قصتنا حول العمل في الشأن العام ..
الانخراط في الشأن العام يعني المواطنة والشراكة في الوطن ... وهو يشمل كل جهد يعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
وبالتأكيد أن مثل هذا هكذا عمل وجهد يتطلب ثقافة ومعرفة ودراية وخبرات وقدرات متميزة لتحقيق القيم والمُثل والأهداف النبيلة التي تقف خلف هذا كله ويتم الارتكاز إليها بمنهجية وحرفية.
الشأن العام مصطلح فضفاض يشمل كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعمل الخيري أيضا ، فيختار الراغبون في خوض غمار هذا الفعل حسب توجهاتهم واهتماماتهم.
إن هذا العمل هو رديف لكل المؤسسات الرسمية في أي مجتمع ومعززة لأهدافه في خدمة المجموع ومكملة لتحقيق أهدافه النافعه خاصة في المجتمعات التي تسعى للنهوض والتقدم.
في بلدنا ، حراك مكثف بصورة أو أخرى ينشط فيه العديد من أبناء المجتمع ترجمة لكثير من القيم والنبل الذي يتمتع به الأفراد والجماعات على اختلاف مناطق تواجدهم.
ولكن ومن اللافت أن الدخلاء والمتكسبين في العمل في الشأن العام على اختلاف مفاصله أدخلته في سراديب المصالح والذاتيه والأرتزاق وادعاءات بعيده كل البعد عن أهداف سامية الأصل أن تكون هي الغاية.
الصادقون ومن يمتلكون الفكر والفكرة النقية في هذا الاتجاه أصبحوا يحاربون أو يتهمون بغير وجه حق حتى يسود الظلال ويستأثر المنتفعون بالمشهد ..فبعض أو الكثير ممن يملكون والرؤيا والمقدرة للنهوض بعمل من شأنه مشاركة الجميع في عمل دؤوب يخدم مسيرة الوطن والمجتمع، تنحوا جانبا "وهذا خطأ" ولكنه واقع فرضته شروط المنافسة الغير متكافئة أو لعدم الرغبة من هؤلاء بالمناكفة على قاعدة دع الخلق للخالق.
إن الخيرين كثر في بلدنا ..والصادقين الذين تحركهم مصلحة عامة يبحثون عبر اجتهاداتهم عن فرصة لأخذ زمام المبادرة والمشاركة في كل ما من شأنه ازدهار الوطن وتقدمه وعلى كل الصعد ، فهم لا يبحثون عن منافسة ومزاحمة احد وغير باحثين عن مغنم وهم ليسوا "سحيجه" أو ندابين ورداحين.
وتجنببا لمواجهات ومناكفات مع فئة تدعي الأفضلية والقدرة على عطاء "صادق" ولهم الأحقية في كل ذا دون غيرهم ، نأت ثلة اجتماعية فاعلة ومهمة بنفسها عن المشهد مؤقتا حتى تنضج الفكرة ويستوعبها الجميع سواء من خلال الواقع أو التشريعات التي أعطت البعض فرصة "مثل قانون الجمعيات الخيرية"ليؤسسوا كيانات بالقانون قوامها الأسرة الواحدة ..وهنا الكارثة !
العمل العام ترجمه لقيم ومباديء وقدرات وخبرات ونوايا مخلصة للمساهمة في مسيرة وطن.. الجميع معني بها وفي كل المجالات.
أضبطوا الحالة كجزء من الإصلاح الشامل الذي تشهده البلاد.
محمد هشام البوريني