العلاقات الأردنية الإماراتية .. دور أبوي بالمنطقة العربية وأخوتّهما شكّلت قلب ورئة فلسطين ..

خاص: حسن صفيره

 لم يكن تاريخ الثالث من شهر كانون الأول عام 1971، يوما عاديا في تاريخ المنطقة العربية والعالم، وقد كان الأردن من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات وجرى ذلك في اليوم التالي من إعلان الاتحاد، حيث قررت الحكومة الأردنية الاعتراف بدولة الإمارات بتاريخ 3 ديسمبر 1971.

منذها، تشابكت اواصر الأخوة والمحبة والفخار بين قيادة البلدين، التي أسس لها الراحلين المغفور لهما باذنه تعالى الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ووفاءً لما أسسه المغفور لهما من علاقات ضاربة في القِدم من عمر الدولتين، دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، سار الأبناء من القادة على خطى والديهما، لتثمر العلاقة التاريخية تلك، نموذجا عربيا أسس بدوره للقيام بدور الراعي الأبوي للمنطقة العربية ككل، والخليجية العربية على وجه الخصوص.

العلاقات الإماراتية الأردنية عنوان أصيل لمعالم الدول المتحضرة ، حيث نشطت خلال العقود الماضية حالة تمتين وتأصيل لشكل العلاقة بين البلدين، حيث التعاون والتنسيق والتشارك بمناحي عديدة لتطور البلدين، بعنوان عريض لافت يحتكم الى الأخوة والمصير الواحد والتاريخ الواحد رغما عن اتساع هوة الجغرافيا، حيث امتد هذا الشكل ليشمل الشعبين الشقيقين، الأمر الذي أدى إلى أن تستمر هذه العلاقات وتتطور بشكل سريع وفق الرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراهما، واستمر على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والملك عبدالله الثاني بن الحسين.

وترجمت هذه العلاقات في بداية نشأة دولة الامارات بافتتاح سفارة دولة الإمارات في عمّان عام 1973، ليكون الدكتور الشيخ فيصل بن خالد القاسمي سفيراً معتمداً لدى الأردن، وليصبح اثرها وجود دولة الأمارات جزءا حقيقيا وفاعلا كشقيق وداعم في قلب العاصمة عمان.

وشكلت العلاقات السياسية بين البلدين جدارا حاسما لدعم قضية العرب قضية فلسطين، فعلى الرغم من التفاوت المقرون بالمواقف السياسية بين الدول العربية باتجاه القضية الفلسطينية، بقيت دولة الإمارات على موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فكما كان ولا يزال الأردن رئة فلسطين، حرصت دولة الإمارات على أن تكون قلب فلسطين النابض بهموم شعبنا، تقف الى جوار شقيقها الاردني لإمداد الشعب الفلسطيني بسبل الحياة من اقامة مدن سكينية وتخصيص رواتب وعلاج جرحى العدوان الآثم على شعب غزة لأكثر من مرة .

وعكست الزيارة الأخيرة للملك عبدالله الثاني في يناير 2021 حرص القيادة في الدولتين على التعاون والتشاور المستمرين حول التطورات الإقليمية والعالمية وركزت الزيارة على دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الصراعات والأزمات فيها، ومن خلال الحوار والطرق السياسية بما يعود بالخير والنماء على شعوبها.

وأطلقت دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام وتشمل مجالات التعاون تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.

ومع بداية مسيرة قطاع التعليم في الإمارات لعب الأردن دوراً مشرقاً في دعم هذه الرحلة، من خلال إرسال المعلمين المؤهلين، كما أن التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية يصب في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.

وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي ساهمت في تعزيز وتوطيد العلاقات وارتفاع حجم التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات في البلدين.

وعلى المستوى الشخصي لقيادة البلدين، يحرص الملك عبدالله الثاني بن الحسين والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  ، على ديمومة أصالة العلاقة التاريخية التي اسس لها الهاشميون وال نهيان، لتظل هذه العلاقة عناونا بارزا في تاريخ المنطقة المعاصر، ولتظل التشاركية على المستوى الأخوي والسياسي صمام أمان لمستقبل البلدين والمنطقة، توجّها وجود ما لا يقل عن مائتي ألف أردني يعملون تحت سماء دولة الامارات في مختلف المجالات، الامر الذي يؤكد ان دولة الامارات جزءا لا يتجزء من كيان الاردنيين وحاضرهم .