مسيرات فتح التأييدية
حمادة فراعنة
الجمعة 9 تموز يوليو 2021
طالما تملك حركة فتح القدرة لتسيير الآلاف في شوارع رام الله والخليل ونابلس، دعماً لشرعية الرئيس التي إنتهت ولايته، وتأكيداً أنها مازالت " أول الرصاص أول الحجارة"، وخصومها يقرون لها بذلك، ويتمنون لها مواصلة المشوار النضالي واستكمال ما تحقق إلى الأن مهما بدا متواضعاً، بعد أخر إنجاز حققه رئيسها الراحل، أبو الثورة، أبو استعادة الهوية الفلسطينية، أبو القرار المستقل، أبو الكرامة، الرئيس ياسر عرفات، طالما هي كذلك، لماذا تلجأ للدفاع على ما قارفته الأجهزة الأمنية من هدر لكرامة بعض الفلسطينيين، وتتساوى كما يحصل في غزة، فقد تحولتا عبر الاستفراد في السلطة لدى رام الله وغزة، لإعطاء الأولوية لكباح جماح تطلعات شعبهما نحو ممارسة الكرامة والتعددية وحرية الرأي وحرية الاختيار، وعدم ممارسة الانتخابات التي وحدها تمنح الشرعية، ولا شرعية لكليهما بدون انتخابات رئاسية وتشريعية وبلديات ونقابات ومجالس طلبة الجامعات.
طالما حركة فتح لازالت تملك القدرة على تحريك الشارع، لماذا تلجأ للدفاع عن مسالك مشينة تدفع المناضل الكبير عبد الجواد صالح المستقل، رئيس بلدية البيرة، أحد قيادات الجبهة الوطنية ، المبعد من الوطن، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو المجلس التشريعي، المعروف عنه أنه شبعان كرامة ومال، لم يمد يده لأي طرف للحصول على أي دعم مالي لا سابقاً ولا الأن، حتى لا يتم اتهامه أن دوافعه مأجورة، وتلقى مالاً من عزمي بشارة أو محمد دحلان، كما تفعل الأجهزة والمواقع السوداء كذباً لاتهام من يعملون لتحريك الشارع أنهم يتلقون المال من هذه العاصمة الخليجية أو تلك، مثل كذبة لقاء السفير الأميركي في عمان وتوبيخه للرئيس الفلسطيني محمود عباس، معارك ومصادر إعلامية كذابة، واتهامات متبادلة لا أساس لها من الصحة، سلوك مشين دفعت المناضل عبد الجواد صالح مطالبة شعبه بالعصيان المدني حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية باعتبارها وحدها مصدر الشرعية.
سلوك مشين دفعت ذوات مهنية رفيعة المستوى والحضور، من قادة حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني: شعوان جبارين، ممدوح العكر، حلمي الأعرج وعصام العاروري، لعقد مؤتمر صحفي مشترك، يحتجون، ينددون، بالسلوك الهمجي المشين بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيدهم أن ما قارفته الأجهزة بسحل وقمع الشباب والصبايا ومناضلين لهم تاريخ وكرامة، تم قمعهم واعتقالهم وإهانتهم علناً، أن ما قارفته هذه الأجهزة لم يكن مجرد قرار إداري صادر عن ضابط حاقد، أو مسؤول فاشل، أو عدم معرفة من قبل قيادات الصف الأول بما تقترفه الأجهزة، بل يقف وراء هذا الانحدار، قرار سياسي أمني صادر من أعلى المستويات السياسية، مع الأسف، كما قالوا.
فلسطين بعناوينها السلطوية، بدلاً من أن تتقدم تنحدر إلى القاع الأسود، بدلاً من مواجهة قمع الاحتلال في القدس وسائر قرى الضفة الفلسطينية، والتضامن مع معاناة أهل غزة بعد الحروب المتكررة، والعمل على رفض الاستيطان، تنحدر لقمع شعبها الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال والكرامة.
خسارة، وجع، أسف، هذا الانحدار في منتصف الطريق، قبل الوصول للحظة كنس الاحتلال واندحاره وهزيمته عن أرض الوطن، يقع شعب فلسطين في جريمة التأكل الذاتي، وفقدان البوصلة، فهل تصحو فتح كما يجب، كما ينبغي، وتواصل مشوارها باعتبارها " أول الرصاص أو الحجارة" .