صفقة القرن. ..بين الرفض والفرض ؟ !
د . فوزي علي السمهوري
لقد مثل قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في كانون اول 2017 الخطوة العملية الأولى بانصياع الرئاسة الامريكية إلى رؤية مجرم الحرب نتنياهو بفرض سياسة الامر الواقع تلك السياسة التي تشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وللشرعة الدولية ولاتفاقيات جنيف ولجميع القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الاساس وعلى رأسها الحق بتقرير المصير مما حكم على مشروعه المسمى صفقة القرن الفشل بامتياز.
قوبل قرار ترامب المنحاز لصالح إسرائيل بقيادتها العنصرية المتطرفة بقرار حكيم وشجاع للقيادة الفلسطينية برفض مؤامرة صفقة القرن التي سماها الرئيس الحكيم محمود عباس بصفعة القرن كونها تمثل مخططا خبيثا لتصفية القضية الفلسطينية وتقويض آمال وأهداف المشروع الوطني الفلسطيني بإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
لم يدرك ترامب وإدارته بحكم جهلهم بجذور وتاريخ الصراع العربي الفلسطيني مع الكيان الصهيوني منذ وعد بلفور لزرع كيان عدواني دخيل بقلب الوطن العربي " فلسطين " والشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي وعلى إمتداد ما يزيد عن قرن وهو يناضل بكافة الوسائل المتاحة من أجل التحرر والحرية والكرامة والعدالة والاستقلال من نير الإحتلال الغاشم وإعلان دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
هكذا تتجلى إرادة الشعب العربي الفلسطيني بنضاله المستمر "بالرغم من كافة المؤامرات بادوات إقليمية" حتى دحر الإحتلال الصهيوني الإرهابي.
إذن نحن في صراع أمام ارادتين :
الأولى : إرادة إستعمارية.
الثانية : إرادة الحرية ومناهضة الإستعمار.
الإرادة الاستعمارية : ---
هذه الإرادة تمثلها التحالف غير المسبوق بين رمز الإرهاب والتطرف والعنصرية والعنجهية نتنياهو والرئيس ترامب والتي تهدف إلى :
• ترسيخ مبدأ إعلاء قيم استخدام القوة بديلا عن قيم الحق وسموه أساس إفشاء السلم والأمن الدوليين.
• الإنقلاب على مبادئ وميثاق الأمم المتحدة وعدها وقراراتها.
• انتزاع إعتراف فلسطيني بخطوات سياسة فرض الأمر الواقع التي تعني شرعية وادامة الاحتلال التي تقوض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة تمهيدا لانتزاع إعتراف عربي وإسلامي ودولي .
هذه الإرادة الاستعمارية التي تعكسها ما تسمى صفقة القرن.
إرادة الحرية ومناهضة الإستعمار : ---
هذه الإرادة التي يتحلى ويتمتع بها الشعب الفلسطيني ايمانا وممارسة كيف لا وهو يخوض صراعا داميا باسم أحرار العالم شعوبا ودولا من أجل حقه بالحرية والاستقلال والعيش في دولته على أرض وطنه التاريخي أسوة بباقي شعوب العالم كما يخوض معركة تصفية الاستعمار احتراما وتنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذه الإرادة التي تجسدها القيادة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أبو مازن والتفاف شعبي فلسطيني وعربي وعالمي ترفض الإستسلام والخنوع للمخططات الاستعمارية التي تحمل حاليا عنوان صفقة القرن.
الإرادة الاستعمارية الأولى مرفوضة ومعزولة على الصعيد الدولي وما قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تلت قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وما تلاها من قرارات لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إلا أبلغ دليل على عزلة مخطط الثنائي ترامب نتنياهو .
أما الإرادة الثانية إرادة الحرية ومناهضة الإستعمار فهي تمثل الضمير العالمي الحر وما الدعم السياسي الرسمي والعلني(القمم العربية والإسلامية والافريقية والدولية ) للاستراتيجية الفلسطينية التي عرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن والجمعية العامة إلا تعبيرا وتأكيدا عن رفض أسلوب الفرض الذي ينهجه الرئيس ترامب خدمة لمجرم الحرب نتنياهو وزمرته كما أنه يعبر عن رفض سياسة الإنقلاب على الشرعة الدولية وميثاق الأمم المتحدة .
الشعب الفلسطيني يتطلع ويهيب بجميع الدول التي تؤمن بعدالة قضيته وحقه بإقامة دولته المستقلة تنفيذا للقرارات الدولية وخاصة قرار الجمعية العامة رقم 273 الانتقال بدعمه من الإطار السياسي النظري إلى الإطار العملي وعنوان ذلك مقاطعة الكيان الصهيوني لرفضه تنفيذ القرارات الدولية وإمعانه بارتكاب جرائم ترقى لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية كما تعني دعم الشعب الفلسطيني عبر مؤسساته الرسمية والشرعية سياسيا واقتصاديا وتمكينه من الصمود أمام القيادة اليمينية المتطرفة للكيان الصهيوني المدعوم من إدارة ترامب كما تعني العمل على تنفيذ الجزء الثاني من قرار التقسيم 181.
إذن الرفض الفلسطيني لمؤامرة صفقة القرن ورفض فرضها يتطلب حشد القوى لعزل إسرائيل وفرض العقوبات السياسية والاقتصادية وغيرها حتى تذعن بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة إثر عدوان حزيران عام 1967كمقدمة على طريق تنفيذ جميع القرارات الدولية ذات الصلة ......
بناءا على ما تقدم فالرفض الفلسطيني الاستراتيجي لصفعة القرن تشير بل تؤكد على استحالة النجاح بفرضها على الشعب الفلسطيني وقيادته القابضة على ثوابته الوطنية أو بمحاولة انتزاع إعتراف عربي أو دولي أو الوصول للتعامل مع مخرجاتاتها بحكم الأمر الواقع مهما بلغت الضغوطات الأمريكية بادواتها الإقليمية.
آن الأوان لصوت الحق أن يعلو على صوت الظلم والاضطهاد والعدوان......وإلا. ......؟ ؟ !