ابناؤنا الطلبة "أمانة" في أعناق الحكومة .. وعلى المعلمين أن يتقوا الله في هذا الجيل ...
خاص - حسن صفيره
في ضربة استباقية ممنهجة، أثار أعضاء مجلس نقابة المعلمين المنحل، زوبعة غير مبررة لجهة المصلحة العامة والعملية التربوية، بعد قيام مجموعة من المعلمين وباكثر من محافظة تنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بعودة مجلس النقابة وللاحتجاج على قرارات الاحالة على التقاعد المبكر والاستدياع.
أعضاء المجلس المنحل، ممن تم توقيفهم وفق تصريحات فروع النقابة، قاموا بتنظيم حراكات تصعيدية انطلقا من المحافظات، باتجاه العاصمة عمان، مع ما رافق ذلك من تجييش ضد قرار حل مجلس النقابة الذي اتخذ الصفة القطعية دستوريا.
الضربة الاستباقية التي مارسها اعضاء المجلس المنحل، لم تكن تحركا موفقا، بيد ان المناخ العام في البلاد لا يحتمل المزيد من التصعيد والاحتقان، بعد ان دفعت الدولة والمواطنين فاتورة باهظة جراء جائحة كورونا، وما رافقها من حظر واغلاق القطاعات الاقتصادية التي تسببت بخسائر فلكية للاقتصاد الاردني .
الحراك الاحتجاجي، من قبل المذكورين جاء بصورة استفزازية ليس للدولة والحكومة فحسب، فقد اسهمت الاحتجاجات في تفاقم حالة الارباك القائمة بين الجسم التعليمي والدولة، فما ان تنفس الشارع الصعداء مع انتهاء ازمات المعلمين الذين احتصلوا على كامل حقوقهم، الا انهم انتفضوا ثانية وخرجوا الى الشارع ، وكأنه لم ترق لهم ان تخطف اثار جائحة كورونا الاضواء منهم.
العبء الأمني الذي حملته الدولة عبر اجهزتها ومؤسستها العسكرية في تصديها ومجابهتها للجائحة كان فوق الوصف، وعوضا عن ان يبارك الجسم التربوي عبر اعضاء المجلس المنحل هذا الجهد، يقفون على ما يبدو وقفة رجل واحد في سبيل مصلحتهم الخاصة لا لمصلحة البلاد والعباد.
وفي الوقت الذي انتفضت فيه ادارات الفروع ومناصري اعضاء المجلس المنحل لتحريك الشارع واعادة تعبئته وتجييشه لصالحهم، قفز الجميع منهم فوق مصلحة ابنائنا الطلبة، من طلبة التوجيهي، زهاء 207283 طالبا وطالبة، ممن يرضخون تحت ظروف عصيبة وقد عايشوا رعب كورونا وسياسة التعليم عن بعد، ليزيد تعنت الاباء الروحيين للجسم التعليمي التربوي من معاناتهم، وهم الاحوج للمناخ الامن المسالم .
حالة الاستنفار والارباك التي فرضها ثلةٌ من المعلمين على الشارع وفي هذا الوقت العصيب في حرب الدولة مع جائحة كورونا لهو عمل غير مسؤول، سيما ونحن نتحدث عن انفراجات أضفت لإعادة قطاعات الدولة للعمل وصدور قرار تقليص ساعات الحظر، فهل يريد المعلمون وضعنا في انتكاسة صحية بدعوتهم للاحتشاد والتجمع ووضع الأردن في بيئة خصبة للمتمحورات الفيروسية التي لا تزال تهدد العالم.
على الجانب الاخر، جاء حراك المعلمين بعد تأكيد وزارة التربية بعودة التعليم الوجاهي، ما يعني ان المعلمين الأفاضل استعادوا نهج ليّ الذراع وهم على استعداد لإعلان الاضراب مع بدء العام الدراسي الجديد بداية ايلول المقبل، مع علمهم ان طلبتنا خاضوا عاما دراسيا عبر ثلاثة فصول عن بعد حيث خرجت وزارة التربية بهم من العام الدراسي بأقل الخسائر.
استنزاف مقدرات وإمكانيات الدولة عمل لا يمت للوطنية بصلة ، ونحن نتحدث عن جهود خيالية قدمتها اجهزة الدولة بصورة غير مسبوقة خلال فترة الجائحة، وقد تسيدت وزارة الداخلية عبر الباشا مازن الفراية المشهد الوطني بامتياز،
نعم نحن ضد الاحتجاز وضد التوقيف ولكن لن نسامح الحكومة ولا مازن الفراية اذا تركوا البلد تعود إلى المربع الأول في التوهان والطيش والمراهقات النقابية فابنائنا أمانة في اعناقكم ومستقبلهم عهدة لديكم وسيكون الشعب مع كل القرارات والإجراءات التي تفرض هيبة الدولة وتحفظ حقوق الطلبة وتعيد للمدارس هيبتها وللتعليم مكانته التي هي بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية لاعضاء النقابة وغيرهم والذين نقول لهم "اتقوا الله" في هذا الجيل الذي سيسجل عليكم الكثير الكثير من الملاحظات السيئة.