حكمة وذكاء (الملك) تضع الأردن على رأس أولويات وأهتمامات الأدارة الأمريكية والزيارة الأولى لـ (زعيم الزعماء) لواشنطن ..
خاص : حسن صفيره
حفل الاعلام الغربي بزيارة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لواشنطن، بكثير من الاهتمام، وقد تناول الاعلام الامريكي برنامج الزيارة بعيد تسلم بايدن للرئاسة الامريكية في مؤشر للدور الأردني المهم بقضايا المنطقة.
الترحيب الامريكي الذي ابدته الادارة الامريكية لزيارة الملك للبيت الابيض، يدفع باتجاه وجبة من التفاؤل في احراز تقدم تجاه حلول لقضايا عالقة تختص بالشأن السياسي والامني والاقتصادي في المنطقة، ودور الاردن في ترسيخ مكانته كلاعب دولي على الخارطة السياسية اقليميا وعالميا.
ولطالما سُجل الأردن كأحد أهم الدول العربية في قائمة التحالف الدولي الذي يحظى بالدعم الامريكي سياسيا، فقد استثمر الملك عبدالله الوقت جيدا وبذكاء، وسارع لوضع الاردن في مقدمة الدول على قائمة برنامج البيت الابيض للقاء الرئيس الامركي، في استثمار موفق للعلاقات التاريخية بين الاردن والولايات الامريكية المتحدة كصانعة قرار في الشرق الاوسط بوصفها احد اهم الدول الكبرى لصناع القرار العالمي شئنا ام ابينا.
ولعل ابرز ما يميز الزيارة الملكية لواشنطن، برنامج العمل الذي يتخلل الزيارة، على صعيد بحث الملك والرئيس الامريكي لملفات المنطقة عربيا واردنيا، سواء الملف السوري والعراقي والفلسطيني، بوصف الاردن جغرافيا وتاريخيا شريكا حدوديا مع دول الصراع الراهن في المنطقة، هذا الى جانب ما يحفل به برنامج الملك من لقاءات تتعلق بالشأن الاقتصادي القادم للأردن.
نظرة من التفاؤل رافقت الزيارة الملكية لواشنطن، لجهة مردودها على الاردن، وقد تعاملت واشنطن مع الزيارة الملكية بحراك كبير لمسؤوليها في الشأن الديبلوماسي والاقتصادي والسياسي، ما يشير الى وفرة متوقعة من الحصاد السياسي، الذي يحتاجه الاردن الذي جابه وواجهة تحديات جسام خلال العامين المنصرمين على صعيد الضغوطات التي تعرض لها جراء المواقف العربية الاسرائيلية ازاء الدور الاردني في الوصاية على المقدسات الاسلامية في الاراضي المحتلة، والتي كانت جزءا من صفقة كوشنر ترامب نتنياهو في اواخر عهد الرئيس الامريكي الاخير، وهو ما تعنيه الزيارة من أهمية لوضع النقاط الاردنية على حروف هذا الجزء من بنود الصفقة المشؤومة، بالاضافة الى تاكيد الاردن لضرورة موقفه تجاه القضية الفلسطينية ان لا حل عادل وشامل دون حصول الشعب الفلسطيني الشقيق لدولته المستقلة وعاصمتها القدس.
الى ذلك، تعد الزيارة الملكية لواشنطن ولقاء الرئيس بايدن قفزة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، اضف الى ذلك بانها جاءت بعد توتر واضح بين عمان وواشنطن ابان رئاسة ترامب، لينجح الملك بنقل مسار العلاقات لحالة من الانتعاش سيتم رصد مخرجاتها في القريب العاجل، لصالح البلاد وقضايا المنطقة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، أقلها وقف التغول الاستيطاني الصهيوني ووقف الة الهدم والحرب على قطاع غزة الصامد.
الاهم في الزيارة الملكية لواشنطن، سيدفع في اتجاه استثمار العلاقة بين البلدين بمزيد من الدعم السياسي لموقف الاردن والاعتراف بمتانة دوره في استقرار امن المنطقة، فضلا عن الدعم المتوخى ازاء اهمية ذلك الدور في انعاش الواقع الاقتصادي للاردن الذي دفع كلفة باهظة في ملفات عدة اهمها ملف اللجوء السوري على اراضيه، وملف مجابهة الارهاب بالمنطقة، الى جانب الاضرار الاقتصادية الكبيرة التي رافقت مواجهته لجائحة كورونا، واثارها المدمرة على الاقتصاد الاردني شأنها شأن دول العالم .
موقف الاردن سياسيا تجاه قضايا المنطقة يعد من الثوابت التي تحظى بالاهتمام العالمي عامة، وواشنطن على وجه الخصوص، وهو ما ذهبت باتجاهه الزيارة الملكية، لتؤكد حرص واهتمام جلالته على احياء المشروع العربي الخادم لكل قضايا المنطقة، ولا يخفى على احد ضرورة العودة لمشروع الوحدة العربية لا الشرق اوسطية، وضرورة تحجيم الدور الصهيوني بالمنطقة بعد ما لقيه الاخير من عواصف عاتية حققتها المقاومة الفلسطينية في الاشتباكات الاخيرة والتي تكشفت اثرها عن تغيير متكامل في خارطة الفوز بالانتخابات "الاسرائيلية"، المحور ذاته الذي سيسهم في استجلاب المزيد من الدعم اللوجستي سياسيا واقتصاديا لصالح الاردن بطبيعة الحال .