كرتونة البيض..خط أحمر
محمد سلامة
كرتونة البيض يمكن توفيرها في المنزل الواحد خلال أسبوع وأقل، من خلال اقتناء دجاجتين وديك،لكن ما لا يمكن فهمه أن يصل راتب الموظف الشهري العسكري في لبنان إلى سعر كرتونة البيض، وأن هذه القصة تكررت في العراق قبيل غزوه في 2003م،حيث كان راتب العسكري شهريا بسعر كرتونة بيض غير مسلوقة لأنه بعد السلق يزيد السعر..فيا ترى هل باتت كرتونة البيض خطا أحمر للانتقال إلى خطة «ب» مثلا؟!.
بداية..يجب أن نتذكر أن سعر الدينار العراقي بأيام عزه كان يساوي دولارين ويشري بركس دجاج مع بيضه،ونتيجة للعقوبات الدولية الممتدة من 1990م وحتى 2003م،وعندما صار سعر المليون دينار عراقي تساوي دولار وأقل ولا تشتري بهما كرتونة بيض ،وراتب الموظف أقل من مليون دينار ،أي يساوي بأحسن الأحوال سعر كرتونة بيض غير مسلوقة، إنتقلت واشنطن وحليفتها لندن إلى الخطة «ب» في التنفيذ لاسقاط النظام والدولة وكلنا يعرف باقي القصة..لكن السؤال أليوم هل عندما يصل راتب الموظف في لبنان إلى ما يساوي سعر كرتونة بيض مسلوقة أو أقل..هل هذا خط أحمر يجب الانتقال بعدها إلى الخطة «ب»؟!.
انهيار العملة اللبنانية رافقه شلل في مرافق الدولة كلها، فالرئيس حسان دياب (يرأس حكومة تصريف أعمال)وجه نداء استغاثة لاغاثة بلاده دون جواب، وقبل يومين وجه قائد الجيش جوزيف عون صرخة استغاثة لإنقاذ المؤسسة العسكرية من الانهيار..هذا كله يأتي بعد أن أصبح راتب الموظف العسكري يساوي سعر كرتونة بيض غير مسلوقة..فهل هذا بلوغ الخط الأحمر وتهيئة الجميع إلى الانتقال إلى الخطة «ب» ؟!.
لا ننسى أن انهيار الليرة اللبنانية تم دون وجود عقوبات أمريكية ولا يماثل انهيار الليرة السورية الذي سببه العقوبات الأمريكية القصوى، لكن ما زال راتب الموظف السوري أفضل قياسا، ولا ننسى أن المليون اتومان إيراني تساوي أقل من دولار واحد لكن راتب الموظف يتراوح ما بين (50__100)دولار شهريا واللافت أن الدولتين إيران وسوريا تخضعان لعقوبات قصوى غربية ومستهدفتان بالخنق الاقتصادي وبلوغ راتب الموظف فيهما سعر كرتونة بيض وأقل، فيما لبنان بلا عقوبات معلنة والسؤال هنا..ما السر في ذلك؟!.
السر يكمن في وجود لوبيات وكيلة للاستعمار الأمريكي الجديد وجارة السوء إسرائيل التي تريد سرقة ثروات لبنان في البحر المتوسط، وتضغط مع واشنطن والغرب لاجبار الحكومة اللبنانية على تقديم تنازلات في مفاوضات الناقورة لصالح قبول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، فقد حاولت فرنسا التدخل ومنعت..واليوم أصبح الحديث علنا في السوشال ميديا وغيره أن راتب الموظف اللبناني شهريا يساوي سعر كرتونة بيض..فهل هذا هو الخط الأحمر للانتقال إلى الخطة «ب»؟!.
الأيام القادمات وحدها كفيلة بالإجابة!.