الكرك: سكان بلا مياه منذ 3 أسابيع

هشال العضايلة

الكرك – تصاعدت شكاوى مواطنين في العديد من مناطق محافظة الكرك خلال الأيام الأخيرة بنقص المياه عن منازلهم وانقطاعها لفترات طويلة تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع في بعض المناطق، ناهيك عن ضعف التزويد الدائم على مختلف الخطوط.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه فاعليات شعبية بالمحافظة، إلى إيجاد حلول سريعة للمشكلة من خلال ربط المحافظة بشبكة مياه الديسي الواصلة إلى العاصمة عمان، وإعادة تأهيل وتشغيل آبار اللجون المتوقفة.
وأكد سكان أن ضعف المياه الذي كان يشهده تزويد المواطنين سابقا كان لا يذكر مع الحالة الصعبة التي يعيشونها حاليا مع انقطاع التزويد للبلدات والقرى، وخصوصا الأحياء البعيدة عن مراكز الضخ لأكثر من ثلاثة أسابيع، ما يؤدي إلى تعقيد حياتهم مع نقص المياه في ظروف يصعب فيها شراء المياه من خلال الصهاريج بأثمان مرتفعة للمناطق البعيدة عن مراكز الآبار الخاصة.
ويؤكد سكان في مناطق الربة ومؤتة وقرى وبلدات شمال الكرك، بان تزويد المياه انقطع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد أن كانت المياه تصل ضعيفة في التزويد في موعد ضخ المياه، ضمن نظام توزيع الدور للمناطق والبلدات بالمحافظة.
وكان وزير المياه والري محمد النجار، أكد في تصريحات صحفية قبل شهر "وجود عجز قدره 20 مليون متر مكعب في مياه الشرب مقارنة بالعام الماضي، أما العجز الكلي هو 40 مليون متر مكعب”، لافتا إلى أن "في عمان هناك عجز بحدود 25 مليونا، وفي إربد 8 ملايين، وفي الكرك 3.6 مليون، فيما باقي المحافظات الأخرى لديها قيم عجز بسيطة جدا”.
وأشار النجار إلى أن سد الوحدة يحتوي 24 مليون متر مكعب حاليا، ويتسع لـ 110 ملايين متر مكعب، أما سد الموجب فسعته 29 مليون متر مكعب، ويحتوي الآن على 9 ملايين متر مكعب، أما سد الوالة فسعته 8 ملايين متر مكعب وهو ممتلئ الآن.
وقال رئيس مجلس محافظة الكرك صايل المجالي، الأزمة القادمة والمؤذية للمواطنين في محافظة الكرك هي أزمة المياه ونقصها، لافتا إلى أن الحلول بين يدي وزارة المياه، من خلال فتح الآبار الاحتياطية في منطقة اللجون شرقي المحافظة، إضافة إلى جر المياه من خلال ربط شبكة مياه الكرك مع شبكة مياه الديسي الواصل إلى العاصمة، وخصوصا أنه جاهز وبحاجة إلى إجراءات فنية بسيطة فقط.
وأكد رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية بالكرك خالد الضمور، بان هناك مشكلة حقيقية تمس حياة المواطنين بمختلف مناطق المحافظة بسبب نقص وانقطاع المياه، دون أن يكون هناك أي بحث للمشكلة والعمل على حلها.
ولفت إلى انقطاع المياه عن سكان حي النزازة الواقع بين بلدتي الربة والقصر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، رغم الشكاوى العديدة للجهات المختصة بالكرك في سلطة المياه والمحافظة دون جدوى، لافتا إلى أن المواطنين يعانون من نقص وانقطاع المياه عن مناطق في حين أن هناك ضعفا في تزويد المياه منذ بداية موسم الصيف الحالي، في الوقت الذي يتحدث مسؤولو الأجهزة الرسمية عن توفر كميات كافية من المياه بمحافظة الكرك.
وبين الضمور، ان مشكلة انقطاع المياه بالمحافظة وعطش المواطنين ليست بالقضية السهلة ولا يجب السكوت عليها، وخصوصا من الأجهزة الرسمية والشعبية بالمحافظة، مشيرا إلى أن هناك أزمة حقيقية قادمة بمحافظة الكرك وعلى الأجهزة الرسمية عدم دفن رأسها بالرمال، وعدم البحث عن حلول للمشكلة التي تسبب معاناة للمواطنين، والذين هم غير قادرين على شراء المياه من الصهاريج الخاصة وبأثمان مرتفعة.
وطالب الجهات الرسمية بدفع أثمان المياه للمناطق التي لا تصلها المياه، مشددا على أن هناك حلولا من قبيل ربط شبكة مياه الكرك بشبكة الديسي المارة بالمحافظة في منطقة القطرانة وقريبا من آبار السلطاني للسيطرة على مشكلة المياه نهائيا.
وقال المحامي عبدالله زريقات من سكان بلدة الربة، إن الحي الغربي بالبلدة يعاني منذ أكثر من شهر من انقطاع المياه نهائيا وعدم وصول المياه للمنطقة حيث يعاني المواطنين بشدة، وخصوصا مع قيام بعض المواطنين بوضع مضخات لإيصالها إلى خزانات منازلهم، في حين أن وصولها في بعض الأحيان يكون معدوما لبعض المواطنين، ولا تتمكن من الوصول إلى الخزانات على أسطح المنازل.
وشدد زريقات، على أن المواطنين يعانون من ضعف المياه، بحيث تحدث حالة طوارئ بالمنزل في موعد توزيع المياه، لافتا إلى أن المياه تصل إلى المنازل بشكل متقطع منذ فترة طويلة، ما يضطرهم إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة وأحيانا لا تكون صالحة للشرب وطالب الأجهزة الرسمية في سلطة المياه بالعمل على وضع حد لضعف ضخ المياه إلى منازل المواطنين.
كما يشكو سكان الأحياء الشرقية في بلدة مؤتة جنوبي المحافظة من نقص المياه وانقطاعها مجددا لفترة طويلة، مؤكدين أن غالبية السكان لم تصلهم المياه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ما يضطرهم إلى شراء المياه من الصهاريج الخاصة بأسعار ليست في قدرتهم دائما.
وقال المواطن والناشط الاجتماعي خليل الشرفاء من سكان مدينة الكرك، بان المياه بالمحافظة أصبحت قضية حساسة لانها مست بشدة كل المواطنين بالمحافظة، وأصبحت مدار حديث الناس كلهم بالمحافظة، لانهم يعانون معاناة شديدة من النقص الحاصل في توزيع المياه، لافتا إلى أن هناك ضرورة لبحث القضية بأعلى المستويات لانها أصبحت ملحة وعاجلة وتمس حياة المواطنين.
وكان وزير المياه التقى نواب محافظة الكرك بمجلس النواب نهاية الشهر الماضي، وبحثوا معه مشكلة نقص وضعف المياه بالمحافظة.
وأكد الوزير النجار للنواب أن الوزارة قامت بإرسال حفارتين إلى منطقتي آبار محي والغوير للمباشرة بحفر الآبار لرفدها بالمياه اللازمة، لافتا إلى أنه وبخصوص تحديث البنية التحتية لشبكات المياه الحالية، فإن الوزارة طرحت عطاء تصميم وإشراف لتجديد شبكة المياه في لواء فقوع بكلفة 8 ملايين دولار، حيث سيباشر العمل به مطلع العام المقبل. وبين الوزير النجار أن الوزارة وضعت خطة لتزويد المحافظة بمياه إضافية وخلال ستة أشهر، سيتم سحبها من حوض الديسي، فضلا عن الخزانات التي ستقوم الوزارة ببنائها في لواء فقوع لمعالجة النقص الموجود في اللواء.
من جهته لم يستجب مدير مياه الكرك المهندس صدام الحروب لاتصالات "الغد” للحصول على تصريح بخصوص شكاوى واقتراحات المواطنين.
الغد