قائد جيش الاحتلال يعترف ويُقر ..
دعا رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، المؤسسةَ العسكرية إلى أن تكون متواضعة بشأن التأثير الرادع الذي أحدثته عملية "حارس الأسوار” على المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال كوخافي إن أهداف العدوان كانت عالية الجودة وحجمها أكبر بثلاث مرات مما استُهدف في العمليات العسكرية السابقة. وأضاف في سياق كلمة ألقاها خلال يوم دراسي لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الـ15 لهيئة الأركان العامة أمنون ليبكين- شاحك، أقيم في كلية عسكرية في تل أبيب، أن الإنجازات التكتيكية التي حققتها هذه العملية لا تؤدي بالضرورة إلى هدوء طويل الأمد، ولا تعني أن حركة حماس لن تشنّ مرة أخرى هجمات ضد إسرائيل في وقت قريب.
وقال كوخافي إن على المؤسسة العسكرية أن تكون متواضعة بشأن التأثير الرادع الذي أحدثته هذه العملية، مشيراً إلى أن حرب حزيران/ يونيو 1967 كانت انتصاراً واضحاً وحاسماً، ومع ذلك اندلعت بعد وقت قصير منها حرب الاستنزاف.
وعلى خلفية الانتقادات الواسعة حول فشل العدوان على غزة، واستغراق إسرائيل في البحث عن صورة انتصار لم تظفر بها، شدد كوخافي على أن الهدف من عملية "حارس الأسوار” العسكرية لم يكن الإطاحة بحركة حماس الحاكمة في غزة، لكن تحقيق درجة من الردع ضدها وضد حركة الجهاد الإسلامي باعتبارهما أقوى فصيلين مسلحين في القطاع، وإعاقة قدرتهما على شنّ حرب في المستقبل بصورة كبيرة.
وتابع كوخافي محاولا الإقناع بتحقيق مكاسب في الحرب: "حرمناهما من امتلاك قدرات هائلة في مجال إنتاج الصواريخ والقذائف وغيرها من الأسلحة. وعملنا على تحييد القدرات الجوفية وهو أمر وضعتا فيه مخزوناً لمدة 15 سنة، وسيتعين عليهما التفكير في كيفية المضي قدماً، ودمرنا بشكل شبه كامل القدرات الجوية والبحرية التي كانت لديهما، وقتلنا ناشطين منهما، بمن فيهم قادة كبار، وأحبطنا معظم الهجمات التي حاولتا تنفيذها”. وأشار كوخافي إلى أن إسرائيل بحاجة إلى تطوير سياسات واضحة فيما يتعلق بقطاع غزة و”حماس” من أجل تحقيق انتصار استراتيجي على هذه الحركة.
وأقرّ كوخافي بأن الجيش فشل في منع حماس والجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال فترة العملية العسكرية التي استمرت 11 يوماً، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أنه تم اعتراض معظم الصواريخ من جانب منظومة "القبة الحديدية” بنسبة نجاح بلغت نحو 90%.
القدس العربي