لعبه مكشوفة
بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجة
ما يجري الآن من تجييش للشارع الأردني وتأليب المواطنيين على الأجهزة الأمنية وتشويه صورتها ووصفها بالقمعية أثر حادثة اعتصام المعلمين ما هي الا لعبة خبيثة هدفها اخراج بعض الأشخاص وتبرأتهم من هذه الورطة كما تخرج الشعرة من العجين والزج بالأجهزة الأمنية( بوز مدفع).. واصفةً اياها بأنها هي من أشعلت فتيل الحادثة وأزمت الموقف جراء ضعف قيادتها وعدم قدرتها على إدارة المشهد الاعتصامي بالطرق الحضارية والدبلوماسية الأمنية التي عُرفت عنها أجهزتنا الأمنية بتفوقها في تجاوز الكثير من الحوادث والمشكلات التي تفوق اعتصام المعلمين اهدافاً وتخطيطاً وكثافةً بشرية...
اجزم ان هنالك مخطط شمولي (لتلبيس) ما حدث للأجهزة الأمنية يساعد هذا المخطط أقلام مأجورة ونشطاء فيسبوكيين وتويتريين و وبعض القنوات التلفزيونية المغمورة التي تبحث عن الشهرة وإيجاد موطيء قدم لها او بوق ينعق على أثير البث الإعلامي ولو على حساب الوطن وأجهزتنا الامنية...
جميع المواطنيين يعلموا ان أجهزتنا الأمنية هي الذراع التنفيذي الأمني للحكومة ... ولا تقدم على التعامل مع الاعتصامات والمظاهرات والحراك الشعبي وغيرها من المظاهر المشابهة الا بقرار سيادي من المرجع المختص في الحكومة... كون الأجهزة الامنية لا تنفرد بهذا القرار الا بعد أخذ الضوء الأخضر من المرجعية المعنية.. و المرجع المختص لا يتخذ قراره في كيفية التعامل مع مظهر من المظاهر السابقة الا بعد دراسة وتحليل متروي تستعرض فيه سلبيات وايجابيات الاجراء والنتائج المتوقعة والأخطار الناتجة عند تطبيق الإجراء وكيفية التعامل مع الاخطار والافرزات الناجمة عن هذا الإجراء وأساليب وطرق السيطرة عليها...
ان التجييش الإعلامي من البعض هي محاولة ركوب موجة الاعتصام ومن ثم قيادته لأهداف غير الهدف الذي اعتصم من أجله المعلميين... فالحذر الحذر من خفافيش الليل واستغلال الاعتصام لغايات سياسية وعقيدة تتبناها بعض الجهات المشبوهة لتحقيق اهدافها الخبيثة والتي تسعى إليها منذ عقود ولم تفلح حتى اللحظة بفضل قوة أجهزتنا الامنية...
المعلمون عليهم بناء سياج من حديد حول انفسهم وعدم السماح لهؤلاء من استغلال اعتصامهم وحرفه لاحقا محذراً من سير بعض المعلمين الذين قد يغرر بهم في فلكهم او تجييش الشارع خلفهم بحجة الدفاع عن حقوق المعلمين وبالتالي جر البلاد إلى المجهول..
الأجهزة الأمنية هدفها ضبط الشارع وتأمينه تأميناً تاماً من اية مظاهر سلبية وحركات مشبوهةً تزعزع أمن الوطن وتمس اموال وممتلكات المواطنيين لذلك فهي تنظر إلى كافة المواطنيين اياً كان موقعهم على ثرى الوطن اخواناً وجيراناً واصدقاءً يقدموا ارواحهم لحمايتهم من اي مكروه... واذا ما اخطأ احدهم او ثلةً منهم فتحاول الأجهزة الأمنية اعادته إلى سرب الوطن وان يغرد داخله لا خارجه وان اصر على التغريد خارج سرب الوطن تتخذ بحقه الإجراءات التي منحها لهم القانون لاعادته إلى رشده والحد من خطورته...
اطالب الأقلام الماجورة المشبوهة التي شنت حملة عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي ان تعيد حساباتها فهي.... فلعبتها واسخاصها واهدافها مكشوفة للجميع... فالوطن اهم من اي شخص تخاذل في اداء واجبه...
والوطن اعز من اي مكاسب شخصية ... والوطن أغلى من اي حركات سياسية خبيثة تتصيد اي حراك او اعتصام بريء او مطالبة مشروعة لعل وعسى أن تحقق من خلالها اهدافها...
المواطن الأردني واعٍ ومثقف ويفرق بين الغث والسمين... ويعلم جيداً ماهو دور الأجهزة الأمنية عند وقوع حادثة او مشكلة او مطالبات جماهيرية... ويثق باي إجراء تتخذه فهو يعتز ويفتخر بهذه الاجهزة لانه يعلم أن اجراءاتها ليست عبثية وارتجالية او تخبطية....
فالمواطن لن يُجر إلى ساحة حلبة مشبوهة يعرف مسبقاً نتائجها الوخيمة على الوطن وعليه نفسه...
اخيراً على الأشخاص المختبئين خلف عباءة الأجهزة الأمنية والمتوارين عن الانظار خوفاً من مواجهة المعلمين والشارع الأردني... عليهم الظهور وتحمل مسؤوليات وظيفتهم... فاظهروا وبانوا عليكم الآمان... وللحديث بقية.