لماذا يعد المتحور الهندي «دلتا» الاكثر خطورة ؟!

وصلت سلالة دلتا المتحورة (B.1.617.2) والتي كانت تعرف سابقا بالسلالة الهندية الى أكثر من 150 دولة حول العالم، وقد تم رصد حالات مصابة بهذه السلالة في الأردن وهي واحدة من أربع سلالات متحورة لفيروس كورونا الأصلي (SARS-CoV-2) وتعد اشد فتكاً واكثر قدرة على الانتشار وساهمت في تفاقم الجائحة مما جعل مسألة السيطرة عليها أكثر صعوبة مقابل السلالات السابقة وهي سلالة ألفا Alpha البريطانية (B.1.1.7) و سلالة بيتا Beta الجنوب افريقية (B.1.351) وسلالة غاما Gamma البرازيلية (P.1).

كما ان الإصابات التي تم رصدها في الأردن بهذه السلالات كان اغلبها من السلالة البريطانية وهي التي مثلت الموجة الثانية وكانت حصيلة الوفيات فيها أعلى من الأولى التي مرت بسلاسة وذلك بسبب التساهل من قبل بعض الناس بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي والتخوف من المطعوم مما أدى الى انتشار العدوى على نطاق واسع واصابة أعداد كبيرة من الناس تسببت باكتظاظ المستشفيات وفاقت القدرة الاستيعابية فيها ، وأدخلت الأردن في حجر صحي شامل وجزئي استمر اكثر من 5 أشهر أدى الى عواقب اقتصادية كبيرة.

المعروف من الخبرة المكتسبة ان ما حدث في الهند كان بسبب الانتشار السريع لمتحور دلتا والذي كان اكثر فتكاً وخطورة من الفيروس الأصلي والهند لم تكن مهيأة لهذه الموجة وخاصة انها خرجت من الموجة الأولى بشكل جيد وهذا ما أدى الى استهتار الناس والدولة بالإجراءات الوقائية بعد الموجات السابقة ، وتعود قوة الفيروس المتحور الى ان البروتين اللاصق والمتواجد على جدار خلية الفيروس يستطيع الالتصاق بكفاءة افضل على خلايا الجهاز التنفسي للإنسان وخداع نظام المناعة وهذا ما جعل نسبة انتشاره اعلى بــ 50% من السلالات المتحورة السابقة .

ومن الجدير بالذكر هنا التنويه الى امر هام وهو انه من الوارد إصابة الأشخاص الذين لديهم مناعة ممن أصيبوا بالكورونا سابقاً او الذين تلقوا اللقاح بمتحور دلتا ولكن لا تظهر عليهم اعراض قوية ويكون مسار المرض عليهم سهل وغير صعب ومن النادر دخولهم اقسام العناية الحثيثة ، لذا فإن التطعيم ضروري ايضاً لمقاومة متحور دلتا مع العلم باحتمالية توفر مقاومة افضل للقاح فايزر- بيونتيك مقابل اللقاحات الأخرى ولكن هذا غير مثبت علمياً حتى الان ولكن المهم بالموضوع هو ضرورة الحصول على جرعتين للمطعوم على الأقل هذا ويتم حالياً مناقشة الاستعانة بجرعة إضافية ثالثة. كما ان عودة انتشار المرض في بريطانيا رغم تطعيم 50% من المواطنين بجرعتين من اللقاح يدق ناقوس الخطر بل ويعتبر مثال حي على ضرورة اخذ الأمور بجدية اكثر .

الخبر الجيد هو تطعيم عدد كبير من الناس حول العالم ولكن المحافظة على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة ضروري حتى تطعيم 70-80% من الناس ، ويعتبر التباعد الاجتماعي وتحديد اعداد الناس في التجمعات مجدي اكثر من الحجر الشامل بما في ذلك ضرورة ارتداء الكمامات الوقائية والتي تعتبر السلاح الأهم الى جانب المطعوم لمقاومة الجائحة.
د. فايز أبو حميدان