المملكة العربية السعودية .. حضور انساني في العالم من الشريان للوريد

خاص – حسن صفيره
فيما الحروب تستعر في اكثر من مكانِ بالعالم، نتيجة الصراعات السياسية، تقف  المملكة العربية السعودية في ظل الأوضاع والأحداث التي تشهدها العديد من المناطق حول العالم، في تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية والإغاثية والتنموية، في محاولة منها لإنقاذ ما يمكن انقاذه من حياة الشعوب، وقد اختطت الدولة نهج الانسانية متبوعةً بموقعها كدولةِ عربية اسلامية أولى، منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتي الآن ، لتحتل مكانتها في قائمة أكبر عشر دول في العالم الداعمين للعمل الإنساني والتنموي  دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد.

وتأتي المملكة  في المركز الثالث عالميًا في حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية فالمملكة لم تتوقف يوما عن تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية إلى مختلف الدول العربية والإسلامية والعالمية منذ نشأتها في شكل تبرعاتٍ كاملة أو منحٍ إنسانية وخيرية وقروضٍ ميسرة.


ووفق بيانات واحصائيات المنصة السعودية للمساعدات، فقد بلغ اجمالي المساعدات المقدمة لخمسة دول تشهد قلاقل سياسية واقتتال داخلي، بنحو مائة واربع وعشرين مليار ريال ، تم تقديمها عبر مساعدات ومشروعات لكل من سوريا واليمن والسودان ومصر ، وفلسطين.


السعودية شريان نابض لقطاع غزة في فلسطين
وإيماناً منها كدولة عربية إسلامية حاضنة للدول والشعوب،  وشعورا منها بالمسؤولية للوقوف إلى جانب المنكوبين للأشقاء الفلسطينيين الذين وقفوا وحدهم أمام الة البطش العسكرية الصهيونية، تصر السعودية على الاضطلاع بدورها الانساني، 
حيث قدمت مساعدات لفلسطين على مدى العقدين الماضيين نحو 6.47 مليارات دولار.
كمساعدات مباشرة، واخرى ضمن اتفاقيات مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وظلت فلسطين حاضرة في الوجدان السعودي، ودأبت على تنفيذ مشاريع ترميم الوحدات السكنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، ومخيما نهر البارد، وعين الحلوة، بمبلغ (263.17) مليون دولار أميركي.

وفي قطاع غزة، نفذت المملكة العربية السعودية، عدة مشروعات سكنية، منها المشروع السكني في مدينة رفح (المرحلة الأولى)، حيث تم إنشاء مدينة سكنية متكاملة تحتوي على 752 وحدة سكنية لإسكان 4564 شخصاً، وتشييد 4 مدارس، ومركز صحي، ومركز ثقافي، ومجمع تجاري، ومسجد، وتمهيد شوارع، وإنارة، ومرافق مياه بتكلفة تقدر بـ107 ملايين دولار أميركي، حيث تم تنفيذ المشروع عن طريق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكذلك المشروع السكني في مدينة رفح (المرحلة الثانية) وتشمل 765 وحدة سكنية لإيواء 4761 شخصاً، وإقامة مدرستين، ومسجد، وتمديدات للمياه والكهرباء، كما تم إنشاء مشاريع البنية التحتية، وتركيب شبكات المياه والكهرباء والطرق في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة للفلسطينيين بمبلغ قدره 258.4 مليون دولار أميركي، بالإضافة إلى مشروع تأثيث وتجهيز أكثر من 17 مركزاً طبياً، وتجهيز عدد من المستشفيات بالمعدات الطبية والأدوية في فلسطين، وتقديم سيارة إسعاف وأدوية للعيادة الخاصة بالمسجد الأقصى بتكلفة (58) مليون دولار أميركي، ومشروع تطوير وتوسعة وتجهيز أكثر من 61 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية بمبلغ (125.46) مليون دولار أميركي.


وعلى صعيد المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة خلال الفترة من عام 2011م حتى عام 2018م، فقد تم تنفيذ 8 مشروعات للأمن الغذائي عبر برنامج الأغذية العالمي بقيمة (17.9) مليون دولار أميركي، وتنفيذ مشروع دعم أسر الأرامل والأيتام والجرحى الفلسطينيين مع بنك التنمية الإسلامي بمبلغ (250) مليون دولار أميركي، ودعم صندوق القدس لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بمبلغ (285) مليون دولار، وتنفيذ مشروع بناء الملاجئ، وإعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة بتكلفة (20) مليون دولار أميركي مع منظمة «أونروا»، إلى جانب دعم ميزانية الحكومة الفلسطينية بمبلغ (43.9) مليون دولار أميركي لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ مشروع آخر مع الهلال الأحمر الفلسطيني بمبلغ (53.3) مليون دولار أميركي خلال عام 2014م لتقديم الخدمات الطبية والأغذية للفلسطينيين.

وعن المساعدات الخيرية أكد تم تقديم مساعدات خيرية بمبلغ (17.3) مليون دولار أميركي شملت استضافة 3177 حاجاً فلسطينياً، وتقديم كل الخدمات لهم بتكلفة قدرها (15.330) مليون دولار أميركي، ومشروع تقديم لحوم الأضاحي للفلسطينيين بمبلغ مليوني دولار أميركي.


السعودية لم تنسَ الشقيق اليمني في مجابهته للحوثيين
وفيما يتعلق بموقف المملكة العربية السعودية لدولة اليمن الشقيق، التي تشهد حربا ضروسا بفعل هيمنة ميليشيا الحوثيين، وامتداد الصراع لاكثر من عشر سنوات،  بذلت المملكة جهودا كبيرة لإيواء أكثر من 561 ألفا من اللاجئين اليمنيين، وحرصت على تمكينهم من فرص العمل وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم بالمجان، أو من خلال تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية في الدول الأخرى .. وحول مكافحة تجنيد الأطفال في اليمن، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة عام 2017م مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن، وذلك من خلال إدماجهــم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهــم، إضافــة إلــى تأهيلهــم نفســيا واجتماعيــاً وإعــداد دورات بهــذا الخصوص لهــم ولأسرهم، ليمارســوا حياتهــم الطبيعيــة كأطفــال ، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلًا، وأكثر من 60 ألف مستفيد من أولياء أمور الأطفال.

وتعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استقبالاً للاجئين داخل المملكة، وتتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة وبلغت نسبة اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية 5.5% من إجمالي عدد السكان وبلغت إجمالي المساعدات المقدمة لهم نحو 15,919,446,315 دولار حتى الآن.


وفي سوريا، يتجلى دور المملكة الإنساني والإغاثي بوضوح في مجال الأمن الغذائي بالعالم وفي مناطق الصراع بشكل خاص، إذ قامت المملكة بتنفيذ العديد من المشاريع في قطاع الأمن الغذائي في سوريا، وكان للمملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدور الكبير والفعال في تقديم المساعدات الغذائية لصالح السوريين في الداخل السوري وفي دول اللجوء في الأردن ولبنان بحسب الاحتياج الإنساني والمناطق المتضررة، حيث بلغ عدد المشاريع المقدمه 75 مشروعاً بلغت تكلفتها التقريبيه 152 مليون دولار

وتظل المملكة العربية السعودية، الشريك الانساني للانسان العربي ولمسلمي العالم، حيث اكدت حضورها الانساني في دول اسلامية عدة، كما اكدت دورها الانساني في دول شرق وجنوب اسيا، سفيرة للانسان الانسان.