الإعلامية نور الدويري : رجال الأمن العام ( ملائكة على هيئة بشر )


الإعلامية نور الدويري تروي حادثة حصلت معها مساء أمس في إحدى المناطق في العاصمة عمان 

أنا وسيارتي عزيزة 

في طريق عودتي من ( تاج مول ) أرسلت لي صديقة مقيمة في أمريكا رسالة نصية عبر سكايب فتوقفت بسيارتي (عزيزة) وهو لقب أهديته للسيارة بعد كم مغامرات عشته معها من حوادث على رايدات ومخالفات و ياما طلعت روحي وروحها فيها وكنا ننجو بفضل الله ؛ فقط أنا وهي نفهم على بعضنا . 

توقفت .. وأضأت ( الفلشر ) وههمت بفتح مكالمة كاميرا عبر سكايب مع صديقتي وأجرينا الحديث حوالي ٤٩ دقيقة لينطفئ الهاتف بعدها والأسوأ انطفأت السيارة (عزيزة) أيضا وتركتني وحدي هذه المرة ! 

تساءلت ، ماذا أفعل في شارع على يميني بضعة فيلات ويساري ما في شي ! ورطة تحتاج تمرين تنفس شديد حتى لا أبكي . 

خرجت من السيارة (مخبوط على راسي) لا هاتف ولا سيارة وأكيد فش تكاسي هون ! 

وقفت قرب السيارة أفكر كيف بدي أأشر لحدا ما بعرفه؟ حاولت فتح غطاء السيارة بس برضو ما عرفت . 

يكرمني الله دوما بستر لا أعرف كيف يأتيني ليغطي نيتي ويبقيني قوية ، ليكون كرم الله على هيئة شرطي جاءني من بيت سفير كنت أقف على مقربة منه ، ويا سلام كان طبعا كركي طيب أسمر محترم يشبه الوطن.
قال لي بتهذيب : بتهون خيه حافظه رقم حدا ارن عليه ؟
قلت له : التلفون طفى شحن ومعيش باور بانك  

فأحضر باور بانك من كابينته الصغيرة قرب منزل السفير لأشحن هاتفي وشيكت على عزيزة وتأكدت أن الكهربا خالصة فيها .

الشرطي كان رجلا رائعا يستحق نيشان إحترام تولى مهمة توقيف السيارات ليسأل أصحابها عن كابل كهربا وأتفقنا أن يتولى مهمة الحديث معهم . 

و الحمدلله توقف محترم يسأل عن تقديم مساعدة وأجاب أن منزله نهاية الشارع سيذهب لاحضار الكوابل ويعود إلينا بالفزعة . 

وفعلا غاب الشاب الوقور بشعره الأبيض الغزير الذي يؤكد أن هويته غزيرة الخبرة في حياة تخضنا خض وعلى حين غرة فصنعت منه شخصا هادئا لا يطمح سوى للهدوء وشيء من راحة البال والكثير من الصدق فشكرت الله على النعمة المجهولة الثانية، وفعلا بعد أقل من عشرة دقائق مرت علي عشرة أعوام عاد المحترم وبالكاد وضعنا الكوابل في أطراف البطارية (+ ، -) لتعود عزيزة للحياة فورا ؛ شكرتهما على وقفتهما معي وغادرت الشارع فورا . 

وتأكدت أن حتى أعز صديق عليك قد يتركك كذلك فحتى عزيزة تركتني مرة وخذلتني صح عزيزة هيكل سيارة جامد لا ينطق ولا يشعر لكنها لم تتركني ولا مرة وحدي وتجاوزنا ياما صعوبات قوية معا و هالمرة تركتني عزيزة والدنيا كانت بين المغرب والعشا ياااه شو عملتي يا عزيزة في . 

تعلمت أن حتى مع عزيزة يجب أن أبقي المنفاخ والكابل معي واتعلم اسماء العدة كلها بل لا بأس ان اتعلم كيف امكنك السيارة بيدي . 

يعني يجب أن أتعلم أن الحياة ستبقيك على شفير من المفاجاة دوما ولن ترحمك دائما الموقف رغم بساطتها  

سأعود لذلك الشارع في أقرب وقت ممكن لأشكر الشرطي بعد وقفته معي وحديثه البسيط عن الحظ والحق والله ؛ لا أعرف شيئاً عن الشخص الذي ساعدنا فلم اقدم نفسي له وتجنبت سؤاله أي سؤال تجنبا لإحراج أي طرف واكتفيت بتكرير الشكر فقط . 

عزيزة كغيرها من كل شيء حولنا يخبرنا بطريقة ما أن نبقى على إستعداد لكل شيء وأن نعلم أن أنفسنا فقط هي الجدار الإستنادي الوحيد الذي يبقى لنا .