف، أكد مصدر في وزارة الزراعة ان ارتفاعها من بلد المنشأ، بسبب تداعيات جائحة كورونا وما رافقها من تخفيض الإنتاج في تلك الدول وارتفاع أسعار النقل، مؤكدا أن الأردن لا يصنع هاتين المادتين.
وأكد المصدر أن الوزارة مستمرة في دعم القطاع الحيواني وتوفير مادة الأعلاف بشكل مدعوم، مشيرا إلى أن موسم الجفاف الذي شهدته بعض المناطق في المملكة سيكون له تأثير كبير على المزارعين، لعدم توفر مراع لهم واعتمادهم بشكل كبير على الأعلاف في إطعام المواشي.

الغد