حسن صفيره يكتب .. "ما هكذا تورد الإبل" يا اسامة ...

الشريط الاخباري : حسن صفيره
المشهد الأردني الداخلي أصبح اكثر تعقيدا وتعنتاً وككرة الثلج بتدحرجها وازدياد حجمها مع كل يوم وساعة تمر على الخلاف والاختلاف ما بين مجلس النواب ممثل بادارته ورئاسته وأمانته العامة مع النائب أسامة العجارمة وبات الاثنان كمن صعدوا إلى أعلى الشجرة ولا يملكون الإرادة في النزول إلى الأرض والتنازل كل للآخر ولعل النشاط الذي يقوم به بعض النواب المخضرمين سيكون محكوم عليه بالفشل نظراً لازدياد الفجوة بين الفرقاء ووجود تدخلات "مفتنة" ترى أن من صالحها الابقاء على الوضع على ما هو عليه الآن بل وصب الزيت على النار بكثرة ليزداد اللهيب والسعير اكثر فأكثر.

قبل أن نبحث بالحلول المطروحة لرأب الصدع واحتواء المشكلة يجب أن ننظر إلى أسباب وقوع الحادثة وما نتج عنها من نتائج سلبية ابتداءا بالتنمر الواضح على الدولة واجهزتها وليس انتهاءا بالمحاولات المستمرة  للاحتماء بالعشيرة وبالعشائر وباستخدام الخطابة التي تحرك المشاعر وكان اللعب ايضا على عواطف الشعب الأردني المنحاز بالكامل للشعب الفلسطيني وحقوقه وجعل من مسيرة التأييد يوم قطع الكهرباء شماعة لتعليق ما حصل عليها فـ "ما هكذا تورد الإبل" يا ابن العشيرة الأردنية الأصيلة ناهيك عن زُلم معارضة الخارج الذين وجدوا في هذا الصدام فرصة لبث سمومهم وفكرهم وطموحهم بزعزعة الأمن وإشاعة الفوضى وعلى جانب متصل كان هنالك ظهور للعبثيين والذي يقال ان بعضهم هو من عمل على بناء بيوت الشعر واحضر المقاعد وأجهزة الصوت لتوسيع دائرة الخلاف وتعميق الجراح وقد حاول البعض منهم الاصطدام برجال الأمن العام وقوات الدرك.

مع ما آلت اليه الاحداث والتحركات النيابية والجاهات والوساطات لدى الأطراف نجد ان مجلس النواب وان تم أقناعه بالغاء قرار التجميد بحق النائب فأنه سيفقد هيبته وكيانه وقراره وسيصبح عرضة للاستهزاء والتندر بعد لحس قراره السابق وعلى الجانب الآخر فان مصادرنا تقول ان النائب أسامة العجارمة يرفض رفضا قاطعا العودة لصفوف المجلس حتى وان اتخذ قرار بذلك وبهذا يكون الطرفان قد اوصلا الأردن لعنق الزجاجة التي من الصعوبة الخروج منها دون ضحايا ومع واقع الحال هذا فان الأصوات بدأت تعلو باتجاه حل هذا المجلس الذي كان بالأصل ان يكون واحة من الديموقراطية في التعبير والدفاع عن حقوق المواطنين دون قمع من رئيس المجلس المأخوذ عنه صفة (الضعف) على عكس سابقيه ولعل الخطأ الذي وقع فيه النائب أسامة أيضا يعتبر مرفوض رفضا قاطعا ومهما كانت الأسباب والمسببات.

المعادلة ليست صعبة ولا هي بحاجة لكل هذا التثوير والتأليب الشعبي وعلى مجلس النواب ان يُبقي على قراره بوقف النائب لمدة عام ليس من باب ان القرار صحيح بل من ناحية حفظ ماء الوجه وهذا ما حصل في السابق مع النائب قصي الدميسي الذي تم توقيفه لمدة عام وفصل زميله طلال الشريف من المجلس نتيجة إطلاق العيارات النارية ووقتها لم نشاهد هذه الاحتجاجات والتثويرات بل مضى الأمر بكل سهولة ويسر واحترم الجميع القرار ونقول هنا للنائب أسامة العجارمة بيدك وحدك الحل وبنسبة ٩٠٪ وعليك الانصياع لقرار زملائك دون اثارة البلبلة وفتح الطريق والأرض الخصبة للجمهور القليل الذين يريدون في الأردن شراً فأنت ابن الوطن ومن جنوده وحماته ولا نحسبك الا مانعا للفتنة وباقيا على الأردن شامخا عزيزا قويا وان شعرت بالظلم فهناك القنوات الرسمية والمحاكم النظامية فلك الحق ان تلجأ اليها وكلنا معك.