منطقة البحر الميت تستعيد ألقها مع انتعاش الحركة السياحية
حابس العدوان
البحر الميت – في ما تشهد الحركة السياحية في منطقتي البحر الميت والمغطس نشاطا ملحوظا في الآونة الأخيرة، يرجح معنيون أن يسهم قرار تقليص الحظر الليلي زيادة نسب الإشغال في المنتجعات.
وكانت الحكومة قررت، مؤخرا، السماح لمن حصل على شهادة مطعوم "كوفيد 19” (جرعتين) بالتنقل والتجوال في جميع مناطق المملكة خلال ساعات الحظر، وللأفراد الذين لم يحصلوا على المطعوم لغاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، والسماح للمنشآت بالعمل من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً.
إلى ذلك، يرجح مدیر فندق "هوليدي إن البحر المیت” حاتم البدارین، أن يكون لهذه القرارات آثار إيجابية في القطاع السياحي، إذ ينتظر أن تزداد أعداد الزوار، ما يتيح للمنتجعات العمل بمرونة أكبر من السابق، خاصة وأن معظم العاملين كانوا يغادرون العمل في وقت مبكر.
كما يتوقع البدارين أن تعتمد الحركة السياحية في غالبيتها على السياحة المحلية، وأن أي تحسن قد تشهده "لن يكون مجديا في غياب السياحة الأجنبية التي تعد الرافد الرئيس للمنتجعات”، آملا بأن تستعيد الحركة عافيتها خلال الأشهر المقبلة في ظل توقعات بارتفاع أعداد الزوار، خاصة وأن الإجراءات الصحية المتبعة عززت من مكانة المنتج السياحي الأردني ليصبح وجهة سياحية مهمة لدول الجوار.
ويشاطر مدير منتجع "لاكويفا البحر الميت” حسين الفارس نظيره السابق، في أن النشاط السياحي بدأ يشهد تحسنا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية، موضحا أن نسب الإشغال، وإن كانت لا تشكل سوى 30 % مقارنة بالعام 2019، إلا أنها "جيدة” في ظل الظروف الحالية.
ويشير إلى أن "نسب الإشغال تصل إلى ما يقارب 70 % نهاية الأسبوع، وتقل خلال بقية الأيام، ما دفعنا إلى عمل عروض تشجيعية وخصومات تصل إلى 50 %، الأمر الذي أسهم في ازدياد أعداد الزوار”، متوقعا أن تتحسن الأوضاع بشكل أكبر خلال الشهر الحالي مع سماح الحكومة للمنشآت بالعمل حتى منتصف الليل، خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة يقلل من أعداد الزوار خلال ساعات النهار.
ويبين أن الفترة المقبلة ستشهد نموا بأعداد الزوار، خاصة خلال عطلة عيد الأضحى والعطلة الصيفية وانضمام المنتجع لبرنامج "أردننا جنة” الذي يسهم في انتعاش القطاع السياحي في منطقة البحر الميت، لافتا إلى أن هذه الإجراءات سيكون لها أثر إيجابي في المنتجعات التي تكبدت خسائر كبيرة نتيجة توقفها عن العمل خلال الجائحة.
وبدوره، يوضح الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، أن قرار تقليص الحظر الليلي سيكون له أثر إيجابي في الحركة السياحية ونسب الإشغال التي بدأت ترتفع مؤشراتها منذ بداية العام، موضحا أنه وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة فإن أغلب الزوار يؤمون المنطقة خلال ساعات المساء، وبالتالي فإن قرار السماح لهم بالتجول لغاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل سيمكنهم من قضاء أطول وقت في المنتجعات.
ويضيف أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطا ملحوظا مع اقتراب عيد الأضحى وانتهاء امتحانات الثانوية العامة، مشيرا إلى أن إعلان جمعية الفنادق الأردنية أن منطقة البحر الميت "باتت وجهة سياحية آمنة بعد حصول جميع العاملين ومقدمي الخدمات السياحية على لقاح فيروس كورونا”، سيسهم في انتعاش الحركة السياحية، ما سينهض بالقطاع السياحي الذي مني بخسائر كبيرة جراء الجائحة.
ومن جهته، يبين مدير متنزه الأمير حسين المهندس سائد كريشان، أن الحركة السياحية عادة ما تشهد إقبالا أكثر خلال ساعات المساء مع تدني درجات الحرارة، وهو أمر كان غير متاح أمام الزوار سابقا، متوقعا أن تنشط الحركة خلال الفترة المقبلة مع السماح للأفراد بالتجول حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، الأمر الذي يمكنهم من البقاء فترة أطول والعودة إلى منازلهم بكل راحة.
ومن جانبه، يشير مدير عام هيئة الموقع المهندس رستم مكجيان، إلى أن عدد زوار موقع عماد السيد المسيح "المغطس” ارتفع خلال شهر حزيران (يونيو) المنقضي بنسبة 30 %، مقارنة مع شهر أيار (مايو) الماضي، لافتا إلى أن الإجراءات الصحية في مواجهة جائحة كورونا التي نفذها الموقع، بما فيها إعطاء اللقاح لجميع العاملين، كان لها دور في زيادة أعداد الزوار.
ويبين أن هذه المؤشرات الإيجابية تمثل بداية الطريق لتعافي النشاط السياحي في الموقع، ما يدفع للاستمرار بالعمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى الأهداف والتطلعات وإبراز الرسائل العظيمة للموقع كالسلام والمحبة والإخاء والعيش المشترك
الغد