كيف تخطط أمريكا لحل القضية الفلسطينية وماهي أسرار المقاربات الثلاث التي تسعى لتنفيذها وما قصة دمج "حماس" سياسياً ..؟؟
خاص / حسن صفيره
*قرائة مستفيضة لثلاث مقاربات أمريكية في أربع سنوات للوصل لحل الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي بمشاركة عدد من الدول والهيئات الدولية
_________________
تطورات كبيرة حدثت في الفكر السياسي الأمريكي خلال الاربع سنوات الماضية اتجاه الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي وأخذت هذه المتغيرات طابع السرية تارة والتسريب الاعلامي بقصد جس نبض القوى الشعبية والمؤثرة تارة أخرى وان هذه المقاربات تمحورت في ثلاث أوجه الا انها تحمل نفس الرؤية المستقبلية للتعامل مع هذا الصراع الذي لا يشغل الولايات المتحدة واداراتها فقط بل يتعدى ذلك الى دول أوروبا وبريطانيا والعالمين العربي والإسلامي خصوصا بعد الانتهاء من معركة "سيف القدس" والتي انعكست نتائجها السلبية على الجميع وأولها إسرائيل كما أن هذه السياسة تشير للخطوات الأمريكية بممارسة عملية لاداراتها المتعاقبة سواء كانت من الجمهوريين ام الديمقراطيين إلى أن هذه المقاربات أصبحت تشكل القاعدة ألاساسية للانطالق في التعامل مع الصراع الاسرافلسطيني .
وكان المركز الأمريكي بالتعاون مع معهد بروكينجز قد اصدر
المقاربة الاولى : في عام 2018 وحملت عنوان "انهاء أزمة غزة، مقاربة أمريكية جديدة" وقد شارك في تاليفها وتقديمها كتصور أمريكي لحل الصراع "هادي عمر" نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الاسرائيلية والفلسطينية وارتكزت على أساسيات منها توحيد الفصائل الفلسطينية ودمج حماس في نظام سياسي واشتراك عدد من الدول في العمليات التفاوضية والحلول النهائية كالاردن ومصر ودول الخليج والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة.
وفي ديسمبر 2020 وتحديدا بعد فوز الديموقراطي بايدن في الانتخابات الرئاسية، تم تقديم المقاربتان الثانية والثالثة :
المقاربة الثانية : تمثلت بمقاربة مجموعة الازمات الدولية بالاشتراك مع مشروع الشرق الاوسط الامريكي بعنوان "ثالث ركائز لنهج أمريكي جديد للسالم في إسرائيل وفلسطين" وقد حملت عناوين متشابهة مع قواعد المقاربة الاولى بالاضافة الى حتمية العودة للمفاوضات والاستقرار الأمني في غزة وفتح أفق تنميتها ومساعدة الاهالي فيها اقتصاديا وانسانيا كما تم وضع بند لإعادة التفاوض بموضوع القدس كم انه تم الاشتراط بعدم الاقتتال وسيادة السلام بين جميع الأطراف
المقاربة الثالثة : جائت من مركز الامن الامريكي الجديد بالاشتراك مع منتدى السياسة الاسرائيلية ومعهد بروكينجز بعنوان (استراتيجية أمريكية جديدة للصراع اإلسرائيلي الفلسطين) وحملت هذه المقاربة الرؤيا المستقبلية للتعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومنها التركيز على توحيد القيادة الفلسطينية وإعادة الدمج السياسي والمادي بين غزة والضفة الغربية ، والابتعاد عن الفصل الدائم للمنطقتين، كما وان دمج حماس في النظام السياسي هو مرتكز مهم لتعزيز حل الدولتين مع وقف تفرد واشنطن وتصدرها عملية السلام والحث على تفعيل واشراك أطراف مؤثرة أخرى عربية ودولية وهيئات ومنظمات عالمية.
واشتملت هذه المقاربة على تحقيق الأمن والاستقرار في غزة ايضا، وفتح أفق مد الجسور للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية والعودة للدبلوماسية، وانعاش المفاوضات والتغيير في النهج والاسلوب مع التأكيد على أن موضوع القدس بخضوع مفصلها للتفاوض، وإعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية وتوفير الدعم المادي واللوجستي من قبل الدول المشاركة في العمليات المتدرجة للوصول إلى سلام دائم ومتفق عليه من كافة الأطراف بما فيها الإسرائيلي والفلسطيني الموحد خلف قيادة ممثلة لكافة الاطياف سواء في غزة ام في الضفة الغربية.
ومن الملاحظ بقوة ان الإدارة الامريكية ماضية إلى تفعيل وتطبيق التوصيات الصادرة في المقاربات الثالثة ومنها العمل تمويل الانروا وتقديم كافة أشكال المساعدات للسلطة الفلسطينية مع فتح القنصلية األمريكية في القدس الشرقية، وتنظيم واعادة العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية والتي صابها الحمود والانكماش مؤخر بوجود الجمهوري ترامب كرئيسا للولايات المتحدة الامريكية وبسبب عدم اعتراف الجانب الامريكي بحماس فقد اوكلت واشنطن إلى مصر مهمة مصر بكل الجهود لاستئناف مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لتحقيق تهدئة طويلة المدى، وتعمل في ذات الاطار لتشكيل حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس على نطاق تمثيلي ملزم للخطوات المستقبلية لعملية السلام المتوخى بين الطرفين وهذا سيشكل الخطوات الاولى وجزءا من مهما في استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة.
ان المقاربات الأمريكية الثلاث وان تشابهت في معطيتها وبنودها ولكنها بالتأكيد تختلف في جهورها وتطبيقها وجديتها وفقا لنوعية الإدارة الأمريكية الحاكمة و "كاريزمة" الرئيس المعاصر الا انه يبدو للمتابع ومن خلال المعطيات فان عزم الولايات المتحدة لأنهاء الصراع أصبح ظاهر للعيان مع تعنت واضح للساسة في إسرائيل خصوصا اليمين المتطرف والذي يقوده "نتنياهو" وبعض الاحزاب الموجودة هناك وتحمل شعار اللاحرب واللاسلم مع وجود تشرذم ملموس في اقطاب الجانب الفلسطيني والمتناحر اصلا منذ ما يزيد على ١٦ عاما نتيجة تعنت السلطة الفلسطينية وعدم مقدرتها على استيعاب الفصائل الاخرى كحماس والجهاد الإسلامي وحتى المعارضين لسياسة الرئيس والذين تم فصلهم وابعادهم وشيطنتهم والتشهير بهم وهذا كله ليس في صالح الوحدة التي تعطي قوة لأي عملية تفاوضية محتملة.