مختارات الشاعر حكمت النوايسة "على ضَوء نَجمة"
عمّان-
ضمن سلسلة "مختارات العائدون الإبداعية"، التي تُصدرها دار العائدون للنشر والتوزيع، صدر منذ أيّام كتاب مختارات الشاعر الأردنيّ حكمت النوايسة، وحمل الكتاب عنوان "على ضَوء نَجمة"، مشتملًا على قصائد من دواوينه الخمسة: عزف على أوتار خارجيّة، الصّعود إلى مؤتة، شجر الأربعين، كأنّني السّراب، وأغنية ضدّ الحرب. وجاء في 182 صفحة.
على الغلاف الأخير للكتاب نقرأ مقطعًا من قصيدة للشاعر بعنوان "مرآةُ نرسيس" منه:
خارجَ النّصّ أيُّها الشّعراءُ
نسَلَتْني من السّماءِ سماءُ
أرشف الغيمَ لستُ أخشى الثّريّا
فهي أمّي وجدّتي الجَوزاءُ
والغزالاتُ تقطف الحبّ شعري
وشعوري شعورُه الأنواءُ
نطقتْ بيْ الحروفُ بعد احتباسٍ
فأنا الماءُ يرتَجيه الدّعاءُ
رايةُ الشّعر سلّمتني رؤاها
ومشَتْ بيْ المجنونةُ الأهواءُ
تمتزج في هذه المختارات نبرات وثيمات عدة، تبرز الحساسية العالية تجاه الأرض والإنسان على نحو خاصّ، ففي قصائده نتلمّس هذه العلاقة الوطيدةَ منحوتة في صوَر وأيقونات يُتقن الشاعرُ التّعاطي معها بوَصفها عناصر أساسية في تجربته الحياتية، وتنعكس في لغة شديدة الحميميّة والمبتكَرة، وغوص في هموم إنسانيّة عميقة، وفي إحساس وجوديّ بالكَون وبالحياة، ما بين غُربة واغتراب وموت. وعلى مستوى التشكيل الشعريّ، يكتب الشاعر بالأشكال الشعريّة الثلاثة، العموديّ والتفعيلة وقصيدة النثر:
ممّا تذكّره الشاعرُ أنّ ذلك الوجهَ السَّماويّ
يشربُ الجيوش ويأكلها
يُزيلُ دُوَلًا ويُنشئُ دُوَلًا
بتقاليب مزاجه
والكُرةُ الكبيرة التي تُسمّى الأرض
لُعبة في أنمل الوجه السّماويّ
حكمت النوايسة شاعر اردني، حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من الجامعة الأردنية 2012، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للكتاب العرب. ورئيس تحرير مجلة الفنون الشعبية/ وزارة الثقافة، صدر له في النقد: "المآل: قراءة تأويلية في نماذج من القصّة القصيرة في الأردن"، "وعي الكتابة: دراسة في تجربة إلياس فركوح السردية، عمان، "جدل المعنى والمبنى في العمل الروائي: دراسة تطبيقية"، "المرأة، والسلطة، والتاريخ: قراءات ثقافية في الشعر العربي".
وله في الشعر: "عزف على أوتار خارجية"، "الصعود إلى مؤتة"، "شجر الأربعين"، "كأنّني السّراب"، "أغنية ضدّ الحرب"، وله "ظل غيمة: مختارات شعرية"، وله في المسرح والقصّة والرواية: مسرحية "بائع الأقنعة"، وقصص "ليالٍ ليست مفاجئة"، ورواية "الرّجيف"، ونص "السجون: بين السيرة والمخيلة".