معالي الوزير "الشتام" الوقح وقليل الأدب ..!!!
زهير العزه
أن تصبح معارضا لعملية سياسية أو لنهج في السياسة محدد هنا أو هناك ،وأنت الذي تكسبت وتمتعت بمزايا عديدة من النظام ومما وفرته لك أساليب الواسطة والمحسوبية وترعرت وكبرت وبان "سنك وضحك " عندما أخذت المناصب، مثل الوزارة والنيابة التي ذللتها لك المؤسسات لتصل الى العبدلي، كما حصل أولادك وأولاد المقربين منك على كل شيء من تعليم مجاني في أعرق الجامعات الغربية، وتأمين صحي في أكبر المؤسسات الطبية الغربية، في الوقت الذي حرم فيه أقارب لك ومن عشيرتك ومن أبناء محافظتك، أو من أبناء الاردن الفقراء المسحوقين من التمتع بخيرات الوطن ، بل حرم بعضهم من العلاج والتعليم والحصول على أدنى مقومات سد الحاجة والعوز للقمة خبز كفاف يوم، كما أن بعضهم ولغاية الان تحرمهم أيادي بعض الموظفين في بيت الاردنيين جميعا من المساعدة!، ..... هذا في السياسة مقبول ويحتمل وجهة النظرالسوداء قبل البيضاء ،لكن وأنت تنتقل الى صف "المعارضة " كما تقول لا يجب أن تتخطى اساليب المعارضة الوازنة الى "الوقاحة وقلة الادب" تحت عنوان "بعد الكأس الثالث يذهب العقل وتنتشي الغرائز " فهذا امر بألتأكيد غير مقبول، بل أن ذلك يدخل في باب "الخبل" أو "الهبل" وعدم المسؤولية الاخلاقية والقانونية ..!
معالي" المعارض "،أود أن تعلم أن المعارضة ليست بالشتائم او"بالتعريط "، فالمعارضة فن رفيع يحتاج الى رجال تملك مشروعا قائما على رؤيا ، وأعتقد انك لا تملك مشروعا ولم ولن تكن من أصحاب الرؤيا ، فأنت أعمى البصر والبصيرة .
معالي "المعارض" ، مؤسف حقا أن تنحدر بك الكلمات الى مستوى انت أرتضيته وهو المستوى الهابط " الذي تسلل اليك من "قهوة خبيني" التي من تحت "سقف السيل"، أو من مقهى الحرامية الموجودة بنفس العنوان ، حيث هناك لا يوجد مستوى الا مستوى الخطاب الذي كانت كلماتك خير معبر عنه ........... فكلام الشارع وكلام الرعاع يسمعه الجالسون في تلك المجالس ، وهو يختلف عن كلام الساسة أو مجالس المعارضة الوازنة كما يختلف عن مجالس ساسة الموالاة.
معالي "المعارض"، تدعي أنك تطالب بالاصلاح ..!وقد سبقتك بالمطالبة بالاصلاح كما غيري من الاردنيين المصلحين، وذلك منذ سنوات تقارب ال 40 عاما ،وقد سحقنا وما زلنا نتيجة لذلك، وما زلنا ندفع الثمن، في الوقت الذي نلت أنت ومن" لف لفك" من التنفيعات " والهبر" الكثير الكثير على حساب أبناء الاردن كل الاردن ، ولكننا وأنا اصدقك القول لم نعرف كيف يكون الإصلاح بالشتيمة ؟ ولم نعرف أن المصلح يتحول في سبيل إيصال دعوته الى الرأي العام أو الى صناع القرار الى مارق على الاخلاق والنظام العام ،فالدعوة الاصلاحية تحتاج الى تجميع الناس لا تنفيرهم ، والى الحجة مقابل الحجة ، والفكرة مقابل الفكرة، لأن الاصلاح بالعقول وليس بالطبول والخمور ...... أو "اليوم خمر وغدا أمر " .
معالي" المعارض"،إن من خطايا ممارسات بعض مؤسسات الدولة أنها كانت تجتبي من بين صفوف العشيرة أو حتى العائلة الصغيرة ،أو حتى المنطقة أوالقرية اشخاصا وتدفع بهم للواجهة السياسية والاعلامية والنيابية بل وحتى اللجان كما حصل مع لجنة الاصلاح وكذلك في المسألة الاقتصادية من خلال تسهيل الحصول على بعض العطاءات ،ثم تسيدهم على أبناء البلاد وليس على أبناء عشيرتهم فقط ،"تحت ضغط المنافع وما تسخره أجهزة الدولة لهم "،وهذا ما أخرج لنا شخصيات منهارة بكل ما للكلمة من معنى ، بل وصل الامر أن ظهرعلى السطح السياسي "قليل الادب"، والذي أخرج لنا جيلا يساوي بين السياسة والرذالة وبين الممارسة السياسية المعارضة وقلة الأخلاق، وبين فعل السياسة كعمل مجتمعي هو الارفع في الخدمة العامة ...وقول الشتيمة ،وبين خطاب السياسة القائم على التعاطي بالافكاروالحجج والبرامج ...وخطاب السُباب الذي يرى أن السياسة إفلاس وحالة إنفلات لا تضبطها أية قواعد أومحددات .
معالي "المعارض" ، إن الدولةلا تفسد ذاتيا فهي ليست جسما قائما بذاته ولا كائنا له قوام أو عقل أو جسم أو أطراف أو هيئة، انما تفسد نتيجة مجموعة أفعال قادمة من عقول مجتمعة فاسدة ، راكمت أفعالها عبر سنوات وسنوات وكنت أنت أحد من راكم الفساد والافساد أنت والقريبين لك والمحيطين بك ، "فأرحمنا " من سوء مطالعاتك ومرافعاتك التي تعتقد انك تدفع بها البلاء ، بينما انت فعلا تقربه على البلاد والعباد.
معالي "المعارض" فكر.. فأن التفكير فعل عقلي يبحث عن حل المشاكل لما يواجه الانسان من أزمات ،وأن استمرارك في وضع الشتيمة محل الفكرة مؤذ لك وللوطن ،فلا تزح خطاب العقل بالشتيمة ، فيكفينا كمواطنيين ما أبتلينا به من أفعال وسياسات "الاوباش "اينما كانوا،فمن خلال ما تقوم به من خطاب "طائش "ستفسد كل مطالب الاصلاح والمصلحين الحقيقيين ،وستفسد عليهم معاناتهم مع رتق الثقوب التي خلفتاها حكومات ووزراء أنت واحد منهم ،إن لم تكن فاعلا فأنت بألتأكيد مشاركا فيها حتى ولو بالصمت .......