وزير الخارجية يستقبل نظيره الكندي اليوم...

استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير الخارجية الكندي مارك غارنو، في مقر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، لبحث سبل تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والجهود الدولية الهادفة لإيجاد أفق سياسي وإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، ووقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة.


وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال الصفدي إن زيارة وزير الخارجية الكندي إلى المملكة "مؤشر على عمق العلاقات الأردنية الكندية والحرص المشترك في الاستمرار في الحوارات والنقاشات المستهدفة تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات المبنية على القيم المشتركة في توفير الحياة الأفضل للشعوب”. وهنأ الصفدي نظيره الكندي بمناسبة يوم كندا (العيد الوطني)، الذي يصادف اليوم الموافق 1 تموز.

كما أعرب الصفدي عن أحر التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب كندا بضحايا موجة الحر التي ضربت كندا بشكل غير مسبوق.

وأكد الصفدي أن لقاءه مع نظيره الكندي بُني على حوارات سابقة كان أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على مدى سنوات من التواصل والعمل المشترك من أجل زيادة التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية وفي المجالات الأمنية والدفاعية ومحاربة الإرهاب.

وقال الصفدي إن "كندا لها دور رئيسي في جهود دعم التنمية في منطقتنا، ونحن نعمل معا عبر العديد من البرامج على مدى سنوات من أجل تفعيل التعاون في هذا المجال”، وثمن الدعم الذي تقدمه كندا للعديد من البرامج التي تستهدف تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.

وبين الصفدي أن لقاء اليوم كان فرصة للحديث حول القضايا والتحديات الإقليمية وبشكل موسع عن القضية الفلسطينية والجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي للتقدم نحو تحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وذكر الصفدي أن "المرحلة الآن تستدعي أن نعمل جميعاً من أجل الحؤول دون أي شرارات تعيد تفجير الأوضاع”. وزاد "يجب أن نعمل على تثبيت الاستقرار في كل الأراضي الفلسطينية، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب وقف أي إجراءات يمكن أن تفجر الأوضاع وكل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وتحديداً لا بد من احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف”.

وأكد الصفدي أن "جلالة الملك عبدالله الثاني هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وبالتالي جهودنا مستمرة من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم هناك، والحؤول دون أي انتهاكات سيكون لها أثر صعب جداً في المنطقة”.

وشدد الصفدي على أن موقف المملكة من حي الشيخ جراح هو "احترام حق أهالي الحي في بيوتهم لأننا نعتبر ترحيلهم وتهجيرهم إن تم سيكون جريمة حرب وفق القانون الدولي”. كما أكد على ضرورة "التركيز على إعادة الإعمار في غزة، بحيث يكون هناك هدوء مستدام على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأضاف الصفدي أن موقف الأردن وكندا المشترك يؤكد على "ضرورة استمرار العمل في إطار التحالف الدولي من أجل هزيمة الإرهاب الذي يشكل خطراً مشتركاً علينا جميعاً، وليس له علاقة بأي دين، وبالتأكيد لا علاقة له بالدين الإسلامي الحنيف وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر الذي يحمله”.

وشكر الصفدي كندا على الدعم المستمر الذي تقدمه للاجئين السوريين وللدول المستضيفة لهم، بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) التي تعاني من نقص حاد في التمويل. وأكد الصفدي في هذا الصدد أن المملكة ستعقد مؤتمر نهاية هذا العام بالشراكة مع السويد "لحشد الدعم السياسي والمالي للوكالة من أجل أن تستمر في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في أماكن عملها الخمس”.

وزاد الصفدي أن "الأنروا ما تزال تعاني من نقص حاد في التمويل، نعمل بشكل مكثف من أجل حشد الدعم الدولي لها في المملكة، كما عملنا على مدى السنوات الماضية”. ولفت إلى أن هنالك شراكة أردنية سويدية استمرت على مدى السنوات الماضية، حيث تم عقد أكثر من مؤتمر دولي لحشد الدعم الدولي للوكالة. وأكد أن العمل جار على عقد مؤتمر دولي لدعم الوكالة آخر نهاية هذا العام.

وأضاف الصفدي أن "المتغير المهم هو أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت استئناف الدعم الذي تقدمه للوكالة”. وأشار بهذا الصدد إلى أن "الولايات المتحدة كانت تقدم في الماضي حوالي 42% من موازنة الأنروا وتوقف هذا الدعم أوجد فجوة كبيرة”. وزاد "الآن الولايات المتحدة عادت وقدمت دعم للوكالة، ونأمل أن تكون الولايات المتحدة موجودة في المؤتمر الذي سنعقده قريباً من أجل التوافق بيننا كمجتمع دولي على كيفية توفير الدعم المستدام للوكالة”، بحيث لا يحرم مئات الأطفال من حقهم في التعليم والذهاب إلى المدارس.

وفيما يتعلق بآلية التعاون الثلاثي بين المملكة ومصر والعراق، أكد الصفدي أن الآلية "تبني على نقاط التكامل الموجودة بين دولنا الثلاث اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً وغيرها من المجالات”. وأضاف أن قمة القادة الأخيرة التي عُقدت في بغداد كانت ناجحة، مشيراً إلى تأكيد القادة "أنهم مستمرون في العمل من أجل تعزيز هذه الشراكة التي ستنعكس إيجاباً على المنطقة برمتها”.

وأكد الصفدي أن "هذه الآلية مفتوحة لكل الأشقاء، والهدف منها البناء على ما يجمعنا من أرضيات مشتركة، وتعظيم قدرتنا على خدمة شعوبنا من خلال التعاون مع بعضنا البعض في مجالات مختلفة”، مشدداً على أنها "لبنة من لبنات العمل العربي المشترك الذي تحتاجه منطقتنا من أجل توفير خدمات أفضل وبناء مستقبل أفضل لكل شعوبنا”.

وفيما يتعلق بتراجع الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة ومنظمات الأمم المتحدة ذات العلاقة، أكد الصفدي على أن "عبئ اللجوء لا يجب أن تتحمله الدول المستضيفة فقط”، مؤكداً أن "هذه مسؤولية علينا جميعاً الدول المانحة والدول المستضيفة، لا بد من أن يتحمل الكل مسؤوليته في استمرار تقديم الدعم حتى نوفر العيش الكريم للاجئين السوريين إلى حين تبلور الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلادهم”. وثمن بهذا الصدد الدعم الذي تقدمه كندا اللاجئين.

بدوره أشار وزير الخارجية الكندي إلى أن هذه الزيارة الثنائية الأولى له كوزير للخارجية، مؤكداً أن بلاده والأردن تجمعهما علاقات وثيقة. وأشار إلى أن المملكة "شريك مهم في الشرق الأوسط، حيث التزمت كندا منذ العام 2016 بـ 575 مليون دولار كندي لدعم التنمية والمساعدة الإنسانية والاستقرار والمساعدة الأمنية”.

وشدد غارنو على أن زيارته إلى الأردن تأتي "لتعزيز الشراكة التي استمرت عبر عقود من الزمن لترويج الأمن والسلام والتجارة في المنطقة”. وأضاف أن زيارته للمملكة هي للتأكيد على "دعم كندا القوي للأردن وللاستماع للآراء حول القضايا المهمة”.

وقال وزير الخارجية الكندي أن الأردن وكندا أكدا خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش، الذي عُقد في روما مؤخراً، على "الالتزام التام بضمان أن لا تتمكن داعش من العودة للظهور مجدداً”.

ودعا غارنو إلى ضرورة احترام دور الأردن بصفته وصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيراً إلى دور المملكة في "إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة”. وأكد أن كندا "تثمن الدعم السخي الذي قدمه الأردن للاجئين”، وقال: "نحن فخورون بأن نكون داعمين لجهود الأردن في تعزيز التعليم والصحة وهذا يتضمن تقديم الخدمات الحيوية للاجئين في ظل الجائحة التي نمر بها”.

وأشار وزير الخارجية الكندي إلى أنه سيقوم في اليومين القادمين بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل لبحث سبل دعم الجهود المستهدفة إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، مؤكداً على أهمية زيارته الحالية للمملكة نظراً للدور المهم الذي تلعبه الأردن في عملية السلام في الشرق الأوسط.