“مربو الأبقار”: القطاع يواجه ضربة قاصمة

عبدالله الربيحات

عمان- عادت قضية مربي الابقار من جديد لتتصدر المشهد الزراعي بعد ارتفاع أسعار الاعلاف بنسبة 100 %، عدا عن رخص استيراد الابقار التي منحتها وزارة الزراعة لشركتين خاصتين قبل شهور، الامر الذي أثار احتجاج مربي الابقار آنذاك وتشكلت لجنة تحقيق نيابية.
واكد هؤلاء لـ”الغد” ان ارتفاع أسعار الاعلاف "يشكل خطرا على القطاع، ويحتاج لتدخل حكومي ونيابي لإنقاذه من ارتفاع اسعار الاعلاف التي أثرت على سعر الحليب، وارتفاع تكاليف الانتاج”، فيما قال وزير الزراعة خالد حنيفات ان "أسعار الاعلاف مرتفعة عالميا ولا تستطيع الوزارة وقف هذا الارتفاع العالمي”، مشيرا الى ان الوزارة تدعم الاعلاف التي تستهلكها الاغنام والخراف، لكن اعلاف الدواجن والأبقار غير مدعومة.
وأشار هؤلاء الى أن "ارتفاع اسعار الاعلاف عالميا يتراوح بين 30 – 40 % ولكن احتكار بعض التجار لمادتي الذرة والصويا ادى إلى ارتفاعها إلى 100 % مع غياب رقابة وزارة الصناعة والتجارة والتموين”.
وأوضحوا أن سعر الطن من "النخالة” يصل اليوم الى 210 دنانير، "بسبب تقصير الحكومة في توفير هذه المادة بعد تعهد بتوفيرها بكميات كافية”، مشيرين كذلك الى مسؤولية وزارة الزراعة عن منح رخص لاستيرادها وتوفيرها، لكن شح هذه المادة أخيرا
رفع سعرها من 160 دينارا للطن إلى 210 دنانير.
وطالب رئيس جمعية ائتلاف مزارعي الابقار ليث الحاج الحكومة ممثلة بوزارتي الزراعة والصناعة بـ”التدخل لإنقاذ قطاع الابقار الحلوب من الانهيار بسبب تداعيات ارتفاع أسعار الاعلاف على قطاع الابقار واحتكار بعض التجار لهذه المادة”.
وأشار الحاج إلى مسلسل رفع الأسعار، حيث ارتفعت أسعار الذرة من 250 دينارا الى 320 والصويا من 450 الى 470 دينارا والنخالة من 160 الى 210 دنانير.
وبين أن كلفة لتر الحليب الواحد ارتفعت من 45 الى 47 قرشا ويباع اليوم للمصانع بـ43 قرشا، اي بخسارة 5 قروش للتر، وسط عزوف المصانع عن أخذ الكميات المنتجة ما دفع العديد من مربي الأبقار الى إتلاف الحليب الطازج بسبب عزوف مصانع الالبان والاجبان عن شرائه.
الناطق باسم مربي وأصحاب مزارع الأبقار، مروان صوالحة بين ان اسعار الاعلاف "شهدت ارتفاعا خلال الفترة الماضية بلغت نحو 50 %، ما يعرض من جديد قطاع مربي الابقار لضربة قاسية بعد قرار الوزارة إعطاء رخص لاستيراد الأبقار موخرا”، مشيرا الى ان احتكار الذرة والصويا من قبل تجارها ادى إلى ارتفاعها 100 %”.
واكد ان إنتاج الحليب يغطي حاجة السوق المحلية، ويتوافر في الأردن نحو 60 ألف رأس من الأبقار الحلوب "البكاكير” تنتج حليبا بمقدار 300 ألف طن سنويا وبمعدل 900 طن يوميا، فيما يبلغ سعر الكيلو الواحد من الحليب نحو 44 قرشا.
وتوجد في المملكة نحو 256 مزرعة قائمة ومرخصة توفر الحليب لنحو 80 مصنعا، ونحو 500 معمل تقوم بتسييل مشتقات الحليب لمنتجات استهلاكية من أجبان وباقي مشتقات الألبان.
واضاف ان هذا القطاع استطاع خلال جائحة كورونا توفير مادة الحليب بشكل دائم للاسواق المحلية، مؤكدا ان مربي الابقار ينتظرون وزارة الزراعة لوضع استراتيجيات للنهوض بهذا القطاع الوطني من حيث دعمه وتطويره وليس القضاء عليه.
من جهته، قال رئيس جمعية منتجي الحليب الطازج علي غباين إن حجم الاستثمار في قطاع ابقار الحلوب يقدر بنحو 500 مليون دينار ويعتاش منه ما يزيد على 70 ألف أسرة، فضلا عن أنه يحقق اكتفاء ذات في الحليب ومشتقاته من ألبان واجبان وغيرها.
واضاف صوالحة، ان القطاع يتلقى منذ بداية هذا العام القطاع صفعة تلو الاخرى، مطالبا الجهات المعنية بتحديد اسعار الاعلاف وضبطها وتوفيرها وتشديد الرقابة على التجار لعدم احتكار الأعلاف ووقف استيراد الابقار الحلوب.
وكان مربو أبقار ومنتجو حليب طازج نفذوا اكثر من مرة اعتصاما أمام وزارة الزراعة احتجاجا على قرار وزير الزراعة خالد الحنيفات، فتح باب استيراد الابقار.
الغد