سمير الرفاعي.. أين تتجه عقارب بوصلته ؟

أ.د. محمد ماجد الدخيل 
    
ما استغربته كثيراً ، ومما أثار شجوني بشكلٍ لافتٍ مطالبة إحدى الشخصيات السياسية والحزبية من دولة الأستاذ سمير الرفاعي – أثناء مقابلتها مع صحيفة إلكترونية ( وهذه رسالتي لسمير الرفاعي)- توضيح منهجه وبوصلته في إدارة زمام اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الإصلاحية ،وبخاصة قانوني الانتخاب والأحزاب ، ولا غرو أن دولته واضح وضوح الشمس كما هي في الهاجرة أو في وضح الظهيرة ، وموضوعي إلى حدٍ لا يوصف اتجاه التزامه بمضامين رسالة التكليف الملكي التزاماً وطنياً كبيراً .

    وأزعم بأن قانون الإدارة المحلية واللامركزية على سوية من قانوني الانتخاب والأحزاب ، وعلى مسافة واحدة من حيث القيمة والأهمية والمقاس ، ولا فضل لقانونٍ على آخر، إنما نظرة دولته لكل ما جاء بكتاب التكليف الملكي هي نظرة واحدة موحدة و منهجيته تكاملية شمولية .

   وإن بوصلة -دولته- هي الوطن لا غير ،والوطن بالنسبة له هو وعاء يحتوي كل المفردات الوطنية وقواميس الولاء والانتماء والإخلاص ، وهو الحريص كل الحرص على تجويد منظومة القوانين والتشريعات الناظمة للحياة السياسية ، وتجلّى منهج دولته في كل لقاءاته الميدانية مع مختلف فئات المجتمع الأردني ،فغدا كالجندي الرابض على حدود الوطن ، يدافع عن قضاياه ،وينافح عنها ،بكل ما أُوتي له من عزم وعزيمة وإرادة وثبات .

   دولته لا يبيع الأوهام في سوق الأوهام ؛إنما هو يتسم بالصراحة والشفافية والصدق والأمانة والوضوح والحكمة والذكاء والتخطيط السليم الذي ينم عن خبرته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية, وقادر على إعراب الجمل السياسية بكل حنكة وذكاء تدفعنا إلى ثقتنا الكبيرة بدولته لا حد لها ،ودولته وطني منتمي جَسور لا يُساوم ،وهو صاحب قرار جريء، وصاحب سيرة ومسيرة تملأها بريق الإنجازات ،ولمعان النشاطات ، وهو على توافقٍ تام مع الرؤى الملكية السامية ،فكان أن قدّم رؤيته وأفكاره اتجاه الأوراق النقاشية الملكية السامية منذ ست سنوات ، وعليه فهو أول من تفهّم مضامينها واتجاهاتها ومطالبها وضرورتها وقيمتها وفوائدها وأهميتها في تطوير حياتنا وتحولاتها صوب مركب الديمقراطية وشكل الدولة والبرلمان وتنظيم حياة الإنسان الأردني ، ودولته أدرك مبكراً ،وقبل غيره ، حاجة الوطن للتحديث والتطوير انسجاماً وتوحداً لرؤية جلالة الملك ؛ لذلك نال دولته ثقة جلالته المطلقة ؛ إيماناً منه بقدرة دولته على تحقيق النجاح وإنجاز المهمة على أكمل وجه: 
فلماذا تقف بعض الوجوه أمام مرايا الشك وانعكاساتها المقعرة ؟
ولماذا لا نزرع الأمل في نفوسنا لنحصد خيره قريباً ؟
لماذا لا نتيقن أننا أمام نسخة سياسية جديدة تطل علينا بالخير والنفع ؟

   دولته تنويري إصلاحي حداثي منفتح على كافة المستويات والأُطر الثقافية والحزبية والشعبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ينتظر منّا المقترحات والأطروحات التي تدفعنا إلى الأمام ،ولا تعود بنا إلى الوراء ،ولطالما أننا نعرف دولته حق المعرفة ،لماذا تُرمى الأسئلة الحائرة وأشواكها وأوبارها وأوباشها أمام مدارج السالكين ؟

   ولطالما أن دولته اتخذ على عاتقه خدمة الوطن ،وتعهد على نفسه خدمة المليك والأُمة ، وأقسم على ذلك ، ولم يحنث بيمينه أثناء المسؤولية وبعدها بعقدٍ من الزمن ،ولطالما أنه الغيور على مصالح الوطن ونهضته وتقدّمه ورفعته ومستقبله فهل هي بقي لأحدٍ السؤال عن منهجية دولته وبوصلته ،ولسان حالي ينطق بملأ فمي عالياً: كأنما الحسن أمسى فيك مجتمعاً ...فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسناً !