جرشيون: فرص العمل معلقة بانتظار إعادة المهرجانات
صابرين الطعيمات
جرش – يطالب جرشيون بإعادة إحياء المهرجانات الثقافية والتسويقية والفنية والسياحية في مدينة جرش، التي كانت تشهد اقامة عدة مهرجانات سنوية، توفر فرصا تسويقية وترويجية للمنتج الجرشي السياحي والغذائي والتراثي والتاريخي، لاسيما مع تحسن الحالة الوبائية في المملكة.
وأكد جرشيون أن المهرجات والمناسبات والفعاليات المختلفة، التي كانت تقام في مدينة جرش تعتبر بمثابة منصة تسويقية للمنتج الجرشي عبر مختلف دول العالم، وتوفير فرص عمل لأبناء القرى والبلدات بمختلف المشاريع، وخاصة مشروع المسارات السياحية التي وفرت فرص عمل لأبناء القرى والبلدات.
وأكدوا ان إعادة المهرجانات يساعد في إنعاش القطاع السياحي في مدينة جرش، وخاصة مهرجان جرش للثقافة والفنون ومهرجان اللبنة ومهرجان العنب، ومهرجان المونة ومهرجان جراسيا وغيرها من المهرجانات، التي تساهم في تسويق المنتج الجرشي الحرفي والمهني والغذائي والخدمي، وفق رئيس جمعية الحرفيين صلاح العياصرة.
وقال العياصرة، إن المهرجانات والمناسبات كانت تقام في مدينة جرش على مدار العام، نظرا لطبيعة المحافظة الجغرافية والمناخية وقربها من كل محافظات المملكة.
وأضاف أن مهرجانات جرش كان يزورها يوميا الآلاف من المتسوقين من كل دول العالم، وكانت تروج من خلالهم إلى العالم وتساهم في تطوير وتحديث المنتج الجرشي، الذي توقف عن الإنتاج منذ بداية الجائحة.
وأكد رؤساء الجمعيات الخيرية والعديد من الفاعليات الشعبية، أن مهرجانات جرش كانت متنفسا حيويا ونشيطا للتسويق لمدينة جرش الأثرية سياحيا وغذائيا وفنيا وتاريخيا، مشيرين إلى أنها كانت حيوية وفاعلة في توفير فرص عمل وتسويق المنتج الجرشي.
بدورها قالت يسرية العياصرة وهي رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية في جرش، إن عضوات الجمعية كانت تشارك بشكل نشط في كافة المهرجانات، التي كانت تقام في مدينة جرش، وهي متعددة.
وتضيف أن هذه المهرجانات كانت نافذة تسويقية حيوية، ومواقع للتشبيك بين المنتجين والتجار، خاصة وأنها كانت مستمرة على مدار العام وفي مختلف المواسم الإنتاجية، تعمل على تسويق المنتج الجرشي بامتياز في كافة دول العالم.
وأضاف محمود الحراحشة وهو أحد رؤساء الجمعيات التعاونية في جرش ورئيس اتحاد الجمعيات في جرش، ان وقف المهرجانات تسبب في توقف تسويق منتجات العديد من الأسر المنتجة، لاسيما وأن العديد من المنتوجات التراثية من الألبسة والمنسوجات والملابس التراثية لا تسوق إلا في السوق الحرفي في المدينة الأثرية أو في المهرجانات.
وأوضح ان إعادة تفعيل المهرجانات ضمن شروط الصحة والسلامة العامة، يساهم في إحياء الحرف والمهن التراثية التي يتوارثها الجرشيون منذ مئات الأعوام، مؤكدا ضرورة الحفاظ عليها من الإندثار أو التعثر، خاصة وأنها تحمل تاريخا وطابعا جرشيا أثريا قديما.
بدورها، قالت السيدة المنتجة دارين نوفل، إن نسبة المبيعات من منتوجاتها للعناية بالبشرة والشعر والتي تصنعها في معمل صغير في منزلها بالشراكة مع بعض الجارات انخفضت بنسبة كبيرة جدا، لاسيما وأنها كانت تعتمد على المهرجانات وورش العمل والمناسبات الثقافية في جرش في تسويق منتجها.
وأكدت انها حاليا لا تسوق سوى بضع المنتوجات في الحي السكني، الذي تقطن فيه، مشيرة إلى ان حركة التسويق متوقفة تماما منذ بدء الجائحة ووقف المهرجانات.
وطالبت بإعادة إحياء مهرجانات جرش لإعادة إحياء الحرف والمهن الجرشية والمساعدة على الترويج لها وتسويق المنتج الجرشي كما كان سابقا.
إلى ذلك أكد مصدر مطلع في سياحة جرش، أن قرار إعادة المهرجانات إلى مدينة جرش يعتمد على قرار يصدر من مركز إدارة الأزمات، حرصا على صحة وسلامة المواطنين، مشيرا إلى انه في حال تم إعادة المهرجانات سيتم التعامل مع كل فعالية ضمن البروتوكول الطبي المعمول به عالميا.
إلى ذلك ، قال الدكتور يوسف زريقات وهو عضو مجلس محافظة جرش وخبير سياحي، إن مدينة جرش كانت تتميز بمهرجاناتها، التي كانت تقام في أروقة المدينة الأثرية، مشيرا إلى أن وجود المدينة الأثرية فيها أكسبها أهمية خاصة لمهرجاناتها المتنوعة والتي كان كل مهرجان فيها يحمل طابعا ثقافيا وفكريا وتاريخيا يختلف عن الآخر.
وأضاف أن الزوار كانوا يقصدون المهرجانات ويقصدون زيارة المدينة الأثرية وعدة مواقع أثرية موجودة في جرش، لقربها من العاصمة وموقعها بالنسبة للمحافظات الأخرى، واعتدال مناخها على مدار العام، مشيرا إلى أن الحركة السياحية النشطة في جرش سبب نجاح المهرجانات فيها وتميزها عن باقي المحافظات.
ويعتقد زريقات، أن هذه المهرجانات ومنها مهرجانات عالمية كانت توفر فرص عمل لأبناء المحافظة، من خلال تقديم حرفهم ومنتوجاتهم ومشغولاتهم ومواهبهم وتسوقها على مستوى العالم، مشيرا إلى أن توقفها يعني بالضرورة توقف عمل العديد من الأسر المنتجة وحرمانها من مصادر دخلها، وخاصة المهن التراثية الموروثة من مئات السنين.
ويناشد زريقات بضرورة إعادة إحياء المهرجانات الجرشية ولو بشكل جزئي ومحدود، حتى تشجع السيدات والحرفيين والمهنيين على الاستمرار في الإنتاج، وتعويض جزء من خسائرهم من جائحة كورونا، وتغطية تكاليف العمل للحفاظ على مهنهم وحرفهم وإحياء السياحة الداخلية في مدينة جرش.