حكومة لابيد.. لا تغيير تجاه الفلسطينيين
زايد الدخيل
عمان- بعد 4 انتخابات برلمانية غير حاسمة جرت على مدار عامين في اسرائيل، ينتهي اليوم تفويض مدته 28 يوما حصل عليه زعيم المعارضة يائير لابيد لتشكيل حكومة جديدة، واصبح من شبه المؤكد أنه على وشك تشكيل ائتلاف سينهي حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاما، في وقت لا يتوقع فيه محللون اردنيون ان تحمل هذه الحكومة اتجاهات جديدة بخص الفلسطينين.
وارجعت تقارير اعلامية فرص لابيد في النجاح إلى حد كبير للسياسي اليميني المتطرف نفتالي بينيت، الذي يستحوذ حزبه "يمينا” على 6 مقاعد في الكنيسيت.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بالجامعة الأردنية محمد مصالحة، بلا شك بعد العدوان الاخير على غزة وحرب الصواريخ، فان النخبة الاسرائيلية قد تغيرت، ولم يعد هناك مستقبل لنتنياهو وللخط اليميني الذي تبناه على مدى 20 عاما.
ويضيف "على اسرائيل ان تستوعب الدروس المستفادة، وهي تستخدم كامل قوتها (العدوان على غزة) بانها امام خيارين، الاول ان تعود من خلال النخبة الجديدة التي تضم عدة ائتلافات الى خط الليكود المتطرف، والخيار الثاني ان تعود الى صوابها باستيعاب الدرس عبر التعامل مباشرة مع الملف الفلسطيني الاصلي الذي مضى عليه اكثر من 73 عاما دون حل.
واشار مصالحة الى ان قضية التسكين او التهدئة الدائمة والمستمرة في غزة، لا تعني ان الامور ستستقر، وان الوضع سيكون حلا دائما، موضحا ان الحل الدائم ان تلبي اسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني.
واضاف "يجب على اسرائيل ان تستوعب انها خلقت وحدة بين ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى فلسطيني الداخل 48 والشتات، لهذا اصبح حقيقة ان هنالك خطرا كبيرا على مستقبلها، وما تدعيه من أمن مع وجود مثل هذا التحول في الوحدة الفلسطينية”.
ويأمل مصالحة ان يوحد الفلسطينيون صفوفهم ويتوافقوا على خط الحل السياسي، مبينا ان القوة استخدمت وكانت مكملة للعمل السياسي، وبالتالي لا بد من خريطة طريق، يستطيعون عبرها التعامل مع الملف الفلسطيني، وفقا للاعتبارات الدولية والاقيمية والقرارات الدولية في هذة المرحلة.
ويعتقد مصالحة بان ذهاب نتنياهو وخط الليكود المتطرف، فرصة سانحة من اجل تسوية سياسية للقضية الفلسطينية.
المحلل السياسي زيد النوايسة يقول "من شبه المؤكد أن التحالف المتشكل بين لابيد زعيم حزب الوسط والمليونير الاسرائيلي وتلميذ بنيامين نتنياهو نفتالي بينت زعيم الحزب اليميني المتشدد (يمينا) في مراحله الأخيرة، وسينهي مسيرة بنيامين نتنياهو السياسية والتي استمرت اثنتي عشر عاماً متواصلة”.
واضاف "من المبكر الحكم على تغيير استراتيجي في سياسية أي حكومة جديدة للاحتلال، في حال انجاز الحكومة الائتلافية الجديدة (حكومة التغيير) والمتوقع أن تحسم اليوم، في حال التوافق بين جميع الأطراف، بالرغم من ان نتنياهو ما يزال يراهن حتى اللحظة الأخيرة على فشل الاتفاق.
واضاف "من غير المتوقع حدوث مفاجآت في مواقف الحكومة المتوقعة في ظل شراكة نفتالي- بينت، وهو نسخة لا تقل تشددا عن نتنياهو، بينما شريكة في الائتلاف يائير لبيد المتوقع أن يترأس الحكومة، يعرف أنه قادم من عالم الصحافة والاعلام؛ اذ بدأ حياته في صحيفتي "معاريف” و”يديعوت احرنوت”، ولاحقا احترف تقديم البرامج التلفزيونية، وسبق أن أظهر مواقف تدعو للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ودعى لتقليل الدعم الموجه للاستيطان في الضفة الغربية، والمح لتأييده العودة لحل الدولتين دون أن يتبنى ذلك في حملته الانتخابية، ولكنه داعم قوي لسياسة نتنياهو ضد ايران وحزب الله وحماس.
وأشار النوايسة الى ان سياسة أي حكومة للاحتلال، محكومة بمواقف عابرة للحكومات، وهي نتاج قرار مركزي عميق تتدخل فيه المؤسسة الأمنية والعسكرية والحكومة، بما تحوي من أحزاب وقوى.
من جهته يؤكد رياض الصرايرة أن تغيير وجوه الحكومات الإسرائيلية، لا يؤثر على تناولها للملف الفلسطيني، مشيرا الى أن هناك عدة سيناريوهات تتعلق بخروج نتنياهو، إلا أن الحديث عن تأثير اليمين الإسرائيلي ما يزال أحد أهم الملفات التي تناولها الفلسطينيون، ومدى مساهمته في تغيير السياسية الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.
واوضح الصرايرة، ان زعيم حزب "يمينا” اليميني الإسرائيلي، نفتالي بينيت، منافس رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، قال في تصريحات نشرت الاحد الماضي، إنه يوجه رسالته إلى المعسكر القومي، بأن حكومته في حال تشكيلها ستكون حكومة يمين أكثر من الحكومة الحالية، ما يؤكد تشابه توجهات بينيت ونتنياهو حيال الملف الفلسطيني.
واشار الى ان بينيت يحلم بضم معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة، ومؤيد بشده للمستوطنات اليهودية، ويؤكد إن إقامة دولة فلسطينية سيكون انتحارا لإسرائيل، عازيا ذلك لأسباب أمنية.
وفي حال أخفق زعيم المعارضة لابيد في إعلان تشكيل حكومة بحلول اليوم، فسيصبح إجراء انتخابات للمرة الخامسة أمرا مرجحا، وهو احتمال قال بينيت إنه يريد أن يتجنبه.
الغد