الصيف.. الفصل الأعلى بجرائم السرقات والمشاجرات
طلال غنيمات
عمان- أكد مختصون أن جرائم السرقات والمشاجرات، والتي تمس الاخلاق والآداب العامة؛ الاكثر ارتكابا في فصل الصيف الذي بدأ أمس ليمتد الى 3 أشهر، ويشهد اكتظاظا، بخاصة مع عودة المغتربين واستقبال السياح والحركة التجارية، وزيادة المناسبات الاجتماعية.
وأشار مختصون في حديثهم، إلى زيادة عدد الجرائم صيفا، مقارنة بفصول السنة الأخرى، إذ تتحول المشاجرات الى جرائم قتل، لتغدو الأبرز حدوثاً خلال الفصل، الذي يشهد احتكاكا كبيرا بين الناس، بخاصة مع عودة قطاعات اقتصادية الى طبيعتها وتخفيض ساعات الحظر.
أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي قال إن الجرائم الواقعة على الأموال تكثر في الأردن، وتشكل
66 % من مجمل الجرائم، وتكثر صيفا لأن الظروف مجتمعة، تكون مناسبة، جراء خروج الناس من بيوتهم، فيتعرضوا لجرائم المال كالسرقات بانواعها المختلفة.
وأضاف الخزاعي، تليها الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة، كالاغتصاب والخطف وهتك العرض والبغاء والزنا والإجهاض، والجرائم التي تشكل خطر على السلامة العامة، كإطلاق الأعيرة النارية، التي تنتشر جراء زيادة المناسبات والحفلات الصيفية.
الخبير الأمني بشير الدعجة قال "كما نعلم، تختلف طبيعة الحياة الاجتماعية صيفا عنها شتاء، فتكثر حركة المواطنين في الصيف حتى ساعات متأخرة ليلا، كذلك التنقل بين مناطق المملكة وأحيائها، ومقدم المغتربين، والسياح.
واضاف الدعجة، انه ونتيجة للحركة الدائمة على مدار الساعة تقريبا، لا بد من حدوث إشكاليات بين المواطنين، اذ تكثر نسبة الجريمة وأعدادها، بخاصة جرائم الإيذاء المتنوعة، والمشاجرات وإقلاق الراحة العامة، والسكر المقرون بالشغب.
وأضاف إن "كثرة نسبة جرائم السرقات، تأتي في ظل استغلال اللصوص لفترات غياب أصحاب المنازل عن منازلهم لساعات طويلة”.
وبين انه ينتشر أيضا خلال الصيف، تعاطي المخدرات، بخاصة الصناعية والتي تكثر بين صفوف الشباب، ونتيجة لحركة المواطنين والسياح والمغتربين، اذ ترتفع نسبة حوادث المرور والمشاجرات المرورية بين السائقين.
وأكد الدعجة "انتشار جرائم نشل الحقائب من السيدات نتيجة ازدحام الأسواق، والخروج للمتنزهات المكتظة، لكن هذه الجريمة انخفضت بشكل كبير في الأعوام الأخيرة نتيجة تشديد العقوبات على مرتكبيها.
المحامي عبدالحليم فايز، قال ان بعض الجرائم التي لا ترتبط بالفصول، مثل جرائم القتل التي تقع في الأردن، إما نتيجة ثأر أو خلافات آنية، أو مع سبق الإصرار والترصد، نتيجة عوامل عدة، منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، فهذه الجريمة ليس لها وقت معين تكثر فيه، فهي تقع خلال العام، لكن أعدادها قليلة جدا صيفا أو شتاء، كما ان نسبة اكتشافها من جهاز الامن العام 100 %”.
وأكد أن تعامل أجهزة الأمن العام مع الجريمة صيفا يختلف عنه شتاء، فتوضع خطة شاملة للتعامل مع جرائم الصيف، وكذلك خطة مرورية للتعامل مع الازدحامات المرورية، فتنشط دوريات الأمن العام بكثافة لحماية المواطنين وممتلكاتهم، ومنع ارتكاب الجريمة قبل وقوعها.
ودعا المواطنين إلى عدم ترك المنازل فارغة من أصحابها، اذ يجب أن يكون شخص موجود في البيت، والتأكد من إحكام المنافذ بخاصة أبواب المطابخ، وعدم ترك أي مبالغ نقدية أو أوراق مهمة أثناء الخروج، وترك إضاءة في المنزل، وحديثا نتمنى تزويد البيوت بنظام الكاميرات، وذلك لأنه يرعب اللصوص.
كما دعا للتقيد بالقواعد المرورية، لتلافي وقوع الحوادث، بخاصة على الطرق الخارجية، لأنه تنتج عنه إصابات بالأرواح وأضرار مادية، بالإضافة الى قلة الاحتكاك والابتعاد عن الاماكن المكتظة، التي يكثر فيها الشباب، لتجنب إزعاج وإقلاق الراحة العامة، والحاق الضرر بالمحال والمركبات والمواطنين أنفسهم.