نصرالله لا ينصح باسيل بقبول ما يقبل به حزب الله

بعد انتظار لأيام، أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي استعان به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كصديق لحل العقدة الحكومية، وخصوصاً تسمية الوزيرين المسيحيين.

وشكر نصرالله باسيل على ثقته ومحبته، وقال "بدأنا تلبية هذه الدعوة ونمدّ يد المساعدة وندافع عن حقوق كل لبناني، وقدّمنا أفكاراً جديدة والهدف هو الوصول الى مكان يرضي الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري حتى إذا توافقا أمكن تشكيل الحكومة.

واستغرب نصرالله الحملة التي شُنّـت على رئيس التيار من قبل بعض القوى المسيحية، قائلا "سمعنا الكثير من التكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية وهي دليل على أنهم لا يسمعون واذا سمعوا لا يعقلون واذا عقلوا ينكرون”، نافياً أن يكون باسيل استخدم كلمة "تفويض” وليس في طلبه تسليم أمر، ومن الطبيعي أن يستعين صديق بصديق وقت الشدّة ونحن سبقنا الى الاستعانة بصديق هو الرئيس نبيه بري”.

ولم ينصح أمين عام حزب الله باسيل بقبول ما يقبل هو به، معتبرا أن "لحزب الله موقعه وأولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبله الآخرون من أغلب القوى”.

وغمز نصرالله من قناة ما تردّد عن محاولة الإيقاع بين الثنائي الشيعي فقال "الوزير باسيل أذكى من أن يفكّر بهذه المحاولة لأنه يدرك طبيعة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل”.

ونفى نصرالله ما يشيعه بعض مناصري التيار العوني عن وقوف الحزب على الحياد في موضوع تأليف الحكومة، فشرح أنه "ردّ على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأكد أن رئيس الجمهورية شريك في تأليف الحكومة، فهل هذا الموقف يعني أننا على الحياد”، لكنه اضاف "في موضوع الثلث المعطّل موقفنا كان أننا نتفهّم أن ترفض أطراف أن يكون لجهة واحدة ثلث معطّل وهذا حق”.

وطمأن أمين عام حزب الله باسيل بعدم وجود رغبة شيعية بالمثالثة، ورأى "أن اصل قصة الثلاث ثمانات في الحكومة تشبيه خاطىء”، مستهجناً "إصرار البعض على تحميل المسؤولية لإيران وحزب الله بعدم تشكيل الحكومة في انتظار مفاوضات فيينا النووية أو المحادثات السعودية الإيرانية”.

وبعد انتقاد طوابير الذلّ أمام محطات المحروقات، رفض قطع الطرقات التي تسبّب طوابير ذلّ مماثلة، وأشار إلى "أننا ذاهبون إلى شدّ الأحزمة، والبلد ذاهب إلى رفع الدعم تلقائياً من دون قرار لا من حكومة تصريف الأعمال ولا من الحكومة إذا شُكّلت لأن مصرف لبنان سيقول لا مال لديه”. وختم بالتشديد "على وأد الفتنة ورفض السجالات مع أي طرف سواء تيار المستقبل أو القوات اللبنانية”.

وسبق إطلالة نصرالله بيان صادر عن التيار الوطني الحر في ظل ما يتردّد عن "سوء تفاهم” بينه وبين حزب الله، كشف عن لقاء تنسيقي عقده مسؤولو الإعلام في التيار والحزب في ميرنا الشالوحي بحضور مديري الأخبار في الوسائل الإعلامية والمسؤولين عن ملفات التواصل الاجتماعي لدى الطرفين، وتمّ البحث بحسب البيان "في سبل تعزيز التنسيق والتعاون الإعلامي في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل كمّ الإشاعات التي تطاول العلاقة بين ثنائي تفاهم مار مخايل، وهي إشاعات مغرضة ومعروفة الأهداف”.

واتفق الطرفان وفق البيان على "استكمال التواصل ودورية اللقاءات والاجتماعات الثنائية، التي تنعقد كذلك على مستوى باقي اللجان والقطاعات التنفيذية”، وشدّدا على "ضرورة التزام المحازبين والمؤيدين على وسائل التواصل الاجتماعي أعلى معايير الانضباط والتحلّي بروحية التفاهم والعلاقة الوطيدة بين الطرفين”.

تزامناً، حضر الملف اللبناني بين وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة جان إيف لودريان وأنتوني بلينكن في باريس. وقال لودريان "قرّرنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسبّبون بالأزمة”، مؤكداً "وجوب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم”.

اما بلينكن فأوضح أنه ناقش مع لودريان الأزمة في لبنان، وقال "إن الشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية. ونبحث عن قيادة حقيقة في لبنان لمساعدته”، مضيفا "فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين”.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أعطى الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المالية غازي وزني بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلاً من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استناداً للمادة 91 من قانون النقد والتسليف”. وعلّل دياب موافقته في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "انطلاقاً من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيداً لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، وفي سياق المساهمة بتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي ستساعد في ضبط عملية شراء الدولار الأمريكي في السوق الموازية وفقاً لما ورد في كتاب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، وبهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، خصوصاً وأننا على أبواب موسم صيفي سيسمح بزيادة قيمة العملات الصعبة التي ستأتي إلى لبنان مع قدوم المغتربين والسيّاح، مع ما يترتّب على ذلك من نتائج إيجابية”.
القدس العربي